TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: 53 عاماً من التفوق

العمودالثامن: 53 عاماً من التفوق

نشر في: 3 ديسمبر, 2024: 12:05 ص

 علي حسين

في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة، كانت أول الكلمات التي اتخذها منهجاً لحكومته هي "لا قيمة للمال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب". وكان يرى أن "الحاكم الذي يوضع في السلطة ليحمي مصالح الشعب، سيكون دون قيمة إذا عاش لنفسه، وسخّر ثروات البلاد لمصالحه الذاتية" .
بهذه العبارة بدأت نهضة دولة الإمارات، لتصبح بعد عقود قصيرة واحدة من أنجح اقتصاديات العالم، المواطن فيها يحصل على دخل سنوي متميز. كان الهدف الذي سعى حكام الامارات لأجله: تحقيق حياة أفضل للمواطنين والإسراع بمعدلات النمو عاماً بعد آخر.. في سنوات حكمه الأولى شعر الشيخ زايد أن إيصال الثروة والرفاهية للمواطنين قد يستغرق زمناً طويلاً، فكان أن قرر منح كل مواطن راتباً، وعندما لاحظ إحجام بعض العوائل عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، أعلن عن منحة مالية لكل طالب وطالبة يذهبون بانتظام إلى المدرسة، لتصبح الإمارات بعد سنوات من رحيل مؤسسها على قائمة الدول الأولى في جودة التعليم إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا.
على مدى سنوات حكمه التي تجاوزت الثلاثة عقود ورغم النهضة الكبيرة التي شهدتها الإمارات، ظل الشيخ زايد يردد : "ما زلنا في بداية الطريق"، فقد كان يؤمن أن ما حدث في الإمارات هو بداية الطريق لانطلاقات أكبر وانجح .
تخلصت الإمارات من فوضى المصطلحات السياسية الزائفة وشعاراتها الرنانة ، لتنشئ بدلاً منها الشركات والجامعات ومتاحف الفنون والمكتبات . تتحول الصحراء إلى مدن بشوارع تشع سعادة وأحلام متواصلة تُصبح بفضل حكمة المسؤولين عن ادارتها إلى حقائق وارقام تنافس ارقام ومباهج بلدان العالم المتطورة.
عندما تأسس اتحاد الامارات العربية كان العراق آنذاك ، يقدم خبراته إلى الجميع، وعقوله تسعى لتعمير البلدان، وبعد خمسة عقود تحولت الإمارات إلى ورشة للعمل، فيما لا يزال العراق حائراً في عدد الأحزاب وتوزيع مقاعد برلمانه " العتيد " بين الطوائف والخلاف على قوانين تثير الشقاق والنعرات الطائفية.
53 عاما اثبتت فيها الامارات أن هناك طريقين للحكم : طريق تعيش فيه البلاد في ظل نظام طبيعي عادي ليس فيه شعارات وحروب، وطريق تتبدد فيه الثروات مثلما تتبدد فيه مصائر الناس ، وقد اختارت الامارات العيش في نظام يحترم الحياة .
الذين يقلبون صفحات السيرة المضيئة والمتميزة لدولة الامارات العربية ، سيدركون قضية جوهرية خلاصتها : لكي تبقى ذكرى الحاكم ساطعة في نفوس أبناء بلده عليه أن يحررهم من العوز والخوف من المجهول . وان يحجز لمواطنيه مكانا في المستقبل .وهذا ما يفعله قادة الامارات بتفوق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

العمودالثامن: نازك في السراي

العمودالثامن: تسقط الاستقالة تعيش الاخلاق

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: من الفوضى إلى التهريج

 علي حسين الرسالة التي وصلت من فيديو فوضى مجلس النواب ، تقول بوضوح ان على الشعب أن يكون "خيال مآته" لا يحق له الاعتراض على القوانين، وليس من حقه معرفة ما يجري في...
علي حسين

قناطر: أجرجرُ عربةَ الضوء.. أحتفلُ بالشتاء

طالب عبد العزيز حتى وهو يطرقُ المسمارَ كانت عينُه زرقاءَ صانعُ أقفال الحدائق، حتى وهو يأخذها الى السرير ظلت يدهُ ممسكةً بزهرة عبّاد الشمس، حتى وهي ترفعه الى قِرطها البارد لم تنس الطريقَ الى...
طالب عبد العزيز

يوميّات سورية

زهير الجزائري (1-2)بعد سبعة أشهر من الاختفاء و بجواز سفر مزوّر وصلت الى دمشق. لا أصدق! أهرب من فراشي ومن الكابوس العالق في خيالي إلى شرفة الفندق لامتلئ بحقيقة أني هنا، في (فندق أمية...
زهير الجزائري

طغيان الحاكم..تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح مع تعدد معاني مفردة (الطغيان) فان افضلها ما جاء في كتاب(القهر الانساني في هندسة الطاغية) للأستاذ بدر خضر بأنه (مَن أسرف في المعاصي والقهر،واتَّخِذ من القوانين ما يُتِيح له ارتكابَ...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram