بغداد/ علي عبدالسادةرغم التأكيدات الرسمية بانخفاض مناسيب مياه البزل الإيرانية، إلا أن التحرك العراقي في البصرة يفشي بمخاوف من حدوث مخاطر عديدة.وبينما تخطط الحكومة لإنشاء سواتر لحماية أنابيب النفط، يؤكد مسؤول رفيع المستوى في المحافظة أن الضغوط العراقية، إلى جانب مشاريع هندسية، أسهمت في تراجع المياه الإيرانية.
وقال علي الغانم رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة أن عدداً من السدود العراقية المحاذية للمياه من جهة الحدود شهدت انخفاضاً في المناسيب، لكنه لم ينف حدوث ارتفاع في مناطق أخرى.ومع قوله إن الحكومة العراقية ضغطت كثيرا على الجانب الإيراني، غير أن الغانم الذي تحدث للمدى أمس السبت قال إن إيران لو دخلت طرفا في أية حادثة ستتحول إلى قضية رأي عام واسعة.ويؤشر كلام المسؤول الأمني أن السلطة المحلية ترى أن قضية مياه البزل الإيرانية اتسعت إلى مديات غير منطقية. ولكنه، من ناحية أخرى، يكشف أن الحكومة المحلية تجند تشكيلاتها لتحجيم الخطر الإيراني، وقال:"هناك تشكيلات هندسية تواصل عملها في مراقبة السدود، وهناك متابعة يومية وتقارير دورية عن حالة السدود".ونفى الغانم علمه بقرار حكومي يقضي الاستعداد لبناء سدود ترابية تستهدف حماية أنابيب النفط العراقية، وإنها قد تتعرض إلى أضرار فادحة في ما لو زحفت مياه البزل إليها.بينما استبعد مستشار محافظ البصرة عبد المحسن عبد الحي أن تؤثر مسطحات مياه البزل على المكامن النفطية القريبة منها، كاشفاً في تصريحات لوكالة السومرية نيوز عن "قرب قيام شركة نفط الجنوب بتنفيذ مشروع يقضي بإنشاء سدة قاطعة بطول 16 كم على امتداد قناة السويب لضمان عدم وصول مياه البزل في المستقبل إلى أنابيب نقل النفط الخام من حقل مجنون إلى محطة عزل الغاز في ناحية النشوة.وكانت الحكومة المحلية قد جندت تشكيلاتها الهندسية لتكثيف وصيانة السواتر الحدودية وإقامة سدة قاطعة على نهر السويب بالقرب من مخفر سيد علي وحقول مجنون.يشار إلى أن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ صرح إن "الحكومة تسعى بحكم علاقتها الجيدة مع إيران إلى معالجة هذه المشكلة بما يحفظ البيئة العراقية وسلامة سكان البصرة".وشدد الدباغ على أن "وزارة الموارد المائية تبذل ما بوسعها بالتنسيق مع الحكومة المحلية في البصرة لاحتواء المشكلة وتحجيم أضرارها البيئية".وفي الثامن من كانون الثاني الجاري، أكد نائب رئيس مجلس قضاء شط العرب صادق جعفر أن مياه البزل الإيرانية أدت إلى تلويث المياه الجوفية في المناطق الحدودية ضمن القضاء، كما أسفرت عن طمس معالم كثير من حقول الألغام بعد أن غمرتها.أما الخبير في شؤون بيئة الأهوار ونقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران، أشار إلى أن كميات من مياه البزل تسربت إلى هور الحويزة قبل أن يتمكن مركز إنعاش الأهوار التابع لوزارة الموارد المائية الحالية من وقف تسربها.
قلق بصري من نزوح البزل الإيراني إلى أنابيب النفط
نشر في: 29 يناير, 2011: 08:56 م