TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد على الحدود.. الفصائل تطلب تدخلاً مباشراً في سوريا وأصوات ترفض تنفيذ "أجندة إيران"

بغداد على الحدود.. الفصائل تطلب تدخلاً مباشراً في سوريا وأصوات ترفض تنفيذ "أجندة إيران"

جماعات مسلحة عراقية "منحلة" عادت إلى الظهور

نشر في: 4 ديسمبر, 2024: 12:40 ص

 بغداد/ تميم الحسن

بدأت فصائل عراقية تطالب الحكومة بالتدخل بشكل مباشر في الأحداث المتصاعدة في سوريا.
بالمقابل، اعتبر "الإطار التنسيقي" أن ما يجري على الحدود "أمر مقلق" بسبب سيطرة "إرهابيين" على مناطق مهمة في سوريا.
وتدعو أصوات داخلية، بالمقابل، إلى تعامل العراق مع الأزمة السورية وفق مصالحه الخاصة، وألا يكون ضمن "حظيرة فيلق القدس".
وتحاول الجماعات المسلحة في سوريا التقدم نحو مدينة حماة بعد أن سيطرت على مدينتين في شمال غربي البلاد خلال أسبوع من الاشتباكات.
وقالت صحيفة الوطن السورية، الثلاثاء، إن قوات من "الجيش السوري" تحاول استعادة سيطرتها على مناطق خسرتها قبل يومين جنوب حلب.
ومنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تخوض فصائل مسلحة في سوريا اشتباكات مع قوات النظام في عدة مناطق.
وأعلنت القيادة العسكرية العراقية عن غلق الحدود مع سوريا ووضع أكثر من طوق أمني.
يرتبط العراق مع سوريا بحدود تمتد لأكثر من 600 كم، أغلبها معزولة بجدار خرساني.

هل انتقلت الفصائل إلى سوريا؟
إلى ذلك، دعت كتائب حزب الله الحكومة العراقية إلى إرسال قوات عسكرية رسمية إلى سوريا.
وذكر متحدث باسم الكتائب في بيان أن الكتائب "تتابع عن كثب العدوان الذي تشنه الجماعات الإجرامية على الشعب السوري"، مشيرًا إلى أن قرار إرسال مجاهدين للمساهمة في ردع هذه الجماعات لم يُتخذ بعد.
وأكد المتحدث أن "الكتائب ترى ضرورة أن تبادر الحكومة العراقية إلى إرسال قوات عسكرية رسمية بالتنسيق مع الحكومة السورية، نظرًا لما تمثله هذه الجماعات من تهديد للأمن القومي العراقي ولأمن المنطقة بأسرها".
وأعلنت فصائل في وقت سابق استعدادها للذهاب إلى سوريا للدفاع عن مرقد "السيدة زينب".
ودعا الأمين العام لـ"قوات أبو الفضل العباس"، أوس الخفاجي، التي تم حلها قبل 7 سنوات، إلى عقد اجتماع طارئ.
وذكر الخفاجي في بيان أن "على أعضاء الأمانة العامة لقوات أبي الفضل العباس المنحلة (…) الدعوة للاجتماع الطارئ لأعضائها مع قادة الأفواج والسرايا في الوقت والزمان المحددين خلال 48 ساعة".
وكان الخفاجي قد حل الفصيل عقب إعلان حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، الانتصار على "داعش" نهاية 2017.
وتنفي السلطات العراقية بالمقابل انتقال مسلحي الفصائل إلى سوريا، وفقًا لفالح الفياض، رئيس الحشد الشعبي.
وتظهر مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي فصائل عراقية تدعي أنها وصلت إلى سوريا للدفاع عن "المراقد". ويُفترض أنه وصل، منذ يوم الاثنين، مقاتلون عراقيون من "الحشد الشعبي" إلى سوريا لدعم قوات النظام السوري، وفقًا لوكالة "رويترز".
وبدأت السلطات العسكرية في اليومين الأخيرين تعزيز التواجد العسكري على الحدود مع سوريا.
وجاءت هذه التطورات في أعقاب "إيجاز" تلقاه محمد السوداني، رئيس الحكومة، من الرئيس السوري بشار الأسد حول الأوضاع هناك، بحسب يحيى رسول، المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية. وأكد رسول، في تصريحات تلفزيونية، أنه على طول الحدود السورية توجد خنادق، خلفها أسلاك شائكة، يليها ساتر ترابي وسياج (BRC)، وكتل خرسانية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أبراج مراقبة محصنة، كاميرات حرارية، طائرات مسيرة، وقوات حدود.
ويقع خلف قوات الحدود، بحسب رسول، قطعات الجيش بعمق 7 أمتار، وخط صد ثانٍ من الحشد الشعبي.
ويخشى العراق من تكرار سيناريو عام 2014 عندما احتل تنظيم "داعش" 40% من مساحة البلاد.

الأمن القومي العراقي
وعلى ضوء ذلك، عبّر "الإطار التنسيقي"، في اجتماع بمنزل عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، عن "قلقه مما يجري في سوريا من احتلال الإرهابيين لمناطق هامة"، وفق بيان صدر عن التحالف.
واعتبر الإطار التنسيقي "أمن سوريا امتدادًا للأمن القومي العراقي بسبب الجوار الجغرافي والامتدادات المختلفة لذلك الجوار".
وطمأن الإطار التنسيقي "الشعب العراقي حيال التطورات"، وحثه على "عدم الالتفات إلى الحرب الإعلامية والنفسية التي تروج للأكاذيب".
ودخلت الفصائل المسلحة السورية، عصر الجمعة، مدينة حلب وسيطرت على معظم أحيائها ومواقع مهمة، أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وبسطت سيطرتها على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الستراتيجية.
ويوم الاثنين، سيطرت تلك الفصائل على مناطق جلمة، بريديج، جبين، تل ملح، كركات، المغير، المبطين، الزكاة، أم توينة، باب الطاقة، الحويز، والشريعة، في سهل الغاب بريف المحافظة.
وبحسب وكالات أخبار عربية، فإن المناطق التي سيطرت عليها ما يُسمى بـ"المعارضة السورية" تُقدر بنحو 40 ألف كيلومتر مربع، أي 22% من إجمالي مساحة سوريا.
ويعتقد يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام، أن هذه الجماعات "لن تتمكن من إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".
وترفض جهات في البرلمان العراقي أن تقوم بغداد بالدفاع عن الرئيس السوري، وتدعو للحوار مع "المعارضة".
وقال النائب سجاد سالم في تغريدات على إكس: "الأمن الوطني العراقي يقتضي فتح حوار مع المعارضة السورية التي لا تتبنى الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي".
واعتبر أن "اختزال الحالة في واجب الدفاع عن نظام الأسد هو أمن وطني إيراني وليس عراقيًا".
وأكد أن "العراق يتعامل كدولة مع أزمة إقليمية، لكن الخط الولائي الإيراني يريد العراق ضمن حظيرة فيلق القدس".
وترفض القيادة العسكرية العراقية تسمية الجماعات في سوريا بـ"المعارضة".
ويقول رسول إن "هذه جماعات إرهابية سينخدع بها السكان في سوريا كما انخدع بعض العراقيين بـ(داعش) حين دخل الموصل في 2014".
وتقود "هيئة تحرير الشام" المعارك الآن في سوريا، ويتزعمها أبو محمد الجولاني، وهو سجين سابق في العراق وكان منتميًا إلى "القاعدة".
في غضون ذلك، يرى محمد نعناع، الباحث والأكاديمي، أن بغداد تحاول "التوازن بين رغبات إيران والضغط الدولي بشأن الأزمة السورية".
وقال لـ(المدى): "الفصائل ستواجه الحكومة إذا رفضت تلبية رغبات إيران، التي تصف ما يجري في حلب بأنه عمل إرهابي، بينما دول العالم تراه شأنًا داخليًا سوريًا، يجب أن تُراعى فيه المصالحة السياسية وليس الحلول الأمنية".
وأشار نعناع إلى أن بغداد "أضعف من أن تكون لها دبلوماسية فاعلة. ستطلب الدعم للتخلص من الأزمة كما جرى في حرب لبنان وغزة، وتجنب الاستهداف الإسرائيلي الذي منعته الولايات المتحدة".
أما عن قوى "الإطار التنسيقي"، فإنها تلوح بالتدخل ودفع الحكومة للتدخل في الوضع السوري، وفقًا للباحث، لكنها تدرك أن المسألة ليست هينة، وأن الأوضاع صعبة جدًا ولا يمكنها القيام بدور مباشر في سوريا كقوى سياسية تشكل الحاضنة السياسية للحكومة.
وأشار نعناع إلى إن "هناك ضغوطًا كبيرة أقوى من بغداد والإطار التنسيقي، وستجد بغداد نفسها في النهاية تلبي رغبات أطراف أخرى، وستكون الطرف الأضعف".
لكن الباحث يأمل أن تتوصل دول المنطقة إلى "تهدئة" تصب في مصلحة العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

سياسية

"الإطار" في بيانين خلال 12 ساعة: رفض دمج الحشد والاستعداد لـ"المخاطر"

بغداد/ تميم الحسن أخيرًا، حسم الإطار التنسيقي السجال حول "حل الحشد" ونفى مناقشة الأمر من الأساس داخل التحالف الشيعي.كما دعا، في وقت لاحق، إلى الاستعداد لـ"مواجهة المخاطر المحتملة"، و"رص الصفوف".ولا يمنع رفض "دمج الحشد"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram