TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :لكي لا تضيع دماء آبنائنا

كردستانيات :لكي لا تضيع دماء آبنائنا

نشر في: 28 يناير, 2011: 06:53 م

وديع غزوانبرغم بعض ملامح الاستقرار الأمني النسبية التي شهدتها بغداد والمحافظات الأخرى، التي تعد مؤشر نجاح لعمل الأجهزة الأمنية، وقبلها انتصاراً لإرادة العراقي الذي قاوم الإرهاب بعفوية جسد فيها رفضه نهج الإرهابيين وإفشال احد ابرز مخططاتهم الهادفة الى ترويع العراقيين واضطرارهم تحت ضغط الخوف وحملات القتل والجريمة المنظمة الى ترك أرضهم ودارهم في وطن قدر ان يبتلي ببعض المسؤولين ممن يشغلهم الصراع على المناصب أكثر مما تشغلهم هموم الوطن والمواطن.
ومن المؤسف ان نتخوف نحن المواطنين ،عند مرور فاصلة زمنية دون حدوث خرق امني او فاجعة،من حالة الاستقرار التام وكأن قدرنا ان يكتب (القتل والقتال علينا)، فترى احدنا يقول للأخر بحذر(الله يستر من هذه السكتة)، لنفاجأ بجريمة جديدة تستهدف مواطنين أبرياء في مجلس عزاء منطقة الشعلة، او في جرائم اخرى بالعبوات اللاصقة او الكواتم او غيرهما من أساليب الجريمة التي  يؤلمنا استمرار دخول عناصرها ومستلزماتها بهذا الشكل الى داخل مدننا او تصنيعها في مناطقنا، رغم كل تلك السيطرات التي ترهق أعصابنا وتضيع أوقاتنا، لم يعد مهماً ما يقوله الناطق الرسمي لهذه الجهة الأمنية او تلك  عن الأدوات التي يستخدمها الإرهابيون، لاننا تيقنا بعد كل تلك السنوات انهم لا يفرقون بين عراقي وآخر ولا يهمهم ماذا يعمل ولأي طيف او مكون ينتمي، فالإرهاب يريد استهداف كل العراق وإلحاق اكبر الأذى بمكوناته، ولان مثل هذه العناصر الإرهابية من قاعدة او غيرها من الميليشيات الرافضة للقانون، جبانة ومرتعدة حد الموت، فانها تعتمد أساليب رخيصة وخسيسة في تنفيذ جرائمها، لذا تكثف هجماتها في الأسواق وتترصد المواطنين وهم عائدون من اعمالهم امنين، ما يختاره الإرهاب يؤكد مستوى ما وصل اليه من الضعف.. هكذا يختار المجرمون الوقت والفرصة في مجلس عزاء آمن، او سيارة أجرة تعامل سائقها بحسن نية مع الراكب كما هو معتاد.نعلم ان الموت حق، لكننا نأسف ونتألم ان يكون بهذه الطريقة وعلى يد هؤلاء، ولكي لا تتكرر جريمة كالتي استهدفت محمود صالح الشاب ذا العشرين ربيعاً الذي لم يمض على زواجه الشهرين بعد، وحتى نسهم في إفشال مخططات الإرهاب ونحمي أهلنا وأصدقاءنا ووطننا، علينا جميعاً ان نعرف حدود واجباتنا الأمنية، من خلال الحذر والحيطة والإخبار عن كل حالة مشبوهة، او تصرف يثير الريبة والشك، وان نضيق الفرص على الإرهابيين، الذين اعتادوا ان يستفيدوا من غفلتنا لتنفيذ جرائمهم.. لا نريد ان نبرر لأجهزتنا الأمنية، غير انها وحدها لا يمكن ان توفر الأمن المنشود، وهي تحتاج الى مساعدتنا، بالمقابل مطلوب من هذه الأجهزة ان تعيد دراسة وسائل عملها مع الناس خاصة تلك المتعلقة بتصرفات بعض عناصرها التي خلقت نوعاً من الفجوة بينها وبين المواطنين.ومن المهم هنا التنسيق مع المجالس البلدية، التي ما زالت قاصرة عن أداء دور في هذا الجانب، خاصة وان هذه  المجالس يمكن ان تمارس دوراً كبيراً في تمتين صيغ العلاقة مع المواطنين، اذا ما عرفت كيف تستفيد من طاقات الشرائح الاجتماعية في مناطقها، وخاصة رجال الدين والمثقفين.. مطلوب ان نكثف جهودنا لكي لا تضيع دماء إبنائنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram