المدى/خاص
في خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها شح المياه وتغير المناخ، أعلنت الحكومة العراقية عن إعداد خطة طموحة لإنشاء 30 سداً جديداً في مختلف المحافظات.
وتأتي هذه الخطة ضمن استراتيجية وطنية تسعى لتعزيز الأمن المائي في البلاد، التي تعاني من تراجع حاد في واردات المياه نتيجة التغيرات المناخية والسياسات المائية لدول الجوار.
وصرّح مسؤولون حكوميون أن السدود الجديدة ستكون مخصصة لحصاد مياه الأمطار والسيول، وستُستخدم لأغراض الري الزراعي، والشرب، وتعزيز المخزون الجوفي.
وتهدف الخطة إلى تحسين إدارة الموارد المائية وتوفير حلول مستدامة للتحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه المناطق المتضررة من الجفاف.
تعد هذه المبادرة جزءاً من رؤية أشمل تتضمن تطوير البنية التحتية المائية وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية، بما يسهم في تقليل الاعتماد على المياه المشتركة مع دول المنبع.
ويرى خبراء أن نجاح هذه الخطة يعتمد بشكل كبير على التمويل، وإدارة المشاريع، والتنسيق مع المجتمعات المحلية لضمان تحقيق أهدافها المنشودة.
وقال خبير المياه والموارد المائية، محمد عمار، خلال حديث لـ(المدى)، إن "خطة العراق لإنشاء 30 سداً تعد خطوة محورية في مواجهة أزمة المياه المتفاقمة، خاصة في ظل الضغوط الناتجة عن تغير المناخ وسياسات دول المنبع".
وأضاف أن "هذه السدود ستسهم بشكل كبير في حصاد مياه الأمطار والسيول التي تُهدر سنوياً، مما يعزز المخزون المائي للبلاد ويقلل من الاعتماد على المصادر الخارجية".
وأشار عمار إلى أن "بناء السدود ليس فقط حلاً مؤقتاً، بل استثمار طويل الأمد في الأمن المائي والزراعي، موضحاً أن نجاح المشروع يعتمد على التخطيط الدقيق واستخدام تقنيات حديثة لضمان استدامته وكفاءته".
كما شدد على ضرورة إشراك الخبرات المحلية والدولية لضمان تنفيذ المشاريع وفق أعلى المعايير.
وختم بقوله: "هذه الخطوة، إذا نُفذت بالشكل الصحيح، قد تكون نقطة تحول نحو تعزيز الأمن المائي للعراق وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المائية والموارد المتاحة".
من جهتها، كشفتْ وزارة الموارد المائيَّة، عن خطةٍ مستقبليَّةٍ للإدارة المستدامة للمياه الجوفيَّة تتضمَّن إنشاء (30) سداً لحصاد المياه.
وقال مدير عام الهيئة العامَّة للمياه الجوفيَّة في الوزارة ميثم علي خضير للصحيفة الرسمية إن "دائرته أعدَّتْ خطة مستقبليَّة تُعنى بالإدارة المستدامة للمياه الجوفيَّة، لاسيما في المناطق الصحراويَّة التي يصعب تعويضها إلّا من خلال الأمطار".
وبيَّن أنَّ "الخطة تتضمَّن إنشاء عددٍ من سدود حصاد المياه خلال العام المقبل بعد الانتهاء من دراستها وتصاميمها"، مشيراً إلى أنه "تم اختيار مواقع ملائمةٍ لها".