ترجمة حامد أحمد
في لقاء مع مجلة نيوزويك الأميركية قال أحد قياديي الفصائل المسلحة العراقية إن وحدة ساحات القتال ووحدة قوات محور المقاومة تحتم علينا تقديم الدعم والاسناد للشعب السوري ضد مجاميع إجرامية تريد زعزعة الاستقرار، مشيرا الى ان فصائل المقاومة لن تسمح لتلك المجاميع بتهديد أمن العراق وان ما يحدث يصب بمصلحة إسرائيل لصرف الأنظار عما تقوم به وفتح جبهات جديدة لتشتيت محور المقاومة.
وكانت قوات معارضة سورية تعرف باسم، هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة، قد شنت الاربعاء برفقة فصائل معارضة أخرى، من بينها مجموعة الجيش الوطني السوري المدعو من تركيا، هجوما مباغتا ضد قوات النظام السوري استهدف قرى وبلدات بمحافظة حلب تسيطر عليها الحكومة السورية وبحلول صباح الجمعة دخل المتمردون مدينة حلب موسعين هجماتهم السبت باتجاه الجنوب نحو مدينة حماة.
وتوشر هذه التطورات لاكبر تحول في ميزان سيطرة القوى على الأرض السورية التي تشهد حربا أهلية قائمة منذ سنوات، وتأتي أيضا وسط حرب إقليمية أخرى تدور بين إسرائيل وغزة منذ أكثر من عام وكذلك بعد أيام قليلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان.
حركة النجباء، أحد فصائل محور المقاومة في العراق، والتي لها خبرة ميدانية بإدارة عمليات خلال مجريات الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، قد أعربت على لسان المتحدث باسمها، حسين الموسوي، عن استعدادها لتحشيد الدعم لسوريا.
وقال الموسوي في حديث لمجلة نيوزويك "موقفنا كان وما يزال موحدا ضمن وحدة ميادين محور المقاومة في الوقوف ضد أي هجوم يستهدف المنطقة". مشيرا الى ان الهجوم المباغت الذي نفذته مجاميع متمردة في سوريا إنما يخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومضى المتحدث باسم حركة النجباء بقوله "كنا ندرك وما نزال بشكل كامل بان خطة الصهاينة والاميركان والذين معهم هو سعيهم دائما لزعزعة استقرار المنطقة تحت ذرائع شتى ومبررات واهية. وندرك أيضا بان تحركات المجاميع الإرهابية المسلحة، التي هي من خلق أميركا باعتراف البيت الأبيض نفسه، إنما تسير وفق إرادة اميركا وتريد ان تفتح هذه الجبهة للتخفيف من الضغط على إسرائيل وتشتت انتباه المجتمع الدولي بتوترات أخرى للتغطية على الفشل والخسارة الكبيرة التي تعاني منها إسرائيل ومن يقف معها وكذلك لتشتيت ضغط محور المقاومة من خلال فتح جبهات جديدة".
وقال الموسوي بان محور المقاومة "سوف لن يسمح لهذه المجاميع بالظهور مرة اخرى وتهدد أمن واستقرار العراق".
وأردف قائلا "سنكون أفضل معين ومساعد للشعب السوري الشقيق ضد هذه العصابات الاجرامية التي تريد العبث بأمن واستقرار الشعوب". وكانت وزارة الدفاع السورية قد نفت تقارير اشارت لتقدم قوات التمرد أكثر في زحفها واستحواذها على بلدات الى ما وراء حلب، مؤكدة في تصريحات عدة بأن القوات السورية أعادت تنظيم صفوفها لتنفيذ هجوم مقابل. وقالت الوزارة في بيان لها "تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة بان عملية التصدي للهجوم الإرهابي جارية وبنجاح وتصميم، وان هجوما مقابلا سيتحرك قريبا لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من دنس الإرهاب".
من جانب آخر فان هناك القوات الديمقراطية السورية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة لمحاربة داعش في سوريا والتي تسيطر على منطقة شمالي وشرقي سوريا الممتدة على مساحة ثلث البلد تقريبا، واقعة أيضا وسط دوامة وتطورات الاحداث. فهي قوة مناوئة للجيش السوري وحلفائه، ولكن كلاهما يعتبران هيئة تحرير الشام والفصائل المدعومة من تركيا مثل الجيش السوري الوطني كعدو مشترك.
وفي بيان له الجمعة، اتهم المتحدث باسم القوات الديمقراطية السورية، فرهاد شامي، تركيا بوقوفها وراء الهجوم الذي نفذه المتمردون وأعربت عن استعدادها للتدخل إذا تطلب الأمر.
وقال شامي "خطة الهجوم على شمال غربي سوريا هي من ابتكار الاحتلال التركي الذي يهدف إلى تنفيذ اجنداته بالتنسيق مع جبهة النصرة".
وأضاف قائلا "التطورات في شمال غربي سوريا حساسة ونحن نتابعها عن قرب واهتمام. وأي شيء يحصل فان اولوياتنا الوطنية والأخلاقية تبقى في الدفاع عن شعبنا ومناطقنا. لهذا فإننا قد نضطر للتدخل عند الضرورة للدفاع عن شعبنا".
وما تزال تتواجد في منطقة شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية الكردية وفي المحمية الصحراوية جنوب غربي سوريا المدارة من قبل الجيش الحر السوري المعارض، قوة من قرابة 1000 جندي أميركي، ضمن مهام التحالف الدولي لمحاربة داعش.
مسؤولون في واشنطن التزموا الصمت على نحو كبير إزاء الهجوم الذي نفذته قوات متمردة والذي تزامن مع عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. وأصدر البيت الأبيض لاحقا يوم السبت بيانا القى فيه اللوم على الحكومة السورية "لرفضها الدخول في حوار سياسي ضمن قرار 2254 الصادر عن مجلس الامن واعتمادها على روسيا وإيران".
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، في بيان "تحث الولايات المتحدة، مع شركائها وحلفائها، على خفض التصعيد وحماية المدنيين والأقليات، واجراء عملية سياسية جادة وموثوقة يمكنها انهاء هذه الحرب الأهلية مرة واحدة والى الابد، من خلال تسوية تتفق مع قرار مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة 2254. كما سنواصل الدفاع عن الجنود الاميركيين والمواقع العسكرية الأميركية وحمايتها بشكل كامل والتي تعتبر ضرورية لضمان عدم ظهور تنظيم داعش مرة أخرى في سوريا".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، دائما ما ينتقد علاقة الولايات المتحدة مع جماعة القوات الديمقراطية السورية الكردية، حيث تعتبر انقرة هذه المجموعة على انها فرع عن حزب العمال الكردستاني المحظور البا كاكا، الذي تدرجه اميركا أيضا ضمن قائمة الإرهاب.
عن نيوزويك