ترجمة / حامد أحمد
في حوار مع محطة، البي بي سي، البريطانية قالت الناشطة الايزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، إن منظمات دولية خذلت جميع بفشلها في منع وقوع حروب وجلب داعش للعدالة مشيرة الى انه ما يزال هناك عدد كبير من مقابر جماعية في سنجار لضحايا ايزيديين لم يتم التحقق منها وان عملية تحديد هويات رفاتهم في بغداد تجري ببطء شديد حيث تم تحديد هوية 150 فردا فقط من مجموع آلاف آخرين.
عند قاعة محكمة في، ميونخ، جلست الإيزيدية نورا أمام مسلح داعشي، طه الجميلي، متهم باغتصابها وقتل ابنتها الصغيرة ذات الخمس سنوات وذلك بمساعدة زوجته ألمانية الجنسية، جينيفر فينش، التي غادرت المانيا في 2015 والتحقت بالتنظيم في الفلوجة، وأصبحت أول عضو من تنظيم داعش تتم محاكمتها في المانيا عام 2021 وبعد مرور شهر تمت ادانة الجميلي بارتكاب جريمة إبادة جماعية.
وكانت شهادة الايزيدية، نورا، دليلا دامغا ساعد بإصدار حكم الإدانة للمسلح الداعشي وزوجته الألمانية. وقالت الناشطة نادية مراد إن "الشيء الذي لا يعرفه الناس عن الدواعش الذين لا يبالون بقتل البشر، هو انهم يكونون مرعوبين عنما يمثلون في المحاكم امام ضحاياهم من نساء وفتيات صغيرات. وان هؤلاء المسلحين قد يرجعون تحت مسميات أخرى إذا ما لم تتم محاسبتهم امام العالم اجمع".
ويذكر انه من بين عشرات الألوف من مسلحي داعش فانه تمت ادانة 20 مسلحا منهم فقط بارتكاب جرائم حرب وذلك في محاكم المانيا وهولندا والبرتغال. أما في المحاكم العراقية فان أعضاء مسلحي داعش تتم محاكمتهم ومقاضاتهم بتهم الإرهاب وليس جرائم حرب. وان احكام الادانات التي صدرت في أوروبا ضد افراد من داعش قد تم تأمينها من خلال الاستعانة بالأدلة التي جمعها فريق الأمم المتحدة للتحقيق بجرائم داعش، يونيتاد، على مدى سبع سنوات من الجهود لجمع المعلومات والافادات والتي دعت حملة نادية مراد الى تشكيل هكذا فريق، حيث تم جمع ملايين الأدلة.
من جانب آخر فانه لا يعرف عدد افراد داعش الذين تمت مقاضاتهم في العراق والذين تم احتجازهم بتهم مكافحة الإرهاب. وزارة العدل العراقية ذكرت العام الماضي انه تم احتجاز قرابة 20 ألف شخص بتهم جرائم إرهابية وصدرت احكام بالإعدام بحق 8 آلاف فرد منهم وانه لا يعرف كم يبلغ عدد مسلحي داعش منهم.
وكان اغلب افراد عائلة، مراد، قد تم قتلهم من قبل مسلحي داعش. وكما هو الحال مع الإيزيدية، نورا، فقد تم اسر مراد وبيعها بين عدة افراد من مسلحي داعش للاستعباد الجنسي وتعرضت لاغتصاب على نحو متكرر. تقول مراد انه لم يأت أحد لإنقاذها، وأنها استطاعت الهروب عندما ترك الداعشي الذي كان يحتجزها الباب مفتوحا، وبقيت تسير مسرعة لعدة ساعات قبل ان تطرق باب احدى العوائل الذين ساعدوا بتهريبها من الارض التي تحتلها داعش.
تقول مراد "اشعر بالذنب لأنني تخلصت من قبضة داعش بينما ما تزال قريباتي الاقل سنا وصديقاتي وأبناء جيراني بقبضة داعش هناك. ولهذا فانا احمل مسؤولية مشاركة الاخرين قصتي لكي يعلم الناس ماذا يحصل هناك فعلا تحت قبضة داعش".
وقالت مراد انها ترفض فكرة بقاء الضحية صامتة ولا تتحدث عن العنف الجنسي الذي تعرضت له، حيث ان كثيرا من النساء يعتبرون ذلك وصمة عار بالنسبة لهم ويبقين صامتات، وتقول انها اقنعت أقارب وأصدقاء بالتحدث وتقديم افاداتهم لفريق تحقيق الأمم المتحدة يونيتاد.
وتقول مراد "إن العنف الجنسي والاغتصاب هو شيء مؤلم يبقى ملاصقا للضحية حتى بعد انتهاء المعارك ويبقى يعيش معهم لفترة طويلة".
ويراود الناشطة مراد القلق كيف سيتم التعامل مع قضايا جرائم الإبادة الجماعية في العراق مع غياب فريق يونيتاد التابع للأمم المتحدة، وأنها غير مقتنعة بالطريقة التي يتم التعامل بها فيما يتعلق بالتحقق من المقابر الجماعية ونبشها لتحديد هويات رفات الضحايا من الايزيديين. وان هناك ما يقارب من 200 قبر جماعي لضحايا قتلوا على يد داعش، وانه تم نبش 68 قبرا منها بدعم من الأمم المتحدة، وان هناك 15 قبرا جماعيا في قرية كوجو لوحدها وهي محل سكن الناشطة مراد.
العملية الان تشرف عليها السلطات العراقية وتم تحديد هوية رفات 150 ضحية فقط من مجموع آلاف آخرين. وان ستة من اشقاء مراد الثمانية قد قتلهم داعش، وتم اجراء مراسيم دفن لائقة لاثنين منهم فقط.
وتمضي مراد بقولها "أمي وأبناء عماتي واشقائي الأربعة الاخرون وأبناء خالاتي جميعهم موجودون في مختبرات تحديد الهوية في مبنى في بغداد، العملية مؤلمة وتسير ببطء، كثير منا ينتظر النتائج لغلق هذا الامر والانتهاء من المعاناة".
وبمرور الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون كان لمراد موقف من المنظمات الدولية والأمم المتحدة لعدم القيام بدورهم لمنع وقوع هذه الجرائم.
وقالت مراد "هذه المنظمات الدولية قد خيبت الناس مرات و مرات. اريد مثالا واحدا على نجاح هذه المنظمات بمنع وقوع حرب فيما اذا كان في العراق او سوريا او غزة أو إسرائيل أو أوكرانيا".
وتقول انه من المفترض ان يكون هدفهم حماية الضعفاء ولكنهم بدلا من ذلك يعملون لاحزابهم واهتماماتهم السياسية، مشيرة الى انها قلقة من احتمالية توسع رقعة الحرب في غزة وان يستغل تنظيم داعش الفوضى الجارية في الشرق الأوسط من جديد.
• عن البي بي سي