ما زالت ايران تهدد بإغلاق مضيق هرمز، المضيق الذي تمر عبره خمس صادرات النفط في العالم، وتستخدمه كورقة ضغط على الدول الغربية وامريكا لعدم شن هجمات عسكرية محتملة عليها بسبب برنامجها النووي.
حيث اكد عدد من النواب والخبراء المتخصصين في الشأن الاقتصادي والنفطي ان اغلاق مضيق هرمز يعتبر تهديداً مؤجلاً من قبل ايران، ففي حال تعرض طهران لمحاصرات دولية كبيرة ستدفع ايران نحو اغلاقه، مشيرين الى ان الحكومة الى الان لم تضع خططها الاستباقية لمواجهة احتمالية اغلاق هرمز، وتأخذ بنظر اعتبارها بانه سيؤثر وبشكل مباشر على الاقتصاد الوطني حال اغلاقه.وقد هدد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري، بأن بلاده ستضرب مضيق هرمز والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط واسرائيل اذا تعرضت لهجوم.
النائب عن /التحالف الوطني/ عدنان المياحي، استبعد: اغلاق مضيق هرمز من قبل ايران خلال الفترة الحالية مالم تتعرض لضربة عسكرية قوية من امريكا واسرائيل، منوهاً عند اغلاق المضيق سيضطر العراق لتصدير نفطه عبر الناقلات البرية باتجاه تركيا والاردن لان الحكومة الى الان لم تتخذ الخطوات السليمة لمواجهة اية ازمة تمنع تصدير النفط العراقي.
وقال المياحي للوكالة الاخبارية للانباء إن اغلاق مضيق هرمز امر صعب على المنطقة والعالم لانه سيلقي بتأثيره على دول الخليج العربي والعراق وحتى ايران ليس فقط من ناحية تصدير النفط وانما سيؤثر على مرور البواخر التجارية.
وأضاف: أن ايران سوف لم تقدم نحو اغلاق المضيق ما لم تكن هناك ضربة عسكرية قوية من قبل امريكا واسرائيل على ايران، وهذا امر مستبعد خلال الفترة الحالية ربما بعد ثلاث سنوات من الان، مؤكداً قد تعمل ايران على تضييق حركة الملاحة في المضيق وليس اغلاقاً بشكل كامل.
واشار الى: انه في حال اصرار ايران على اغلاق هرمز فأن العراق لديه اكثر من خيار اضطراري وليس مثاليا لتصدير نفطه، مبيناً ان احد الخيارات الاضطرارية التي سيتخذها العراق لتصدير نفطه عند اغلاق مضيق هرمز التصدير عبر الناقلات البرية باتجاه تركيا والاردن رغم ان هذه العملية ستكلف البلد مبالغ كبيرة ولكنها ستقلل من الخسائر التي سيتكبدها البلد عند حدوث ذلك.
وشدد على: ضرورة اتخاذ البدائل على مستوى المنافذ التصديرية للنفط لتجنب تأثير أي ازمة تحصل في المنطقة ليس فقط اغلاق مضيق هرمز.
ولطالما هددت ايران باغلاق مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله 40 في المئة من صادرات النفط في العالم، كرد فعل على العقوبات التي يفرضها الغرب على صادراتها النفطية.
وتتعرض ايران لعقوبات بسبب برنامجها النووي الذي يخشى الغرب ان تستخدمه طهران لتطوير اسلحة نووية بينما تصر ايران على ان برنامجها لاغراض سلمية.
من جهته قال الخبير النفطي حمزة الجواهري: "لا أعتقد أن إيران تنفذ تهديداتها بغلق مضيق هرمز، لأنها وكما سنرى في السياق ستكون الأكثر تضررا من غيرها فيما لو أقدمت فعلا على غلق المضيق"، مبيناً قد يكون التهديد مؤجلا أو ردعا لما سيأتي من عقوبات جديدة على إيران من قبل الغرب بشأن ملفها النووي.
واشار الجواهري الى أن معظم الدول النفطية المشاطئة للخليج العربي ستخسر معظم صادراتها النفطية، والبعض منها سيخسر كل شيء فيما لو كان البلد يعتمد من حيث الأساس بتمويل ميزانيته على عائدات النفط، كالعراق، كما وأن هناك بلدان سيتوقف تصديرها للنفط تماما، مثل قطر والكويت، أما السعودية فإنها ستخسر تقريبا نصف إنتاجها كون إمكانياتها للتصدير عبر البحر الأحمر تبقى محدودة ولا تزيد على خمسة ملايين برميل يوميا.
واوضح: ان الأسواق النفطية العالمية ستخسر إنتاج الكويت وقطر، والإمارات، وحوالي70% من النفط العراقي، الذي لا يستطيع تصدير أكثر من ستمائة ألف برميل يوميا عبر ميناء جيهان في تركيا فيما لو تم إغلاق هرمز،بالاضافة إلى خسارة الإنتاج الإيراني، أي أن الأسواق العالمية ستخسر حوالي17مليون برميل يوميا ولا أحد يستطيع تعويضها. وأكد الجواهري: أن إيران ستكون الخاسر الأكبر عند غلقها لمضيق هرمز، لأن جميع موانئها تقع في الخليج وليس لديها موانئ على خليج عمان، في حين تستطيع الاستمرار ببيع نفطها بالكامل فيما لو تركت الملاحة في الخليج مفتوحة أمام حركة ناقلات النفط والتجارة الأخرى، لأن في حال تم إغلاق الخليج سوف لن يبقى لها منفذ لتصدير قطرة واحدة من نفطها، ولا يبقى لها منفذ تجاري مع العالم سوى العراق. وأضاف: أن العراق الى الان لم يتخذ موقفاً حازماً من هذه التهديدات المستمرة لتعدد منافذه التصديرية من خلال فتح قنوات تصديرية جديدة مع الدول المجاورة اليه للخروج من تأثيرات احتمالية الاغلاق على الاقتصاد الوطني المعتمد باكثر من (95%) على الايرادات النفطية.
من جانبه اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ،ان الولايات المتحدة تستعد "لتهديدات" من ايران وللاضطرابات في سوريا فيما تتوجه حاملة طائرات الى المنطقة قبل موعدها المقرر.
وستنطلق حاملة الطائرات "يو اس اس جون ستينيس" ومجموعتها الضاربة قريبا الى الشرق الاوسط في انتشار يأتي قبل اربعة اشهر من الموعد المقرر نظرا لان الولايات المتحدة ليس لديها سوى حاملة طائرات واحدة في المنطقة. بينما مقرر لجنة النفط والطاقة النيابية قاسم محمد قاسم، توقع اغلاق مضيق هرمز من قبل ايران، موضحاً ان ايران ستفاجئ العالم باغلاقها لهرمز لانها ستغلقه من دون موعد مسبق، مما تجعل نشوء حالة ارباك في العالم لاسيما لدى الدول المنتجة للنفط. وقال قاسم إن الحكومة الاتحادية مطالبة بالتحرك نحو فتح منافذ عبر المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية وحتى سوريا لتجنب تأثير الاغلاق على الاقتصاد الوطني. اما الخبير النفطي البريطاني جوني ويست، استبعد: احتمالية اغلاق مضيق هرمز من قبل ايران لاسباب وصفها بـ"العسكرية" لايفهمها الا العسكريون عند الدول الكبرى، لان اغلاق هرمز معناه الانتحار من قبل ايران، وتابع: اذا ارادت ايران ان تغلق المضيق فأنها تغلقه لايام معدودة ربما عشرة ايام كأقصى حد في حال هجوم امريكا واسرائيل على طهران.
وقال ويست انه في حال إغلاق مضيق هرمز لمدة طويلة من قبل ايران فأنه سيولد عليها ضجة كبيرة على مستوى العالم ما يجعلها تتراجع عن قرار الاغلاق، لذا فان ايران لاتستطيع اغلاق المضيق لفترة طويلة لانها ستكون هي المتضرر الاول والاخير.
هذا وشدد مجلس الامن الدولي والدول الأوربية العقوبات الاقتصادية على إيران ما أدى الى انهيار عملتها ،كما توجد اقتراحات معاقبة البنوك الأجنبية التي لديها تعاملات كبيرة مع البنك المركزي الإيراني والتعاملات المرتبطة بالنفط .
فيما بحث مشرعون أمريكيون عن سبل لتشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، لدفعا عن التخلي عن برنامجها النووي ،كما تشمل العقوبات على الغذاء والدواء التي ستعمل على انهيار إيران بكاملها.
ويعد مضيق هرمز او ما يسمى بـ"مضي باب السلام" أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن.
ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.
وتطل عليه من الشمال إيران (محافظة بندر عباس) ومن الجنوب سلطنة عمان (محافظة مسندم) التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.
ويعتبر المضيق في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
ويضمّ المضيق عدداً من الجزر الصغيرة غير المأهولة أكبرها جزيرة قشم الإيرانية وجزيرة لاراك وجزيرة هرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاثة المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).
ويبلغ عرضه 50كم (34كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60م فقط، ويبلغ عرض ممرّين الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم). وتعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة - محمّلة بنحو 40% من النفط المنقول بحراً على مستوى العالم.