الناصرية / حسين العامل في الوقت الذي دعا فيه أمام جمعة الناصرية للحد من مظاهر التسول التي أخذت تستفحل وتتخذ أشكالا متعددة في محافظة ذي قار اعربت عدد من منظمات المجتمع المدني عن قلقها من ارتفاع معدلات البطالة والفقر بين أوساط الشباب ولا سيما الخريجين منهم في المحافظة المذكورة .
وحذر الشيخ محمد مهدي الناصري في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الشيخ عباس وسط الناصرية من تزايد أعداد المتسولين في المحافظة قائلا :"انه بات من الواضح الانتشار الكبير للمتسولين في الشوارع والتقاطعات، ويبدو إن الكثير منهم استمروا بهذه الحالة واعتبروها عملا لهم ، وهذا يعتبر تدمير للمجتمع وطاقاته".ودعا إمام جمعة الناصرية الذي يشغل حاليا مقعد في البرلمان العراقي وبحسب ما نقلت عنه شبكة أخبار الناصرية الحكومة المحلية إلى وقفة جدية إزاء هذه الشريحة الاجتماعية وأوضح ذلك بالقول "إن الأمر يستدعي وقفة جدية من قبل مسؤولي المحافظة، وفرز المحتاجين منهم والسيئين، وإذا كان بينهم فقراء وأيتام فعلى الدولة والمجتمع البحث في كل الوسائل لمساعدتهم والقضاء على ظاهرة التسول بصور نهائية. محذرا في الوقت ذاته من امتهان بعض المجاميع للتسول والتورط بأعمال سرقة عبر التنقل بين المناطق والمدن الأخرى بصورة منظمة.ويرد المراقبون انتشار ظاهرة التسول إلى عدة عوامل مختلفة من بينها ظاهرتي البطالة والفقر إذ تقدر معدلات الفقر في محافظة ذي قار بحسب تقرير نشرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية في نيسان الماضي بـ 34% وهي أعلى من معدلات الفقر في عموم العراق بنحو 11% حيث يبلغ معدل الفقر في عموم العراق وفق التقرير الذي اعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات 23%. في حين تقدر بيانات رسمية أخرى معدلات البطالة في محافظة ذي قار بأكثر من 30% بين شريحة الشباب.وغالبا ما يشير المسؤولون المحليون وهم يتحدثون عن ارتفاع معدلات البطالة في محافظة ذي قار إلى عدم تناسب فرص التعيينات الحكومية المتاحة مع معدلات البطالة الآخذة بالتصاعد وتؤكد رئيسة لجنة التعيينات في مجلس محافظة ذي قار السيدة هالة عبد الغني شكر الشمري ذلك في تصريح صحفي نشر في عدد سابق من المدى. وكان عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة ذي قار قد حذر في وقت سابق وخلال مشاركة هذه المنظمات بأعمال الطاولة الحوارية لمكافحة الفقر التي عقدت مؤخرا من ارتفاع معدلات الفقر في محافظة ذي قار ودعا إلى تأمين المزيد من فرص العمل للعاطلين وتوظيف برنامج البترو – دولار للحد من تفشي ظاهرة الفقر الآخذة بالاتساع.واقر المشاركون في الطاولة الحوارية التي نظمتها منظمة تموز للتنمية الاجتماعية وحضرها عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والعاملين في المؤسسات الإعلامية في ذي قار جملة من التوصيات التي من شأنها أن تقلص معدلات الفقر في المحافظة من بينها تأمين المزيد من فرص العمل للعاطلين مع مراعاة العدالة في توزيع تلك الفرص على الشرائح الفقيرة وتوظيف برنامج البترو – دولار في دعم القطاعات الحكومية المعنية بتقليص معدلات الفقر. كما أكد المشاركون في أعمال الطاولة الحوارية التي حضرتها المدى على أهمية زيادة أعداد المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية في ذي قار مشددين في الوقت نفسه على ضرورة رفع رواتب الشرائح المشمولة ببرامج شبكة الحماية الاجتماعية والرعاية الاجتماعية للمرأة مشيرين إلى عدم تناسب أعداد المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية والذين تقدر عدادهم بنحو 55 ألف مستفيد مع حجم السكان المحليين الذين يعيشون تحت خط الفقر حيث تقدر أعدادهم بنحو 650 ألف نسمة من أصل مليوني نسمه يسكنون محافظة ذي قار.كما أوصى المشاركون في الطاولة الحوارية بدعم البطاقة التموينية والعمل على استقرار مفرداتها وانتظام توزيعها كونها تعد من أهم عوامل الاستقرار الاقتصادي للأسر العراقية الفقيرة وذات الدخل المحدود.مشددين في الوقت ذاته على أهمية دعم القطاع الزراعي وتفعيل دوره في امتصاص البطالة وتوفير فرص العمل للعاطلين وذلك كون محافظة ذي قار تعد من المدن الزراعية، منوهين في ذات السياق إلى أهمية إعادة النظر برواتب صغار الموظفين الذين يعد الكثير منهم من الشرائح الاجتماعية التي تعيش تحت خط الفقر، لافتين إلى ما يواجه هذه الشريحة الاجتماعية من تحديات جدية تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الأساسية وبدلات الإيجار التي أصبحت توازي وتفوق في بعض الأحيان ما يتقاضاه الموظف من الشريحة المذكورة. وكانت محافظة ذي قار قد شهدت الشهر الماضي تظاهرة مطلبية شارك فيها العشرات من العاطلين عن العمل من خريجي المعاهد والجامعات طالبت مجلس محافظة ذي قار التدخل للحد من مظاهر المحسوبية والمحاصصة الحزبية في التعيينات وتأمين المزيد من فرص العمل للعاطلين.
ذي قار قلقة من تصاعد معدلات التسول والفقر والبطالة
نشر في: 30 يناير, 2011: 06:39 م