علي حسين يترقب الناس العام الجديد ليعلقوا عليه آمالهم وطموحاتهم وأمانيهم، عسى ان يجلب لهم قليلا من الحظ وإذ لم يطرق الحظ بابهم فعلى الأقل لا يواجههم البؤس والتعاسة في الطرقات، ولكي تكتمل سعادة العراقيين بالعام الجديد فقد أكد لنا فلكيو الصين ان عام 2011 هو عام الارنب حسب التقويم الصيني ووفقا لهذا التقويم فان هناك اثني عشر برجاً يحمل كل منها اسم حيوان وهي حسب الترتيب التالي: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعي، الحصان، الماعز، القرد، الديك، الكلب.
فعلى عكس عام 2010 وهو عام النمر بالأبراج الصينية الذي كان مليئاً بالصعوبات والعراقيل والاضطرابات يوضح احد الفلكيين أن عام الأرنب سيحمل في طياته الكثير من الآمال والنجاحات والفرص لتحقيق التغير الايجابي على مستوى الحياة الشخصية بل ومن المحتمل أن يكون عاماً أكثر هدوءً على المشهد الحياتي. لا أستغرب أن يحاول فلكيو الصين الضحك علينا بكلمتين حول الرخاء والمستقبل الزاهر والتمسك بسياسيناالذين لن يجود الزمن بمثلهم فنحن اعرف ببضاعة ساستنا التي لا ينفد معينها، ثم إنها بضاعة مجانية، لا تتطلب من صاحبها سوى حبك العبارات وتلوينها.وهي الصنعة التي راجت سوقها في زمن العجز عن الفعل والاستقواء بالكلمات. إذ كما أن هناك من يفصل القوانين على هواه ومن يفصل الخطب التي تناسب كل زمان ومكان. لا غرابة في ان نعيش عام الارنب وإنما الغريب في الأمر أن يكون العام الماضي عام النمر فيما كنا نحن العراقيين نخباً ومواطنين مجرد مخلوقات تعيش على هامش الساسة. خذوا مثلا ما حدث للناس في العام الماضي الذي اطلق عليه عام النمر فقد كان عام انفراد بعض الساسة بالسلطة،ربما أملا في إقناع الناس بأن بعض الاحزاب بريئة من تهمة الانفراد بالسلطة واحتكارها واصرار عباد الله المغلوبة على امرها على التمسك بهؤلاء الساسة والتعلق باهدابهم وثقة هؤلاء الناس ان البلاد لن تقوم لها قائمة اذا رفع بعض الساسة ايديهم عن السلطة. المشكلة التي نواجهها اليوم في العراق ان أعوامنا جميعها أصبحت اعوام " الارنب " فالناس خائفة ولاحول لها ولا قوة، فيما بعض النخب السياسية تسعى الى تدمير عناصر العافية في المجتمع حتى لا يلوح في الأفق أي بارقة أمل في إمكانية وجود بديل سياسي يمكن أن ينافسهم يوما ما، فيلجأون الى اللعب بالقوانين والعبث في الدستور لاضفاء شرعية على العديد من الممارسات بحيث أصبحوا محمين بتشريعات مغشوشة ومن ثم فاقدة الشرعية. والنموذج الفادح لذلك هو ما حصل ويحصل في مسالة " الهيئات المستقلة " والتي تحولت وبفعل فاعل الى " ارانب " في حظيرة الحكومة التي تسعى الى اغلاق الباب في وجه أي شخص من خارج رغبة بعض الساسة. يكتب عالم الاجتماع ماكس فابير " في النظم الاستبدادية تظل اللغة هي أبرز وسيلة لخداع الناس ". حتما سيحمل عام 2011 الكثير من المفاجآت وسيشهد تحسنا في أداء بعض الكتل السياسية وهذا التحسن لا علاقة له بالمواطن وانما في قدرة هذه الكتل على اكتشاف وسائل جديدة تصب في خدمة مصالحها الخاصة وسيشهد أيضاً تحسنا في كثير من القضايا المهمة، مثل زيادة عدد الحاصلين على شهادات مزورة، واستفحال المحسوبية والرشوة وأيضاً سيسجل مثل سابقيه رقما قياسيا في غياب الخدمات وانتشار لعبة كواتم الصوت والتي ستسجل حوادثها حتما ضد مجهول، وسيزداد هذا العام والأعوام المقبلة عدد "الارانب " الذين يهتفون باسم دولة القانون، وسنشهد ظهور طبقة جديدة من السياسيين لا تسمع ولا ترى ولكنها تكثر الحديث عن الشفافية.
العمود الثامن :عــــام الأرانــب

نشر في: 28 يناير, 2011: 06:16 م