غالب حسن الشابندر
(1) مقتربات أولى:
- جوهر الصراع من أجل المصلحة والنفوذ.
- أثبتت الحرب فشل الدبلوماسية بشكل عام.
- كشفت الحرب عن استقطاب مذهبي / طائفي خفي على نحو غالب الاحتمال.
5.أثبتت الحرب إن أهم عامل حاسم (التكنولجيا).
6.أثبتت الحرب إنّ ما يسمّى بـ (الرأي العالمي العام) لا يملك تأثيرا على مسار الحرب ولا على نتائجها.
7ــ أثبت هذه الحرب الفاعلية الحاسمة لفن الاختراق الاستخباراتي.
8ــ أثبتت هذه الحرب أن سنين من البناء العسكري والاستخباراتي والامني يمكن أن ينهار أو يتداعى بالتدريج.
(2) دوائر الحرب
الدائرة الاولى:
ألغرب ـ أمريكا وحلفائها الاوربيون / روسيا وحلفائها أو اصدقائها.
أمريكا + بريطانيا + فرنسا + ألمانيا / روسيا + الصين.
الدائرة الثانية:
دول مشارِكة، خليط بين الآلية والاستقلالية.
•الجمهورية الاسلامية.
•الكيان الصهيوني (إسرائيل).
الدائرة الثالثة:
أذرع:
•حزب الله.
•الحوثيون.
•فصائل المقاومة العراقية (نسبيا).
الدائرة الرابعة:
قوى خليطة:
- حماس.
الدائرة الخامسة:
قوى موزّعة بين عناصر الدائرة الاولى والثانية.
•سوريا (دولة).
قوى عاجزة.
•سوريا (حكومة).
•الحكومة اللبنانية.
الدائرة السادسة:
قوى فاعلة بالخفاء:
•المملكة العربية السعودية.
•مصر.
•الاردن.
.الامارات.
•الكويت.
•البحرين.
ملاحظة: فاعلة باتجاه البوصلة الاسرائيلية، ومن وراءها تحريكا ودعما الغرب.
(3) مفارقات التحالفات!
ــ روسيا والصين دعم صوري، ليس بالمستوى تجاه الحليف الاستراتيجي (إيران).
ــ الغرب دعم مطلق للحليف المدلّل (اسرائيل).
(4)الاهداف الاستراتيجية للدائرة الاولى:
ــ أمريكا: إضعاف إيران بالدرجة الاولى، تحقيق إنتصار أسرائيلي على حزب الله ــ نزع السلاح بالدرجة الاولى ــ تحقيق بيئة حدودية آمنة لاسرائيل، وقبل هذا وذاك حرمان الجمهورية الاسلامية من السلاح النووي (الحربي).
ــ إسرائيل:
•غَّزة منزوعة السلاح وتحت تصرف منظمة التحرير، لا حماس ولا الجهاد الاسلامي، ولا لكل فصيل أو حزب أو منظمة مسلّحة، ممر آمن باتجاه مصر، واهداف كبيرة بعيدة المدى ليس محل تحقيقها الآن.
•إنهاء حزب الله.
.التطبيع (أهم هدف).
ـ الجمهورية الاسلامية.
•ان يكون لها نفوذ في الشرق الاوسط.
روسيا:
.ضمان وجودها في سوريا، المنفذ إلى البحر الابيض المتوسط.
•ويدخل ضمن هذا الهدف كوسيلة مهمة: إبقاء أيران ضعيفة، وديمومة حاجتها إلى موسكو.
•تمتين العلاقة مع اسرائيل وفي هذا السياق يمكن أن نفسّر موقف روسيا من الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا، حيث هناك موقف سلبي تقريبا، فكأنها ضامنة لتمرير هذه الضربات، بل ضامنة لعدم التصدي لها، سواء من النظام السوري أو القوى الايرانية المتواجدة في سوريا.
أمريكا:
•إضعاف الجمهورية الاسلامية كما ذكرنا.
•تقليص أو تصفية الاذرع الايرانية في المنطقة.
•ضمان بيئية شرق اوسطية خالية من كل قوّة أقليمية حتى وإن كانت حليفة.
نقاط ضعف الكيان الاسرائلي:
.كائن غريب في المنطقة.
•كائن متكيء على ممكنات من خارج ذاته.
.جتمع مصنّع.
•قراره ليس بيده بل بيد اللوبي الصهيوني في الخارج.
ولكن هذا لا يعني انه على وشك الانهيار، وذلك للاسباب التالية:
السبب الأول: الدعم الغربي المطلق.
السبب الثاني: دخل هذا المجتمع مرحلة التطبّع على الحرب.
السبب الثالث: دعم العالم الاسلامي بأكثر انظمته للكيان بصورة خفية وفاعلة.
السبب الرابع: الديمقراطية وإن كانت هشة ولكن تتيح للعقل الصهيوني التفكير بالبدائل وفرضها.
اسرائيل ومنطق القوة.
القوة الغاشمة بكل صنوفها.
1 ــ الارض المحروقة.
2 ـ اغتيال القيادات الكبيرة.
3 ـ الحصار والتجويع.
4 ــ المجازر البشرية.
5 ــ التهجير.
تكملة تخطيط نظري لحرب ما بعد طوفان الاقصى:
الآن وليس الغد.
1 ـ الجمهورية الاسلامية الايرانية: وقف إطلاق النار.
2 ــ حزب الله: وقف إطلاق النار.
3 ــ الحوثيون: استمرار الحرب.
4 ــ إسرائيل: الحرب الشاملة.
5 ــ الدول الداعمة في الظل والسر: استمرار الحرب بما يضمن القضاء على حزب الله نهائيا وحماس إجمالا.
6 ــ أمريكا: إستمرار الحرب تحت سيطرتها وتوجيهها.
7 ــ الغرب عموما: استمرار الحرب حتى القضاء على الاذرع الايرانية.
8 ـ روسيا: إستمرار الحرب لضمان مصالحها في إيران ضعيفة بهدف الوصول الى البحر المتوسط، ولضمان نفوذها في سوريا… إستمرار الحرب بلحاظ هذين الهدفين الاستراتيجيين.
ــ حماس:
وقف إطلاق النار.
العراق:
ــ الموقف الرّسمي على عمومه أميل إلى الحياد أو النأي عن النفس.
ــ فصائل المقاومة المسلحة ــ المقاومة الاسلامية ـ عمليات عسكرية ضعيفة، ربما في حدود إثبات الذات لا أكثر ولا أقل.
ــ الاطار التنسيقي موقف غير واضح، متردّد بين عدة مقتربات.
المقترب الأول: الخوف من توريط العراق بحرب غير متكافئة.
المقترب الثاني: الضغط الايراني.
المقترب الثالث: الوجود الامريكي الدبلوماسي الواسع الطيف العميق التأثير، كذلك الوجود الامريكي العسكري.
المقترب الرابع: تباين الموقف من قبل مكوّنات الشعب تجاه ما يجري.
تحوّلات دراماتيكية:
إسرائيل:
من تقديم الثمن على الهدف (مرحلة التأسيس المشأوم) إلى المساواة بين الهدف والثمن (شارون) إلى تغليب الهدف على الثمن مهما كان الثمن باهضا (استراتيجية اليمين المتطرّف).
إيران:
من إزالة اسرائيل من الوجود إلى حل الدولة الواحدة.
حزب الله:
من حكومة اسلامية في لبنان، إلى الشعب اللبناني هو الذي يقرر مصير الحكم.
وفي هذه المرحلة: وقف إطلاق النار.
سوريا:
من الاصطفاف المطلق إلى المقاومة إلى الحياد الاضطراري، إلى عدم الرد على الاعتداءات الاسرائيلية إلى سعي محمود باتجاه مجاملة (محور التطبيع والخضوع والانبطاح).
تحالف ثلاثي:
فيما تدخل الجمهورية الاسلامية الايرانية في حرب شبه مباشرة، ثم في حرب مباشرة، حيث تشكل محوراً تطلق عليه محور المقاومة كما فصّلنا سابقا… في سياق هذا التحول في طبيعة الصراع الإيراني الاسرائيلي انفرزت مواقف جديدة في طبيعة العلاقة بين طهران وموسكو وبكين، الجامع المشترك بينها هو معاداة الغرب، أو الحد من نفوذه في الشرق الاوسط، حيث هناك الصراع الروسي / الامريكي في أوكرانيا، وهناك الصراع الأمريكي / الصيني للسيطرة على التجارة العالمية..
برز مشروع تحالف ثلاثي، قوامه:
أولا: روسيا.
ثانيا: الصين.
ثالثا: الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وليس من شك إن حاجة إيران إلى هذا التحالف اكثر من حاجة كل من روسيا والصين إليه، وترتيبا على ذلك تكون إيران هي اضعف المشاركين.
وقد اجريت ايران وروسيا والصين أكثر من مناورة بحرية، آخرها بتاريخ (11 / مارس / 2004)، وكانت حصة الصين من صادرات النفط الايراني بنسبة 90 بالمائة، ورفدت إيران روسيا بشحنات كبيرة من الطائرات المسيّرة لإعانتها في حربها في أوكرانيا، وروسيا من جهتها مدذت طهران بالسلاح.
ولكن هل وصلت العلاقات بين الأطراف الثلاثة إلى مستوى (التحالف)؟
الجواب: لا…
ما هي الاسباب؟
السبب الاول: إنَّ كلّاً من روسيا والصين لم يفجازفا ولن يقامرا بخسارة علاقتهما القوية والعميقة بالكيان الصهيوني، فعلاقة روسيا باسرائيل بدأت منذ تأسيس اسرائيل، وقد حاولت روسيا ممارسة لعبة التوازن في العلاقة بين اسرائيل والعالم العربي، والصين أكبر شريك تجاري لاسرائيل عالميا، والشريك الأكبر في شرق آسيا.
نعم، هناك توتّر في العلاقات الروسية /الاسرائيلية، عزّز ذلك حاجة موسكو إلى طهران في حربها على أوكرانيا، بيد أن تواجد روسيا في سوريا، وعدم ردّها أو منعها للعدوان الاسرائيلي المتكرّر لا يشيجع على تظهير حسن النوايا بين موسكو وطهران على مطلق ودون مراجعة.
السبب الثاني: الصين تحرص على مداراة علاقتها مع أمريكا عبر بعض المقتربات، ومنها إستثمار الشركات الامريكية في الصين، حيث تستوعب ملايين من شغيلة الصين وأياديها العاملة.
السبب الثالث: تحرص كلٌ من روسيا والصين على علاقتهما الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، بل عموم دول الخليج العربي، وكلنا يعلم إن الصين وقفت إلى جانب دول الخليج العربي في قضية تسمية الخليج.
السبب الرابع: إنّ مثل هذا التحالف يثير حفيظة باكستان، والصين بحاجة ماسّة إلى باكستان في تعزيز موقفها تجاه الهند، حيث العلاقة بين الصين والهند علاقة تنافر وتنافس وعداء.
السبب الخامس: إن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعاني من حصارشبه عالمي، وفيما يكون هناك تحالف صيني روسي إيراني، فإن على الصين وروسيا أن تقف مع حليفهما في مواجهة هذا ك، وذلك يكلّفهما كثيرا.
إن العلاقة بين هذه الاطراف لم تصل إلى عتبة التحالف، بل هي علاقة يمكن وصفها بـ (القوية).
