بغداد/ نادية الجورانيلم يكن القصر الجمهوري معقل الطاغية صدام محاطاً بأسوار أو حواجز ولكن الخوف اللذي كان يعيش داخل كل عراقي هو الذي كان يعزل الشعب عن هذا القصر. واليوم وبعد ان كسر حاجز الخوف وبزغ فجر الحرية والديمقراطية على بلدنا ليفتح باب الحلم واسعاً أمام هذا الشعب المنهك الذي بدأ يامل بغد قريب يعيش فيه الرفاهية التي حرم منها اكثر من ثلاثين عاما هي مدة حكم الدكتاتورية، وبعد كل هذا ..
إذا به يصدم ليرى اليوم ان الدولة الديمقراطية التي عاش يحلم بها سنين طوالاً بدلاً من أن تسعى لتحقيق احلام الشعب في الحياة الحرة قامت ببناء حاجز بينها وبين المواطن اسمه ( الصبة ) إنك عندما تذهب باتجاه المنطقة الخضراء فإنك ستجابه بقلعة محصنة بالحواجز والصبات من كل الجهات وعندما تتجول اليوم في شوارع بغداد الرئيسة ومناطقها الداخلية فإنك ستواجه صروحاً وليس صرحاً واحداً من (الصبات). إن عملية وضع مثل هذا الجدار الحاجز هو لزيادة الامن والامان، حسبما تدعي الجهات المسؤولة عن القيام بمثل هذه الانجازات (العظيمة) التي سهّلت عملية زرع العبوات خلفها وكأنما المراد بها حجب الانظار عن الارهابيين والتستر خلفها عند إتمام عملياتهم. إنها حالة مزرية... فإضافة إلى انقباض النفس عند رؤيتها بشكل تقشعر له الابدان ويبعث على الاشمئزاز، فانها تخلق حاجزاً مفتعلاً بين منطقة وجارتها لتعطي انطباعاً للنفس بأن من هم خلف الاسوارمختلفون من حيث المبدأ والمذهب . والعجب العجاب هو اننا لو ذهبنا لمقابلة أي مسؤول في وزارة الداخلية اوالدفاع وطرحنا عليه سؤالا حول: من امر بوضع هذه الحواجز ومن المسؤول عن رفعها؟ بالتاكيد، ومثلما حسبنا، إننا لن نجد مسؤولاً واحداً يجيبنا عما نريد ويكتفون بالقول إنها مسالة أمنية.. وأكثر الحواجز التي تم نصبها تمثل قرارا اجتهادياً لصاحب المكان كأن يكون مسؤولاً في الدولة او مؤسسة حزبية أو داراً سكنية لشخص (مهم) وبالطبع فإن هذه الحواجز لاترفع لكون هذه الشخصيات ذات نفوذ وسلطة وتريد تأمين الحماية لنفسها، والآن سنتكلم عن إيجابيات الحاجز الجداري فهو وسيلة سهلة للإعلان عن الانتخابات، فكيف يراد من المسؤول رفعها وهو لايجد مكانا يلصق فيه الصور يوم الانتخابات.. والأهم من ذلك إنها تعد أكبر وأسهل عملية مقاولة والسرقة فيها من أموال الدولة حلال فهي لا تخضع لرقابة او هيئة نزاهة إذ إن تكلفة الصبة الواحدة حسبما يقول ابو عباس صاحب معمل لصنع الصبات 800 دولار!اليوم يوجه المواطن دعوة صادقة نابعة من صميم معاناته الى المسؤولين ان اخرجوا من خلف الحاجزالعاجز عن حمايتكم..فان لاحواجز ولاكونكريت يمكنه ان يقيم الامان ان لم تلتصقوا بهموم شعبكم المكابد.
حاجز عاجز
نشر في: 30 يناير, 2011: 05:19 م