كاظم الجماسيحتى الامس القريب، في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم ، اقول الأمس القريب لأنه مازال حيا في ذاكرتي على الاقل ، كنا نزور بيت عمتي في منطقة الرحمانية مرتين اوثلاث في الاسبوع الواحد ، لنمارس حصرا نوعا من الطقس الفائض بالمتعة، تنشغل النساء بتحضير ال(سندويجات) ونذهب نحن لشراء ال(كرزات) والجميع يرقب موعد عزيز ومهم، موعد عرض الفيلم على شاشة سينما زبيدة القريبة من بيت عمتي، مثلما تفعل عوائل الرحمانية معظمها و مناطق بغداد الاخرى،
فترى اسراب العباءات البغدادية تتبع او تتقدم شباب وشيوخ المنطقة تسابق الوقت لتحظى بمشاهدة مشوقة لافلام عربية من مثل (صراع في الوادي) أو (لحن الوفاء) أو (رد قلبي) وغيرها، أو أفلام أجنبية من مثل ( ذهب مع الريح) أو(بابا علي الاصفهاني) أو (اليتيم) وغيرها مما اشك يوما انها ستغيب عن ذاكرتنا ... اليوم تقف دور السينما في طول البلاد وعرضها وكأنها قبور خرافية تندفن فيها المتع والرغبات والاخيلة المجنحة ..فمن يلتفت لتلك المحطات الترفيهية خدمة للامن والامان وللثقافة وتهذيب الذوق ولتمتين الاواصر الاجتماعية..
مجرد كلام
نشر في: 30 يناير, 2011: 05:24 م