متابعة / المدى
قالت وزارة الدفاع السورية إن الطيران الحربي السوري-الروسي المشترك وجه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي.
وجاء في البيان أن "الطيران الحربي السوري-الروسي المشترك يوجه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم إضافة إلى تدمير عدة عربات وآليات كانت بحوزتهم".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن 11 شخصا قتلوا بغارات روسية وسورية على شمال غرب سوريا.
في الأثناء، قال مصدران وأحد السكان إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية بدأت الانسحاب من الأجزاء الشمالية الشرقية من مدينة حلب بموجب اتفاق مع المعارضة.
وكان مصدران في الجيش السوري قالا إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران دخلت سوريا الليلة الماضية قادمة من العراق وتتجه إلى شمالي سوريا لتعزيز قوات الجيش السوري التي تقاتل الفصائل المسلحة التي شنت هجوما مباغتا على ريفي حلب وإدلب وسيطرت على أحياء في مدينة حلب.
من جانبها، تناولت صحيفتا "تايمز" و"غارديان" البريطانيتان اندلاع الحرب المفاجئ في سوريا بالتحليل واشتركتا في القول إن هناك عوامل منطقية لنشوبها وتوقعتا أن تستمر فترة طويلة.
قالت تايمز إن المعارضة السورية المسلحة استغلت انشغال حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بقضايا أخرى؛ إيران بالحرب في لبنان وصراعها مع إسرائيل، وروسيا بحرب أوكرانيا. وأوضحت أن هجوم المعارضة السورية الحالي لم يكن مصادفة، وعزته إلى أن روسيا حولت طائراتها وقواتها من سوريا إلى أوكرانيا، في حين أن إيران قد تدهورت قواتها ومليشياتها بالوكالة في سوريا خلال العام الماضي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة.
كما عزته أيضا إلى غياب أقوى داعمين اثنين لإيران حققا انتصارات الأسد وهما قاسم سليماني، الجنرال الذي أشرف على القوات الإيرانية في سوريا ودبر تكتيكاتها القتالية، والآخر حزب الله اللبناني. ولفتت الصحيفة البريطانية الانتباه إلى أن بدء هجوم المعارضة السورية على حلب تم يوم الأربعاء المنصرم وهو يوم وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت تايمز إن هذا الهجوم ورغم أنه فاجأ روسيا وإيران، فإنهما يستعدان للعودة لأن سوريا مهمة للغاية بالنسبة لكليهما، ولن يسمحا بسقوطها دون قتال. بالنسبة لروسيا، توفر سوريا قواعد عسكرية في الفِناء الخلفي لحلف الناتو على طول البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت بمثابة مركز لوجستي لا غنى عنه لمزيد من التوسعات في ليبيا وأفريقيا.
ورغم أن أوكرانيا أضعفتها وشغلتها، فإن روسيا ستظل لديها القدرة على إرسال تعزيزات إلى الأسد، وقد بدأت طائراتها المتبقية في البلاد بالفعل في تنفيذ غارات جوية في حلب وإدلب.
وبالنسبة لإيران، فإنها تعتبر سوريا عمقها الإستراتيجي، وخطها الأمامي ضد خصمها اللدود إسرائيل، وخطا يربطها بحزب الله في لبنان، وقد قُتل الآلاف من رجال ميليشياتها وعشرات من ضباطها في سوريا (بحسب الصحيفة)، ولن تتخلى طهران عنها بسهولة.
وقالت تايمز إن ما ينذر به كل هذا هو المزيد من الموت والمعاناة للشعب السوري، الذي أصبح حكاية تحذيرية للحكومات العربية لتحذير شعوبها من التمرد أو المعارضة.
وقالت إن تجدد القتال أدى إلى تغيير الخطوط الأمامية بسرعة، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد جعل الحرب أقرب إلى التوصل إلى حل.
وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته اضطرار جامعة الدول العربية لإعادة انضمام سوريا إليها، وقالت إن العرب وصفوا ذلك بأنه حبة دواء مرّة يجب تناولها، وذكرت 3 أسباب لذلك، أولا: أصبحت سوريا دولة مخدرات تصدر الأمفيتامينات إلى جميع أنحاء العالم، خاصة دول الخليج العربية، مما أدى إلى انتشار أوبئة المخدرات هناك. ثانيا: يحتاج ملايين السوريين الذين يقبعون في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا إلى العودة إلى ديارهم، إذ لم تعد تلك البلدان قادرة على تحمل تكاليف استضافتهم. ثالثا: لم تعد هناك معارضة قابلة للحياة لدعمها.
وقالت تايمز إنه ليس هناك ما يشير في الوقت الحالي إلى أن الحكومات العربية ستعيد النظر في احتضانها للأسد، لكن قبضته على البلاد قد أصبحت أكثر هشاشة بعد استيلاء المعارضة على حلب، ثانية كبرى المدن في سوريا، خلال عطلة نهاية الأسبوع.