ترجمة/ حامد أحمد
نقل موقع، ميدل ايست آي، البريطاني عن مسؤولين وقياديين قولهم إنهم قرروا عدم ارسال مقاتلين الى سوريا لمواجهة تقدم متمردين هناك، مشيرين الى انهم قد يكونوا عرضة لضربات جوية "إسرائيلية" في مناطق تستهدفها داخل سوريا وانهم سيركزون اهتمامهم للدفاع عن العراق من داخل الحدود وليس خارجها.
وكانت قوات تمرد سورية تقودها حركة هيئة تحرير الشام قد شنت الاسبوع الماضي هجوما على القوات العسكرية السورية وبسطت سيطرتها على كبريات المدن السورية، حلب وحماة في غضون أيام، هذا التقدم الذي يقترب من حمص قد اثار قلق مسؤولين عراقيين، الذين يعتبرون أمن العراق مرتبط بشكل وثيق بأمن سوريا.
وأشار التقرير الى ان بغداد تخشى تكرار تجربة عام 2014 عندما اجتاح تنظيم داعش مناطق واسعة من شمال وغربي العراق قادمين من الجارة سوريا، وتسببوا بقتل وتهجير عشرات الألوف من الناس. وتطلب ذلك من العراق قتل على مدى أربع سنوات وبدعم من التحالف الدولي لتحرير مدن وبلدات من قبضة داعش وطردهم من البلاد.
ومنذ ان شنت مجاميع هيئة تحرير الشام هجومها، والجهات الأمنية العراقية استنفرت جهودها لمواجهة أي تهديد خارجي، وقالت مصادر عسكرية انه تم نشر عشرات الألوف من قوات حماية الحدود وقوات الحشد الشعبي على طول الحدود مع سوريا وذلك لتعزيز السيطرة لمنع حدوث اي تسلل.
وتشير، ميدل ايست آي، الى ان الرئيس السوري بشار الأسد لم يطلب رسميا من الحكومة العراقية ارسال تعزيزات عسكرية، ولكنه أعرب عن الرغبة بالمساعدة خلال لقائه برئيس هيئو الحشد الشعبي، فالح الفياض، الذي قام بزيارتين غير معلن عنها في وقت سابق من هذا الاسبوع الى سوريا وتركيا كمبعوث عن الحكومة العراقية في محاولة، وفقا لمصدرين مطلعين، لتقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا.
وذكرت المصادر بان الزيارة لم تسفر عن نتائج وانهم نفوا طلب الرئيس السوري ارسال تعزيزات عسكرية.
قادة فصائل مسلحة عراقية ذكروا لموقع، ميدل ايست آي، انه بعد ذلك بيومين تلقت فصائل مسلحة طلبا من ضابط إيراني في فيلق القدس مسؤول عن الساحة السورية لإرسال مقاتلين الى شمالي سوريا لإسناد القوات السورية هناك، وان أطراف قيادية لفصائل اجتمعت في بغداد ورفضت بالإجماع هذا الطلب.
وقال أحد قياديي الفصائل لميدل ايست آي: "إذا نذهب سيكون فخا بالنسبة لنا، إذ ان الإسرائيليين وحلفاءهم يريدون استدراجنا الى سوريا لكي يقصفونا هناك دون ان يشكل ذلك تبعات بالنسبة لهم".
وأضاف قائلا: "القرار الرسمي وغير الرسمي ايضا للعراق هذه المرة هو ان لا نكون طرفا في حرب داخل سوريا، ولكننا سندافع عن أنفسنا وبلادنا من داخل الحدود العراقية مهما كانت التكلفة".
وقال مصدر حكومي انه في مسعى حكومي لتحشيد المواقف وحل الازمة، إذ أجرى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اتصالات تكاد تكون يومية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ومسؤولين روس وعدة قادة اقليميين آخرين وسفراء عرب وغربيين.
وأضاف المصدر، أن أطراف وأحزاب شيعية عراقية اتفقت بالاجماع على مساعدة سوريا سياسيا ودبلوماسيا وحتى مساعدة إنسانية ولكنهم لن يرسلوا قوات قتالية لسوريا.
وفي حديث له من داخل مجلس النواب، يوم الأربعاء قال السوداني: "لن نتخذ قرارا متعجلا من شأنه ان يؤثر على الوضع بأكمله."
قسم من مسؤولين وقادة فصائل ذكروا لميدل ايست آي، انه منذ اندلاع الحرب في غزة والرئيس السوري نأى بنفسه عن محور المقاومة راميا بنفسه بين أذرع الروس، وان هناك شكوك من ان عملاء سوريين ساعدوا إسرائيل بقتل قادة حزب الله."
رغم ذلك فان هناك مقاتلين من فصائل مسلحة عراقية متواجدين داخل سوريا الان، وكان قسم منهم منشغل بعملية اجلاء مئات من العوائل الشيعية من بلدات قريبة من حلب وذلك قبل اجتياحها من قبل مسلحي هيئة تحرير الشام الأسبوع الماضي.
وكانت مجموعة من مقاتلي فصائل عراقية قد وصلت في تلك الاثناء لمنطقة السيدة زينب الدينية جنوب دمشق لتقديم امدادات إغاثة ومعونات مالية لعوائل نازحة.
وقال أحد القياديين في سوريا: "موقفنا لن يتغير. نحن ندعم سوريا، ولكننا لا نرى أي مصلحة في المشاركة في هذه المعارك في الوقت الحاضر، لن يتم ارسال أي مقاتلين من العراق الى سوريا، هذا شيء مؤكد ولكن هذا القرار ساري الى اشعار آخر".
عن: ميدل ايست آي