بيروت / عبد الوهاب النعيميانتهى كل شيء وغادرت الكأس الآسيوية الديار العراقية من دون أن ينجح الأسود بإعادتها، بعد أن توقفت مسيرتهم عند الدور ربع النهائي.واختلف تقييم المشاركة، بين من رآه سلبيا وأنه كان في إمكاننا الوصول إلى مراحل متقدمة أكثر، وآخرون كانوا مقتنعين انه ليس بالإمكان أفضل مما كان، ويبقى السؤال حول أي منها هو الأصح أو الأقرب إلى الواقع؟
لإجراء التقييم بصورة دقيقة سأعتمد على الأرقام والإحصائيات، وأقارن بين ما حققه منتخب العراق في البطولة التي أحرز لقبها في عام 2007، والبطولة التي جرت في قطر العام الحالي، لكي أصل إلى إجابة حول مشاركة منتخبنا في كأس آسيا 2011، هل كانت سلبية أم ايجابية؟التشكيلةاعتمد المدرب البرازيلي فييرا في بطولة 2007 على تشكيلة ثابتة لم يغير فيها إلا قليلا، فلعب ثمانية لاعبين كل المباريات الست، وهم: نور صبري وباسم عباس وجاسم محمد غلام وعلي حسين رحيمة ونشأت أكرم وهوار ملا محمد ومهدي كريم ويونس محمود، في حين لعب حيدر عبد الأمير خمس من المباريات الست، وبالتالي فإن تسعة مراكز كانت ثابتة، وشمل التغيير مراكز وسط الفريق، فلعب هيثم كاظم طاهر، قبل أن يقرر المدرب الاستعانة بقصي منير في المباريات الأخيرة، وبصالح سدير في البداية الذي ترك مكانه للصاعد آنذاك كرار جاسم.ثبات تشكيلة فييرا قابلته حالة التغيير الدائم بالنسبة إلى الألماني سيدكا في بطولة 2011، فلعب ستة لاعبين كل المباريات وهم محمد كاصد وعلي حسين رحيمة وسامال سعيد وقصي منير ونشأت أكرم ويونس محمود، ورغم أن مهدي كريم لعب كل المباريات أيضا إلا أن نصفها لعبها وهو مدافع يسار والنصف الآخر كلاعب وسط على اليمين، في حين لعب هوار ملا محمد وعماد محمد ثلاثا من المباريات الأربعة. أما علاء عبد الزهرة فلعب مباراتين كأساسي ومثلهما كاحتياط وأشترك مصطفى كريم أربع مباريات كاحتياط وباسم عباس لعب مباراتين ومثله سلام شاكر الذي أبعدته الإصابة واحمد إبراهيم ثلاث مباريات، ولعب كرار جاسم مباراة واحدة واشترك في مباراة أخرى كاحتياط، في حين اشترك سامر سعيد ومثنى خالد في دقائق معدودة.التغييرات في مراكز اللاعبين وواجباتهم مع سيدكا أثرت على ما قدمه لاعبونا وأبعد أهم العوامل وراء الفوز بالمباريات، والتي تتمثل في الانسجام الذي يخلقه الثبات على التشكيلة وعدم تغيير مراكز اللاعبين إلا بقدر محدود وانضباطهم التكتيكي الذي كان في أفضل حالاته مع فييرا، في حين كان اللاعبون ضائعين مع سيدكا.التسديداتتمثل التسديدات أهمية كبرى لترجيح كفة فريق على آخر، فكلما زاد عدد التسديدات على المرمى، زادت فرص إحراز الأهداف، وبسبب أن المنتخب الوطني لعب ست مباريات في بطولة 2007 وأربع مباريات في بطولة 2011، فإنني اعتمدت على المعدل والنسبة المئوية وليس العدد الكلي حتى تكون المقارنة عادلة.سدد لاعبو المنتخب الوطني ست مرات كمعدل في بطولة 2007 وانخفض ذلك إلى أربع في البطولة الحالية، وبرغم أن نسبة إحراز الأهداف من التسديدات على المرمى بقيت ذاتها في البطولتين بـ20%، إلا أن زيادة عدد التسديدات في بطولة 2007، ساهمت في زيادة عدد الأهداف.كان تركيز التسديدات في بطولة 2007 أفضل، حيث كانت النسبة 42% من التسديدات على المرمى و58% خارج المرمى، مقابل 32% على المرمى في بطولة 2011 و68% خارج المرمى.سدد لاعبو العراق 14 مرة في المباراة الواحدة كمعدل في بطولة 2007 مقابل 12 مرة في بطولة 2011، ويشمل ذلك التسديدات على المرمى وخارجه.الشق الثاني من التسديدات تتمثل في ما سدده لاعبو الفرق التي لعبنا معها، وهي تايلاند واستراليا وعُمان وفيتنام وكوريا الجنوبية والسعودية في بطولة 2007، وإيران والإمارات وكوريا الشمالية واستراليا في بطولة 2011.كانت نسبة التسديدات على المرمى 35% في بطولة 2007، مقابل 53% في بطولة 2011، وارتفع معدل التسديدات في المباراة من أربع في البطولة الماضية إلى ست في البطولة الحالية، وبينما كانت نسبة تسجيل الأهداف في مرمى العراق 8% من التسديدات على المرمى زادت إلى 12.5% في بطولة 2011، كما زاد معدل التسديد على مرمى العراق من 12 تسديدة في المباراة الواحدة في بطولة 2007 إلى 17 في البطولة الحالية.الأرقام تشير بوضوح إلى تراجع عدد التسديدات ونسبتها على المرمى في البطولة الحالية مقارنة بالبطولة الماضية بنسبة وصلت إلى 50%، في حين كان دفاعنا والمهمات الدفاعية للاعبي الوسط تطبق بصورة أفضل في البطولة الماضية مما ساهم في تقليل عدد التسديدات والحد من خطورتها، وبالتالي انخفض عدد الأهداف.الأخطاءارتكب لاعبونا 18 خطأ في المباراة الواحدة كمعدل في بطولة 2007 مقابل 21 في بطولة 2011، في حين ارتكب على لاعبينا 15 خطأ في البطولة الماضية مقابل 17 في البطولة الحالية.فكلما يقل عدد الأخطاء فإن ذلك يعني أن اللاعبين في إمكانهم مجاراة لاعبي الفريق الآخر، وتمكنهم من التمركز بشكل صحيح وعدم ترك ثغرات يستغلها لاعبو الفريق المقابل.وبينما ارتكب لاعبو العراق 84 خطأ في بطولة 2011 في المباريات الأربع، فإن اللاعبين ارتكبوا 67 خطأ من نفس العدد من المباريات في بطولة 2007، أي المباريات الثلاث في الدور الأول ومباراة الدور ربع النهائي.الحيازةكانت الحيازة لصالح المنتخب الوطني في أربع من المباريات الست التي لعبها في
تشكيلة متغيرة وكثرة الأخطاء وتراجع الحيازة ساهمت في ضياع الكأس

نشر في: 28 يناير, 2011: 05:18 م