المدى/متابعة
مع فرار بشار الأسد إلى وجهة مجهولة فجر اليوم الأحد (8 كانون الأول 2024)، أسدل الستار على حكم عائلة الأسد الذي استمر لمدة 53 عاماً و9 أشهر و18 يوماً، منذ أن تولى حافظ الأسد السلطة في 22 شباط 1971. بذلك، ينتهي تاريخ عائلة الأسد، المنحدرة من عشيرة الكلبية في القرداحة بمحافظة اللاذقية، التي حكمت سوريا على مدى 19,650 يوماً.
تاريخ العائلة وبداية السيطرة
تعود جذور عائلة الأسد إلى عام 1927، حين قام علي سليمان بتغيير لقبه إلى “الأسد”. ومنذ تولي حافظ الأسد السلطة، أقامت العائلة شبكات ولاء واسعة عبر حزب البعث والأجهزة الأمنية، وعززت هيمنتها على الاقتصاد السوري. بعد وفاة حافظ الأسد، استمر ابنه بشار في تكريس هذه السيطرة عبر أفراد العائلة والمقربين، الذين شغلوا مناصب حيوية في الحكومة والمؤسسات الاقتصادية.
حقبة حافظ الأسد: السيطرة المطلقة
أنشأ حافظ الأسد نظاماً سلطوياً تميز بعبادة الشخصية، وأعاد هيكلة المجتمع السوري على أسس عسكرية. كما اعتمد على خطاب المؤامرة الخارجية لتعزيز قبضته على السلطة، مما جعل القوات المسلحة مركزية في الحياة العامة السورية.
نهاية الحلم السياسي لحافظ بشار الأسد
مع خروج بشار الأسد من السلطة، ينتهي طموح نجله حافظ بشار الأسد، المولود في 4 كانون الأول 2001، لخلافة والده. الابن الأكبر لبشار الأسد، الذي درس الرياضيات وتخرج بدرجة الماجستير من جامعة موسكو الحكومية، كان يُنظر إليه كخليفة منتظر. لكنه، وفق تقارير، غادر سوريا في تشرين الأول 2024 إلى روسيا، بعد فرض عقوبات أميركية عليه منذ عام 2020.
السيطرة العائلية على مفاصل الدولة
خلال سنوات حكمها، سيطرت عائلة الأسد على البيروقراطية السورية ومجتمع الأعمال، وشكلت تحالفات عميقة لضمان استمرارية نظامها. لكن مع نهاية حكم بشار الأسد اليوم، طُويت صفحة عائلة هيمنت على سوريا لعقود، وتركت إرثاً مثيراً للجدل على المستويين المحلي والدولي.
وبذلك، تدخل سوريا مرحلة جديدة، في انتظار مستقبل يتسم بالتحولات السياسية والاجتماعية بعد نصف قرن من حكم عائلة الأسد.