كوبنهاغن / رعد العراقيفشل المنتخب القطري في تحقيق حلم الوصول إلى المباراة النهائية لكأس أمم آسيا 2011 والظفر به وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره..سيناريو كان الأخوة القطريون بأمس الحاجة إليه بعد أن نجحوا في الحصول على حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022 لإثبات أن ما تحقق من تطور في البنية التحتية الرياضية والقدرة الإدارية جاء متزامنا مع النهوض الكروي الذي بإمكانه أن يكون رقما صعبا عام 2022
ولا يكرر فشل جنوب أفريقيا حينما خرجت من الدور الأول في نهائيات كأس العالم 2010 التي استضافتها وشكلت انكسارا لمتعة المتابعة الجماهيرية وحماستها التي دائما تشكل احد أركان النجاح! الموضوع لا ينتهي عند حدود الأماني فقط ، بل يرتبط أيضا بشخصيات دعمت الملف القطري وتحتاج إلى براهين وأدلة على صواب نظرتها على اختيار الشقيقة قطر لاحتضان النهائيات العالمية من خلال حضورها المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية لترسل رسالة الى العالم بان هذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية اكتسح آسيا الكبرى ونال الكأس، وهو انجاز يدل على ان خطوات هذا البلد تسير نحو العالمية بكل تفاصيلها الفنية والإدارية، لكن سقطت بلحظة كل تلك الأحلام والأماني ، وحضر جوزيف بلاتر النهائي الآسيوي واضطر إلى تغيير عنوان الرسالة من تقدم الكرة القطرية وسيطرتها إلى قوة آسيا الكروية ولقاء العمالقة! ولأجل أن يتحقق نهائي بمواصفات عالية حسب إدراك المعنيين وهوسهم فان الرغبات اتجهت إلى أن يكون النهائي محصورا بين ثلاثة منتخبات ( اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية) ولابد من أن يكون الطريق مفتوحا أمامهم في دوري الثمانية إذا خسر الفريق القطري لاسيما وهو يلعب أولى المباريات في هذا الدور وهو الذي جرى بالفعل وهنا تم تنفيذ الخطة البديلة وحصل ما حصل! الغريب في الأمر أن تلك المنتخبات تمتلك من الإمكانات ما يؤهلها فعلا لبلوغ النهائي والحصول على اللقب وهي تشكل بالفعل قوة ضاربة لكن في كرة القدم دائما يكون العطاء داخل الملعب هو المقياس الحقيقي للنتيجة النهائية، لذلك أخذت اللجنة المنظمة جميع الاحتياطات لتلافي أي خرق في خطة شكل المباراة النهائية ونفذت بالفعل خطة الطوارئ خلال مباراة العراق واستراليا بدقة وببرود أعصاب ودم بارد .وترشحت استراليا بفعل فاعل وظلم تحكيمي بعد أن كان الوفد الإداري الاسترالي في حالة ارتباك وعلى وشك ان يحزم حقائبه ويبحث عن اقرب رحلة للعودة الى بلاده!! وسرعان ما تمت مكافأة الحكم القطري عبد الرحمن محمد عبدو في مباراة كوريا الجنوبية وأوزبكستان لتحديد المركز الثالث على جهوده في نجاح السيناريو الاقصائي وإعادة جزء من هيبته التي ضاعت في عيون ملايين المشاهدين ! وهو دليل لا يقبل الشك على أن ماجرى لا يمكن أن يكون مصادفة او عملاً بريئاً . الحقيقة القاسية أن نهائيات أمم آسيا 2011 هي بطولة استثنائية فرضتها ظروف ابتدعها الأخوة في قطر ومعهم الاتحاد الدولي في وقت اعترض فيه الكثيرعلى كيفية منح قطر استضافة نهائيات كأس العالم 2022 من دون أن تكون هناك مقومات أساسية مهمة لها إضافة إلى فكرة رفض أن تضيف بعض الدول الخليجية المجاورة لها قسماً من المباريات ، لذلك كان لابد من أن تذهب الكأس إما للدولة المضيفة أو يظهر النهائي بين فريقين على مستوى عالي ومعروف عن تواجدهما الدائم في نهائيات كأس العالم وهو ما تحقق فعلا واعتبر ذلك نوعا من الرد على قوة ما تضيفه قطر من بطولات. لقد ذهب الأخوة القطريون في الاتجاه الخاطئ حينما انسلخوا بتلك الرؤية عن محيطهم الخليجي الرياضي وأظهروا نوعا من التعالي والغرور عندما أرادوا أن يجعلوا من منتخبهم القوة الكروية الأولى في المنطقة دون السماح لأي فريق عربي آسيوي أن يتفوق عليهم ليس اداء فعليا ، بل إعلاميا ودعائيا وارتضوا التفاخر والتهليل لمنتخبات آسيوية غير عربية والعمل على تواجدها في النهائي على حساب العدالة الميدانية في الملعب من اجل أن يعكسوا صورة تجملهم (حسب تفكيرهم) وتساعد على دعم قدرتهم على استضافة كأس العالم 2022 وكأنهم بهذا العمل ينقلون أنفسهم من خانة الدول الخليجية الى صفوف من يظنونهم هم أقوياء آسيا.لقد فرحنا جميعا عندما استطاعت قطر كسب رهان الحصول على تضييف الحدث العالمي وشعرنا في حينه بأننا ساهمنا جميعا في دعم هذا التوجه لكن لم نكن نتوقع أن تصبح مشاركة الدول العربية الآسيوية في نهائيات آسيا ضحية لبناء مجد مزعوم وفق رؤية إنها لابد من أن تقنع العالم بان مكانتها الرياضية أصبحت اكبر من أن ينافسها أقرانها من العرب الآسيويين، انه الإحساس بالعظمة المغلف بقناع الدبلوماسية الذي لم يصمد طويلا أمام أول اختبار فعلي تمثل بالأحداث التي جرت خلال نهائيات كأس آسيا، وأكاد اجزم أن النهائي لو لم يكن استرالياً - يابانياً لكان استرالياً – قطرياً، وغير هذا السيناريو لن يكون مقبولا لهم بحساب الخطوات التي فرضتها عقول خططت ونفذت مشروع دعاية أن نهائي كأس آسيا لابد من أن يشهده العالم من ارض قطر بين منتخبين يتزعمون آسيا.التحليق دائما بأجنحة غيرك فوق السحاب ربما يحجب عنك الرؤية جيداً وعندما تحين لحظة الهبوط على الأرض تشعر بان عملية الاتزان لديك قد أصا
تحت الأضواء الكاشفة..أمم آسيا 2011 .. مشاهد غريبة لسيناريو استثنائي!

نشر في: 30 يناير, 2011: 06:46 م