TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حر :شهادة إنصاف لـ”زينل”!

رأيك وأنت حر :شهادة إنصاف لـ”زينل”!

نشر في: 30 يناير, 2011: 06:50 م

صفاء العبد في التاريخ الإنساني أسماء تخلدها الأحداث، وكذلك الحال في التاريخ الرياضي الذي يمكن أن يحفل هو الآخر بأسماء لا يمكن أن تمحى من الذاكرة خصوصاً إذا ما اقترنت تلك الأسماء بأحداث مهمة أو بإنجازات يشار لها بالبنان.
والانجازات هنا قد لا تقتصر على الفعل الرياضي المباشر مثل تلك التي ترتبط بالانتصارات الرياضية كالتأهل لكأس العالم مثلا والحصول على كأس أمم آسيا في كرة القدم، او بالأرقام القياسية كما يحدث في ألعاب القوى ورفع الأثقال، او التفرد بفعل محدد مثلما حدث مع رباعنا الراحل عبد الواحد عزيز الحاصل على الوسام الاولمبي الوحيد للعراق حتى الآن، وإنما هو يحدث أيضاً من خلال التفرعات الأخرى في العمل الرياضي ومنها تلك التي ترتبط بالنية التحتية وهو أمر كبير الأهمية ولاسيما بالنسبة الى الرياضة العراقية التي كانت وما تزال تعاني فقراً مدقعاً وكبيراً في هذا الجانب.فهنا يصبح للانجاز قيمة قد تكون أكبر بكثير من ذاك الذي يرتبط بحدث رياضي معين يمكن ان يفرحنا اليوم وننساه غدا كما هو الحال مع العديد من الانجازات التي تحققت في هذه البطولة او تلك.. وهنا، يكون للانجاز دالته التي تفرض علينا استذكار أصحابه كل يوم وفي كل مناسبة دون ان نقوى على مقاومة ذلك او نسيانه مثلما يحدث، على سبيل المثال، مع ملعب نادي الشرطة الرياضي الذي كان وسيبقى مرتبطا باسم ذلك الرجل المعطاء الذي تمكن من ان يحفر اسمه في صفحات التاريخ الرياضي من خلال جملة معطيات كان من بينها هذا الملعب الذي أنجزه في ذلك الزمن الصعب الذي قحطت فيه الملاعب وظلت فيه كرة القدم العراقية رهينة ملعب الشعب الدولي وملاعب منهكة أخرى أكل الدهر عليها وشرب دون ان تجد حتى من يمد لها يد الصيانة فقط ليجعلها مؤهلة لاحتضان منافساتنا الكروية.وللتاريخ أسجل هنا شهادة لابد منها بحق رجل الرياضة الكبير الدكتور عبد القادر زينل الذي كان قد تمكن من ان يجعل من تلك "النزيزة" الخانقة خلف ناديه ملعبا رائع الجمال استقطب به أنظار الكثيرين ممن عجزوا عن صنع مثيل له بمن فيهم أصحاب القرار الرياضي يوم ذاك والذين "اغاضهم" مثل هذا التوجه لأنه يكشف عجزهم وخواءهم ومحدودية قدراتهم أمام قدرات رجل عُرف بالإيثار وبالحرص الكبير وعمق الاجتهاد خدمة للرياضة العراقية التي يحق لها فعلا ان تفخر به وبأمثاله من القلة القليلة في تاريخنا الرياضي ..ففي الوقت الذي كان فيه الآخرون يسابقون الزمن في بناء صروحهم الشخصية من دور ومزارع وفلل وعمارات، كان هذا الرجل منهمكا في هذا المسعى الكبير الذي لم يكن ليخدمه على المستوى الشخصي وإنما كان يخدم معشوقته الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد.. وربما لا يعرف الكثيرون بان زينل كان قد خالف كل الأعراف وحتى المنطق نفسه عندما أنجز هذا الملعب دون معونة من الدولة ودون مساعدة من احد، معتمداً في ذلك على جهده الخلاق وعلاقاته الشخصية التي وفرت له ما كان يحتاجه من مواد إنشائية كالحديد والسمنت وحتى الاستشارة الهندسية التي كان يحصل عليها من أصدقائه المهندسين وليس من تلك المكاتب الهندسية العاجية للمؤسسات التابعة للدولة او للجنة الاولمبية.إنني وفي الوقت الذي أسجل فيه مثل هذه الشهادة يحدوني الأمل في ان أجد من ينصف رجل هذا الانجاز، ولو في مثل هذا الوقت المتأخر.. فليس كثيرا عليه ان نقرن اسمه بهذا الملعب الذي بناه بجهده واجتهاده ومثابرته من خلال تلك الحملة الجماعية التي أسهم فيها معه رجال ناديه ومؤسسته الرياضية تلك.أقول ذلك وأنا أدرك معنى ان نقدم على مثل هذا الأمر لأننا في ذلك إنما نحفز الآخرين على أن يجتهدوا ويثابروا مثلما فعل زينل من اجل ان يكون لهم حضورهم المهم في التاريخ الرياضي العراقي.قد لا نأتي بجديد اذا ما اسمينا هذا الملعب باسم زينل.. لأننا نعلم مثلما يعلم الجميع بان الرياضيين كانوا ومازالوا يذكرون زينل عندما يتحدثون عن هذا الملعب، لكننا نتطلع إلى أن تكون التسمية رسمية بحيث يبقى هذا الصرح مقترنا باسم صانعه وذلك اقل ما يمكن ان نقدمه لرجل أبدع وأنجز ما لم يحققه غيره في كل تاريخنا الرياضي.جوهر الكلام: التاريخ يصنعه رجاله المخلصون في الرياضة كما في غيرها من مجالات الحياة.safaalabed@hotmail.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram