اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "النهـوة" أسلوب ما زال سـائداً في مجتمعنا ضحيته المرأة

"النهـوة" أسلوب ما زال سـائداً في مجتمعنا ضحيته المرأة

نشر في: 30 يناير, 2011: 06:25 م

بغداد ـ عباس آل مسافر " رفقا بالقوارير يارجال " عبارة قيلت قبل اكثر من 1400  عام، قيلت عندما بزغ فجر الحضارة  على صحراء العرب وجزيرتهم وتبدد ظلام الجهل والاستبداد،وبعد ان قطع مركب الحضارة شوطا كبيرا  , ولكن هل لقيت المرأة ذلك الرفق واللين  من الرجال وهل عملوا بتلك النصيحة؟ هذا الاستطلاع يطلعنا على اسرار موضوع النهوة العشائرية  الذي كانت ضحيته المرأة  , هذا الكائن الرقيق والشفاف في مجتمعنا الريفي  بشكل خاص. فاذا افلتت الفتاة الريفية في هذه البيئة من زواج " الفصلية" وقعت في مشكلة زواج "الكصة بكصة "واذا كانت الفتاة الريفية سعيدة حظ جدا وافلتت من هذين الزواجين وقعت في مشكلة لاتقل خطورة وصعوبة عن سابقاتها وهي  مشكلة"النهوّة ".
فالفصلية  كما هو معروف يعني تزويج الفتاة  لرجل من عشيرة اخرى لاتعرفه ولم تره اوتسمع عنه احيانا لحل مشكلة بين العشيرتين فتكون الفتاة من ضمن مايدفع من "الدية" الى  اهل المقتول ويجب ان تكون الفتاة باكرا وليست ثيبا الى جانب مجموعة من النساء قد يصل عددهن الى عشر نساء او اكثرومبرر هذا العمل هو حقن الدماء بين الاطراف المتنازعة عن طريق  المصاهرة واختلاط الدماء بين المتخاصمين، واغلب مايكون هذا الزواج فاشلا فالى جانب اجبار الفتاة على زوج لاتعرفه ولم تره ستكون مذلولة عند اهل المقتول ليتشفوا باهلها بتعذيبها نفسيا اوجسديا او كليهما،  وكل هذا بسبب احد ابناء العم الذي يقوم بالمشكلة خاصة "القتل والتعدي على شرف الاخرين". وفي القاموس العشائري تكون المرأة الفصلية على انواع " جدمية" وتكون للزواج أي يتزوجها اخوان المقتول او اولاد عمومته، و "حشمية"  يتنازل عنها اهل المقتول مقابل مبلغ من المال متفق عليه بين العشائر بمئة الف دينار عراقي وتسمى عندهم بـ"السنينة" وهي تصغير سُنة أي اتباع الشيء،   واحيانا تترك الحشمية مقابل لاشيء   وانما لاهانة الطرف الاخر من خلال مايسمى "بالمشية "وهي ان يأتي المعتدي بمجموعة من السادة والخيرين والوجهاء الى المعتدى عليه والاعتذار منه وغالبا ماتكون بالقضايا البسيطة جدا وتحل بالمعتابة فقط، اما زواج الكصة بكصة  فهو ايضا جبر ولكن اخف من زواج الفصل بقليل حيث يقدم الرجل اخته اوابنته ـ احياناـ الى رجل اخرمقابل امرأة يتزوجها هو او احد ابنائه بدون مهر ومقدم أومؤخر فكل زوج يجهز زوجته بمستلزمات العرس،اما مايخص " النهّوة" فهذه المسألة  تعني تعطيل زواج امرأة لاسباب اما معنوية او مادية فيقوم ابن العم الذي لم يبلغ الحلم احيانا بتعطيل زواج ابنت عمه بكلمة واحدة للمتقدم الى الخطبة وهي "انت منهي" فيسحب الخاطب نفسه عن تلك الفتاة ولا يتقدم الى خطبتها الا بالرجوع الى ابن العم وارضائه بالمال اوغيره وفك " النهّوة"،  او يترك الخاطب المسألة نهائيا فتبقى تلك الفتاة المسكينة معلقة  تعاني الامرين الى حين يأذن القدر بحل واحيانا لاابن العم يتقدم لزواجها لانه متزوج احيانا ولاهو يتركها بشأنها. و تتعدى النهوى بنات العم الى الاقارب او من اطراف العشيرة  وقد تكون النهوى ثأرية فمثلما ينهى ابن العم على بنت عمه فان اولاد عمه ينهون  ايضاًعلى اخواته وهكذا تعيش تلك الاسر في دوامة لانهاية لها تكون ضحيتها الفتيات لا غيرهن. وعادة يرافق ذلك احيانا احداث مؤلمة مثل انتحار الفتاة اوهروبها مع شخص اخر الى جهة مجهولة وتسمى عندئذ المرأة "بالناهبة " لتبدأ عندئذ مشاكل لا اول  لها ولا اخر ولا تحل الاعن طريق ايجاد الفتاة وقتلها ثم مطالبة اهل الشخص الهارب معها بالفصل الذي غالبا مايكون باهظا وصل في ايامنا هذه الى 50 مليون واكثر.  وبما ان المجتمع الذي نعيش فيه  ذكوري فان قضية عرقلة زواج المرأة وما يتبعها من نتائج ليست جديدة اودخيلة على حضارتنا وانما كانت سائدة بدءا من العصر الجاهلي  وخفت قليلا في صدر الاسلام ثم عادت في عصورنا على اشده وصولا الى عصر العولمة والتكنولوجيا لكن هذه المرة  بلباس حداثوي جديد. ان الحديث في هذا الموضوع و في مجتمع لايفهم القيمة الحقيقية للمرأة غاية في الخطورة كالذي يتكلم ويرجع صداه عليه واكثر الناس لايتحدثون في هكذا مواضيع خوفا من اتهام الناس لهم بالمنحلين اجتماعيا وخلقيا. عن هذا الامر يتحث الاعلامي ابوزهراء الموسوي  فقال  (يجب هنا ان نفرق بين المجتمع المحافظ والمتزمت)فجميع   الديانات السماوية ومن بينها الاسلام قد اكرمت ورفعت من شأن المرأة ولاسيما في مسألة الزواج، كذلك  فان كل الحضارات افرزت مكانا متميزا للمرأة، لكن قوانين الصحراء وسلطة الرجل حاولت وتحاول الحط من قدر المرأة. ومن المؤسف ان تجد الى الان في الريف" خاصة " من يتكلم واذا اتى اسم المرأة في اطراف حديثه تراه بسرعة يعرج عن كلامه بجملة عرضية " تكرم انت عن طاريها" ولاادري الم تلده  وترضعه امرأة وانه متزوج من امرأة و هي من تلد له افلاذ اكباده؟    كذلك زحفت عدوى عدم احترام المرأة الى المدينة التي هي امتداد للريف اوان  الريف جذر المدينة كما يقول بعض الباحثين، فقضية زواج الفتاة في المجتمع الريفي غاية في الصعوبة والتعقيد، وقد رأينا قصصا عجيبة غريبة في الريف، ومنها ما شاهدته شخصياً بسبب سكني في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram