باريس / ا ف ب دعا قادة عدد من دول العالم السلطات المصرية إلى الإصغاء لمطالب المحتجين وحثوا جميع الأطراف على ضبط النفس.ففي اتصال هاتفي استغرق ثلاثين دقيقة، دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما نظيره المصري حسني مبارك إلى اتخاذ خطوات "ملموسة" للإصلاح السياسي والامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضين لنظامه ، وقال إن "الشعب المصري لديه حقوق يتشارك بها الجميع بما فيها الحق في التجمع سلميا وفي حرية التعبير وإمكانية تقرير المصير" ،
مؤكدا انه طلب من مبارك أن يفي بالتعهدات التي قطعها في خطابه للمصريين أمس الأول الجمعة، مضيفا "قلت له ان لديه مسؤولية اعطاء معنى لهذه الكلمات، وعليه اتخاذ خطوات ملموسة للإيفاء بتعهداته".وكان مسؤول اميركي صرح أن واشنطن قد تعيد النظر في سياستها بشأن المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات التي تقدمها إلى مصر في ضوء الرد الحكومي على التظاهرات، ورأى السيناتور الاميركي جون كيري أن على مصر أن تختار رئيسا جديدا لها عام 2011 عبر انتخابات "حرة ونزيهة وديمقراطية".وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي "لدى الرئيس مبارك فرصة لتهدئة الوضع عبر ضمان قيام عملية انتخابية حرة ونزيهة وديمقراطية عندما يحين وقت اختيار رئيس جديد للبلاد في وقت لاحق من هذه السنة".وفي نيويورك تسببت الأزمة في مصر بأكبر تراجع لبورصة نيويورك منذ تشرين الثاني اذ تراجع مؤشر داو جونز 1,39 بالمئة ومؤشر ناسداك 2,48 بالمئة ، واغلق داو جونز على 11823,70 نقطة بعد خسارته 166,13 نقطة بينما تراجع ناسداك 68,39 نقطة ليقفل على 2686,89 نقطة ، كما دفعت الاضطرابات في مصر أسعار النفط الى الارتفاع. ففي نيويورك اغلق سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) على 89,34 دولارا، بارتفاع قدره 3,70 دولارات او 4,32 بالمئة ، اما في لندن، فارتفع سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال الى 99,74 دولارا مقتربا من عتبة المئة دولار التي لم يتجاوزها منذ الأول من تشرين الأول 2008.وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين (...) أمر مقلق للغاية" ، ودعت السلطات المصرية الى "العمل بسرعة على ايجاد وسيلة بناءة وسلمية للتجاوب مع التطلعات المشروعة للمواطنين المصريين لإقرار إصلاحات ديمقراطية واجتماعية اقتصادية" ، كما طلبت من السلطات المصرية إطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات "على الفور ومن دون شروط".ورأى رئيس البرلمان الأوروبي البولندي جيرزي بوزيك من جهته ان "القوة ليست الرد على المخاوف المشروعة والتطلعات الديمقراطية للشعب المصري"، ودعا السلطات المصرية الى اعادة تشغيل خدمات الاتصالات في البلاد.ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تطبيق "اصلاحات" في مصر. وقال "علينا ان ندعم الإصلاحات وإحداث تقدم في تعزيز الديمقراطية والحقوق المدنية وحكم القانون في مصر".وفي باريس، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر وعبرت عن "قلقها العميق" حيال الأحداث الأخيرة التي شهدها هذا البلد.وقالت إن "الحوار بين كل الأطراف من شأنه وحده أن يسمح بتطور ملحوظ وايجابي للوضع بهدف اخذ التطلعات نحو مزيد من الحرية والديمقراطية في الاعتبار".وفي روما، دعت وزارة الخارجية الايطالية إلى "الوقف الفوري لإعمال العنف" في مصر و"احترام الحريات المدنية وحرية التعبير والتواصل بما في ذلك التظاهر سلميا"، معبرة عن "أسفها العميق للضحايا المدنيين".أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أكد ضرورة "احترام" حرية التعبير "بشكل كامل" في مصر، واعتبر أن الوضع "فرصة لالتزام السبل الكفيلة تلبية التطلعات المشروعة لشعوبها".وفي جنيف، طالبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي برفع حال الطوارئ المفروضة في مصر منذ ثلاثين عاماً.وقالت "اعتقد أن رفع حال الطوارئ منتظر منذ فترة طويلة وهو مصدر قسم كبير من الإحباط والغضب الذي يسود الشوارع حاليا".وفي كوبنهاغن، دانت وزيرة الخارجية الدنماركية "استخدام العنف" ضد المتظاهرين ودعت الحكومة المصرية إلى "بدء حوار" مع المحتجين لتجنب استمرار العنف.وفي ستوكهولم، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن "مصر تحتاج إلى مبادرة سياسية تقود إلى انتخابات رئاسية مفتوحة وديمقراطية هذا العام".وقال إن "مصر هي ثاني اكبر البلدان في جوار الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان بعد روسيا، وما يحصل فيها يرتدي أهمية كبرى بالنسبة ألينا"، معتبرا إن قرار السلطات المصرية منع الدخول إلى شبكة الانترنت "خطير".وفي سيدني، اعلنت الحكومة الاسترالية أنها رفعت درجة التحذير من السفر إلى مصر نظرا "للوضع الأمني الصعب" فيها.وفي مونتريال تظاهر أكثر من مئة شخص معظمهم من أصول مصرية وتونسية ولبنانية أمام القنصلية المصرية تعبيرا عن تضامنهم مع المتظاهرين المصريين ، وقد رفعوا أعلاماً مصرية وتونسية ورددوا
الانتفاضةرفعت أسعارالنفط وخفضت بورصةنيويورك وقادة العالم يدعون لإصلاحات سياسيةحقيقية

نشر في: 29 يناير, 2011: 08:35 م