خليل جليل كما هو متوقع قدم الاتحاد العراقي لكرة القدم اعتذاره للشارع الكروي لفقدان اللقب الآسيوي بعدما بقي في حوزتنا أربع سنوات وكذلك اللاعبون الذين قدموا اعتذارهم والجهاز الفني ، من دون أن يعترف أي شخص بخطأ او بتقصير او يتحدث عن الأسباب الحقيقية ولو بشجاعة قليلة عن كل العوامل التي أدت إلى التخلي عن اللقب بعد الإخفاق بالاحتفاظ به.
ويمكن أن نتساءل وبوضوح ونقول هل كان بالإمكان أن يمضي منتخبنا إلى ابعد من حدود الدور ربع نهائي وان يواصل المشوار بدلا من أن ينهي المنتخب الاسترالي مغامرته القارية في ثوان وفي غفلة عندما أنهى حلمنا في اقل من دقيقتين كانت تفصلنا عن ركلات الترجيح وان كنا ليس بحاجة إلى تلك الركلات بعدما نجح المنتخب في احتواء نظيره الاسترالي وكان قريبا من حسم اللقاء الذي كان يتطلب إدارة متميزة لفصول المعركة الكروية مع استراليا.نعم كان بالإمكان تحقيق أفضل مما حصل ونذهب بعيدا في البطولة وفي حملة الدفاع عن اللقب، وننهي كل شيء بإرادتنا لو توفرت أدنى درجات الإدارة التدريبية الناجحة لتلك المباراة التي يختلف التحضير لها عن أية مباراة، فلكل مباراة لها حساباتها وتقديراتها الفنية ويتصل أمر تخطيها بقدرة الجهاز الفني والتخطيط لها بشكل دقيق. عموما لقد ودع منتخبنا نهائيات كآس آسيا بشكل غير متوقع وبطريقة اقرب إلى الخيال وبعيدة عن الوقائع والحقائق بسبب الأخطاء التي رافقت مسيرته من دون أن يعترف بها أي شخص له علاقة بتلك المهمة ولن يخرج علينا أي شخص بشجاعة ويؤكد تلك الأسباب وتحملها في الوقت الذي راح الجميع سواء أعضاء الجهاز الفني وإدارة البعثة واللاعبين في الناي بأنفسهم عن تلك الأسباب واختلاق تبريرات واهية لإخفاء جوهر تلك الأسباب.لقد دفع لاعبونا ثمن أخطائهم وحمى تصريحاتهم النارية التي يعتبرونها فرصة مثالية للشهرة من دون أن يدركوا بأنهم وقعوا في شركها وهم يتحدثون عن مشاكل داخلية وينشرون غسيل المنتخب بطريقة مجانية ويتحدثون عن تقصير الجهاز التدريبي وأخطائه الفنية ويوجهون الاتهامات بمناسبة وغيرها ولسان حالهم يتحدث عن حصر أسباب الإخفاق بالجهاز.صحيح أن الجهاز الفني التدريبي يتحمل جزءا كبيراً من الإخفاقة لعدم وجود المنهجية الفنية الثابتة والمستقرة وافتقاده الى التركيز المناسب لاختياراته وتحديد ستراتيجية عمله التي بدأها منذ صيف العام الماضي من دون ان يتمكن من بناء منتخب قوي ومستقر وتحديد معالمه، لكن يبقى الجانب الإداري الذي اخذ الاتحاد العراقي لكرة القدم على عاتقه تحمل مسؤولية هذا الأمر واحداً من الأسباب الرئيسة لمجمل معطيات المهمة ،عندما غض الاتحاد العراقي النظر عن تلك الأخطاء وتلك الملابسات.فهل يتوقع احد ويصدق أن المشاكل الداخلية للمنتخب التي كانت تعصف به مبكراً بسبب الانفلات وغياب المتابعة الصارمة ،قد سبقت دخول المنتخب منافسات النهائيات وقبل أن تطأ ارض الدوحة أقدام اللاعبين، كانت رائحة المشاكل بين اللاعبين من جهة وبين الجهاز التدريبي من جهة ثانية تطغى على كل الأحداث ومهدت لمصير متوقع للمنتخب رغم الترفيعات والمعالجات غير المجدية من قبل الوفد بعد أن كبرت الفجوة وهوة المشاكل والملابسات وهذا يعكس حجم الانفلات الذي عاشه المنتخب والذي أودى بمصيره. نعتقد أن مباراتنا الأولى أمام إيران وما تبعها شكلت ظهور بوادر المشاكل التي يعاني منها المنتخب ومعاناته منها وغياب الانسجام المفترض بين أطراف الملاك التدريبي واختلاف الرؤى الشخصية بين أعضاء الملاك التدريبي وتقاطع قناعتهم وتسيد الرأي الشخصي لهذا أو ذاك والافتقار إلى المتابعة الدقيقة لمشوار المنتخب من قبل الاتحاد العراق مثلما يفترض ان تكون هذه المتابعة خطوة بخطوة وانهاء كل اشكال الصراع الذي تميز به منتخبنا عن بقية المنتخبات والذي ادى بنا في نهاية المطاف الى ما آلت اليه الأمور. إذن هل كان المنتخب فوق كل اعتبار وهل كانت المهمة الوطنية للكرة العراقية في هذه المشاركة محط الاهتمام والتمسك بأهمية إنجاح مشوار الكرة العراقية والمنتخب في هذا المحفل وهل توفر الغطاء الكافي لبرهنة حرص الجميع على أن تكون هذه المهمة على قدر المسؤولية، نعتقد بان الإجابة على هذه التساؤلات ترك لبعثة المنتخب ولاعبي المنتخب وإداريي المنتخب ومدربيه.
وجهة نظر: هل كنا بحجم المسؤولية؟

نشر في: 28 يناير, 2011: 06:08 م