بغداد / المدى
ضمن المساعي الرامية لإدراج الابوذية ضمن لائحة التراث العالمي اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بالتعاون مع مؤسسة إيشان لدراسات الثقافة الشعبية مؤتمر الأدب الشعبي الاول بمشاركة أكثر من 20 بحثاً.
وتناول المؤتمر الذي عقد على قاعة الجواهري محاور تخصُّ اللون الشعبي المعروف (الأبوذية) وذلك بمشاركة نقّاد وباحثين متخصّصين في المجال المذكور.
وقال رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب علي حسن الفواز في كلمته خلال افتتاح المؤتمر ان "الاتحاد يعمل على توسيع مساحة الثقافة والفعل الابداعي ليشمل ألوان اخرى تصب في تعزيز الوعي الانساني"، مؤكدا على اهمية الاهتمام بالتراث غير المادي المتمثل بالموروث الشعبي.
فيما يرى رئيس مؤسسة إيشان لدراسات الثقافة الشعبية علي حداد ان "الادب الشعبي جزء من الهوية العراقية وان عقد المؤتمر الاول للأدب الشعبي يمثل استعادة لمكانته الثقافية بعد تغييب طويل."
واشار حداد في كلمته خلال المؤتمر الى ان "الابوذية كلون من ألوان الادب الشعبي تعبر عن جميع المجالات الحياتية ولا تقتصر على انا الشاعر واحساسه العاطفي فقط"، مؤكدا اصالتها في الادب العراقي وتفرد العراق بهذا اللون من الادب الشعبي وهو ما يدعو الى مفاتحة منظمة اليونسكو حول ادراجها ضمن لائحة التراث العالمي". ويجد رئيس مؤسسة إيشان ان "الأبوذية بنت البيئة العراقية وهي تدخل في 30 طورا من اطوار الغناء العراقي".
وبدورهم قدم المشاركون في المؤتمر وعبر جلستين نقديتين ادارهما جبار فرحان العكيلي وامين الموسوي العديد من الاوراق الثقافية والبحوث والدراسات الخاصة بالابوذية اذ تطرق الباحث تقي مطشر الشحماني الى (الأبودية بوصفها شجن العراق الأصيل) فيما تحدث الباحث ريسان الخزعلي عن العروض الشعرية في نظم الابوذية وارتباطها كمستهل في الغناء الريفي.
بينما تطرق الباحث حسين كريم العامل الى توظيف الامثال الشعبية في نصوص الابوذية، مشيرا الى دور الادب الشعبي في التدوين الحقيقي للتاريخ المجتمعي وحفظه من التزييف الرسمي الذي يركز على دور الحاكم ويتجاهل امجاد الشعب.
في حين تناول الباحث ثامر حاج امين في بحثه الموسوم (حين يصبح الشعر وبالا) تجربة الشاعر حسن الشيخ كاظم وما كابده من اضطهاد بسبب تبنيه لقضايا الوطن في زمن الاستبداد. وبدوره تناول الباحث صالح مطرود السعيدي تجربة (شعراء مدينة الحي ومنجزهم في الابوذية) مستعرضا نماذج من شعر المدينة المذكورة.
فيما وصف الشاعر الشعبي المخضرم عزيز السماوي الادب الشعبي بانه هوية الشعب، مشيرا في حديثه خلال المؤتمر الى ان عمر الابوذية يعود الى ما يقارب الـ 400 عام وليس الى 150 عام مثلما يرد على لسان بعض الباحثين".
فيما أكد الباحث ناجي سلطان الزهيري على اهمية نقل التراث العراقي الى ارجاء العالم ولاسيما الابوذية التي تعد (فاكهة الدواوين) بحسب ما يصفها الشاعر ماجد السفاح.
اما الباحث عادل العرداوي فقد قدم ورقة بعنوان (أبوذيات تحاكي الامثال والحكمة والمعتقدات الشعبية) فيما قدمت الباحثة نوال جويد بحثا بعنوان (رثاء النفس في الابوذية) بينما تحدث الباحث علوان السلمان عن القيمة الاجتماعية والسياسية في الابوذية.
واختتم المؤتمر اعماله بكلمة تتعلق بتوصيات المؤتمر القاها مازن مهلهل وعرض مجموعة افلام عن فن الابوذية والاطوار الغنائية.