TOP

جريدة المدى > محليات > تراجع عدد المسيحيين في العراق بنسبة 80 % خلال الـ 20 سنة الأخيرة

تراجع عدد المسيحيين في العراق بنسبة 80 % خلال الـ 20 سنة الأخيرة

نشر في: 3 ديسمبر, 2024: 12:02 ص

 متابعة / المدى

بعد العام 2003، تراجع عدد المسيحيين في العراق إلى الخمس، وأغلب من بقي منهم يقيم في إقليم كردستان. قسم منهم من أبناء إقليم كوردستان الأصليين وقسم آخر نزح من نينوى وبقية محافظات العراق.
ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل، إن عدداً قليلاً من المسيحيين باق في بغداد، وأغلبهم هاجر بسبب المشاكل الأمنية والحياة الصعبة، بينما الهجرة من أربيل وإقليم كوردستان أقل ولم تتحول إلى ظاهرة.

100 ألف نسمة في الاقليم
عن عدد المسيحيين في إقليم كردستان، تحدث مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل ستيفان شاني، وقال: "يوجد الآن أكثر من 100 ألف مسيحي في إقليم كوردستان، وإن أضيف إليهم سكان المناطق المقتطعة يكون عددهم نحو 150 ألف نسمة".
وبشأن هجرة مسيحيي إقليم كردستان، قال ستيفان شاني: "ليس عددهم كبيراً، أي أن الهجرة لم تتحول إلى ظاهرة".
بعد هجمات داعش وسيطرته على مدينة الموصل وأطرافها في (9 حزيران 2014)، نزح المسيحين من محافظة نينوى إلى إقليم كردستان وسكن بعضهم في عينكاوا بينما سكن الآخرون في مخيمات النازحين. ويوضح ستيفان شاني: "عاد قسم من النازحين بحيث لم يعد هناك نازح مسيحي يقيم في مخيم، لكنهم باقون حتى الآن داخل المدن".

تزايد الهجرة من نينوى
قضاء الحمدانية، الذي يعرف أيضاً باسم قرقوش، يتبع محافظة نينوى وغالبية سكانه مسيحيون، شهد ليلة (26 أيلول 2023) حريقاً في صالة أعراس أودى بحياة 134 شخصاً وأصيب 150 بجراح متنوعة. كان لتلك الحادثة المأساوية صداها في المنطقة والعالم، ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية بأربيل: "بعد تلك الحادثة، تزايدت هجرة المسيحيين من أهالي القضاء".
يشكل المسيحيون قسماً من سكان بغداد الأصليين، لكن أعدادهم في المدينة تتناقص سنوياً، ويقول ستيفان شاني: "بقي من المسيحيين عدد قليل في بغداد، وهذا العدد يتضاءل سنوياً، والباقون غالبيتهم من المسنين، لأن حرياتهم هناك مقيدة، والحياة باتت صعبة على المكونات والأديان المتنوعة".
وقال خالد جمال مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان: "قبل سقوط حكومة البعث في 2003، كان يعيش في العراق نحو مليوني مسيحي، لكن ونتيجة لحرب داعش والصراع المذهبي وقساوة الحياة، بقي الآن 400 ألف مسيحي فقط، أي أن عددهم تراجع بنسبة 80%".
وحسب مدير عام شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف: "يعيش الآن 350 ألف مسيحي في شمال العراق (ديالى، صلاح الدين، نينوى، أربيل، السليمانية، دهوك، وحلبجة)". في العام 2014 نزح نحو 138 ألف مسيحي إلى إقليم كوردستان قادمين من محافظة نينوى "وقد هاجر 50% منهم، وعاد 55 ألفاً إلى ديارهم، وبقيت ثلاثة آلاف عائلة تقريباً في محافظة أربيل".

بانتظار الوصول إلى أستراليا وكندا
كما يقول مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، خالد جمال: "قبل حرب داعش في 2014، كان يوجد هنا (في أربيل) نحو 15 ألف عائلة مسيحية أربيلية أصيلة، ولكن عددهم تراجع خلال عشر سنوات إلى سبعة آلاف عائلة". وكشف خالد جميل المزيد من المعلومات عن المسيحيين المهاجرين، قائلاً: "يوجد نحو 100 ألف منهم عالقون في الأردن وتركيا ولبنان بانتظار الوصول إلى الدول الغربية وخاصة إلى كندا وأستراليا".
وتشير الإحصائيات التي حصلت عليها شبكة رووداو الإعلامية من مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كوردستان، إلى وجود 227 كنيسة وديراً ومزاراً في إقليم كوردستان، وتتوزع كالآتي على محافظاته:
محافظة أربيل: سبع كنائس رسولية، 11 كنيسة إنجيلية، 23 مزاراً، وسبعة أديرة.
محافظة دهوك: 107 كنائس رسولية، 11 كنيسة إنجيلية، 53 مزاراً، وديران.
محافظة السليمانية: ثلاث كنائس رسولية، كنيستان إنجيليتان، ودير واحد.
ليس مسيحيو إقليم كردستان سكان حضر فقط، بل توجد قرى مسيحية عديدة أبرزها قرية هرموتة في محافظة أربيل، ولكن غالبية قرى المسيحيين موجودة في محافظة دهوك.
قسم من قرى المسيحيين في دهوك مهدد بخطر الحرب المستمرة بين تركيا وPKK، وتشير إحصائية قدمها خالد جمال إلى أن 37 قرية مسيحية أخليت من سكانها حتى الآن.
قسم من القرى مشتركة بين المسيحيين والمسلمين، ويقول مسؤول إعلام الكنيسة الكلدانية في أربيل: "لا توجد مشكلة تتعلق بالتعايش في إقليم كوردستان، ويحصل المسيحيون على مناصب حكومية وحقوقنا محفوظة، ومن الناحية الاجتماعية نعيش جنباً إلى جنب المسلمين وأتباع الديانات الأخرى بلا مشاكل".

التعايش في كردستان
توجد في منطقة برواري بالا وحدها 32 قرية غالبيتها مسيحية، وقسم منها يقطنها مسيحيون ومسلمون.
السياسي التركماني الأربيلي، آيدن معروف، الذي مثّل المكون التركماني في دورتين لبرلمان كردستان ثم أصبح وزير إقليم لشؤون المكونات، تحدث عن التعايش في إقليم كوردستان، وقال: "لا توجد أي مشكلة تتعلق بالتعايش، وهجرة المسيحيين من إقليم كوردستان قليلة وحقوقهم مصونة، ونحن (حكومة إقليم كوردستان) ندافع عن حقوقهم"، ويعتقد معروف أن على الأغلبية في إقليم كردستان أن تدافع عن الأقليات لأن بقائها يصب في الصالح العام.
وأشار الوزير آيدن معروف إلى أن "الذين يهاجرون من مناطق محافظة نينوى، إنما يهاجرون لأسباب سياسية، فهناك خطر يهدد التركمان والمسيحيين والكاكائيين والإيزديين في نينوى، والفصائل المسلحة تهددهم. بل أنها لا تشركهم في الحكومة المحلية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الاجتماع مع الحكومة!

العراق يصدر 13 سلعة زراعية متنوعة

نينوى تقرع ناقوس الخطر بتراجع حاد في مناسيب الخزين الأول للمياه في العراق

مقالات ذات صلة

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان
محليات

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

 السليمانية / سوزان طاهر مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، ويبدو أن طرق إقليم كردستان الرابطة بين محافظات الإقليم، باتت تحمل نفس المعاناة، فحصد الأرواح يستمر،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram