واسط / جبار بچاي
بعد مضي شهرين على إطلاق أوسع حملة للتشجير في محافظة واسط تبنتها الحكومة المحلية ومؤسساتها المختلفة إضافة الى الفرق التطوعية وبمشاركة واسعة من المواطنين توقفت تلك الحملة وتعرض عدد كبير من الاشجار والشتلات المغروسة الى الجفاف التام، وانتقد مواطنون ضعف المتابعة وعدم الاهتمام الجدي من قبل الجهات المعنية بالأشجار الجديدة، في وقت بدأت المشاتل الحكومية تستعد لفصل الربيع القادم. وأطلقت محافظة واسط حملة واسعة للتشجير بعموم مدن المحافظة مطلع تشرين الأول الماضي ساهم فيها عدد كبير من المواطنين من خلال غرس شجرة في الأقل أمام دورهم.
وتهدف الحملة التي اقيمت تحت شعار »ازرع شجرة باسم من تُحب« الى العناية بالحدائق العامة والجزرات الوسطية وزيادة المساحات الخضراء وصولاً لعراق أخضر، وخصصت المحافظة جوائز قيّمة لأجمل حديقة منزلية ومدرسية وحديقة دائرة حكومية وحديقة حي سكني إضافة الى أجمل حديقة لمشروع استثماري.
ويقول الناشط البيئي محمد ثجيل القريشي إن »حملة التشجير التي انطلقت قبل شهرين من الآن قد تكون الأكبر من نوعها على صعيد المحافظة وحظيت بمشاركة طوعية من قبل الأهالي وكنا نأمل إدامة الاشجار والمغروسات بشكل دوري منتظم من قبل الدوائر المعنية لكن للأسف توقف كل شيء ولا نعلم الأسباب. «
وأضاف في حديثه لـ (المدى)، إن "من يسير في الشوارع والجزرات الوسطية التي شهدت كثافة في التشجير يرى أغلب الاشجار والشجيرات المختلفة أصابها الجفاف وقسم منها انتهى ومات كليا بسبب الإهمال وعدم المتابعة. مشيراً الى بعض الاشجار هنا وهناك لا تزال تقاوم الظروف الجوية وتنتظر من يسقيها سيما وأن المحافظة لم تشهد أمطاراً لحد الآن ". وتساءل القريشي عن "الجوائز التي كانت أقرتها المحافظة لأجمل حديقة منزلية ومدرسية ودائرة حكومية وحديقة حي سكني إضافة الى أجمل حديقة لمشروع استثماري حكومية، وهل كانت هناك متابعة لتلك الحدائق لاختيار الأفضل والأجمل وتكريم القائمين عليها، معتبراً ذلك ضعف المتابعة الحكومية وراء إهمال حملة التشجير التي كنا نأمل منها خلق بيئة خضراء في المحافظة بعد أن شملت جميع الاقضية والنواحي والدوائر الحكومية والمدارس وقسم كبير من الاحياء السكنية؟".
وسبق وأن افتتحت محافظة واسط مشتل ديوان المحافظة المركزي، وهو مشتل إنتاجي تعليمي إرشادي بحثي مساحته(2) دونم، يتبع الى قسم الحدائق والمتنزهات ويهدف الى إنتاج أنواع الأشجار والشجيرات والإزهار الجيدة والنادرة والملائمة لأجواء المحافظة واسط إضافة الى دوره الأهم في تنظيم حملات التشجير لزيادة المناطق الخضراء وتوفير بيئة نقية للمواطنين والحد من ظاهرة التصحر.
وكانت حملة التشجير التي انطلقت في الشهر العاشر الماضي بدعم وتوجيه محافظ واسط الذي وجه بمشاركة جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية فيها إضافة الى الفرق التطوعية كما وجه أن يكون توزيع الأشجار والشتلات مجاناً للجميع بما في ذلك المواطنين الراغبين بغرس الأشجار أما منازلهم.
من جانبه ذكر مدير مشتل ديوان المحافظة السيد حيدر آل محبوبة أن "المشتل ماضِ بتهيئة وتكثير الاشجار والشتلات المختلفة استعداد لفصل الربيع القادم حيث ستكون هناك حملة أوسع من الحملة الماضية تهدف أولا الى معالجة واستبدال الاشجار التي تعرضت للجفاف وكذلك غرس أشجار وشتلات جديدة في مناطق أخرى". وأوضح أن "مهمة المشتل تكثير الاشجار والشجيرات والنباتات المختلفة داخلياً وتوزيعها على الدوائر أو المواطنين مجاناً وليست لديه القدرة على متابعة المغروسات لان ذلك من مهام الدوائر والمؤسسات والأشخاص الذين قاموا بزراعتها".
لكنه أكد أن "القسم الأكبر من الاشجار التي تمت زراعتها في الحدائق العامة والجزرات بحالة جيدة لكنها تحتاج مزيداً من الاهتمام ومراعاة الظروف الجوية وأن الاشجار والنباتات التي أصابها الجفاف هي موسمية وتم استبدالها باخرى تتحمل ظروف الشتاء".
ونوه بأن "المشتل لديه خطة كبيرة تهدف الى تأهيل كل الحدائق العامة وإدامة الجزرات الوسطية ونصب إنارة ديكورية وأشجار ضوئية من خلال التنسيق مع المشاتل في الدوائر البلدية الأخرى".