ديالى/ محمود الجبوري
منذ نحو اسبوعين وبعد اعلان الجانب الايراني خفض امدادات الغاز المشغل لمحطات التوليد الكهربائي الغازية عانت المحافظات العراقية من انقطاعات طويلة بالتيار الكهربائي وخفض معدلات التجهيز بنسب تراوحت 50 - 70%.
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران بما يتراوح بين ثلث و40% من احتياجاته من الطاقة، لكنه يواجه صعوبة في سداد ثمن تلك الواردات بسبب العقوبات الأمريكية التي تسمح لإيران فقط بالحصول على الأموال لشراء السلع غير الخاضعة للعقوبات؛ مثل الغذاء والدواء.
اعتماد العراق على الغاز الايراني أصبح محل سخط وغضب شعبي ورسمي وسط تساؤلات بإهمال استثمار واستغلال الغاز العراقي الذي يهدر بكميات هائلة في أطراف قضاء المنصورية في ديالى وفي محافظة الانبار ومواقع نفطية اخرى في المحافظات العراقية.
وعلى خلفية تصاعد الازمة أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء احمد موسى العبادي انتهاء اعمال الصيانة في خطوط نقل الغاز الايرانية يوم الاثنين، ومعاودة ضخ الغاز بمعدلاته السابقة وفق الاتفاق المبرم بين العراق وإيران.
وقال العبادي في حديث لـ(المدى)، إن "امدادات الغاز الايراني انخفضت من 25 مليون متر مكعب الى 7 مليون متر مكعب فقط بسبب اعمال الصيانة من قبل الجانب الايراني ما تسبب بفقدان 5500 ميكاواط من المنظومة الوطنية لتجهيز الكهرباء خلال الفترة الماضية".
واشار العبادي الى ان "الخط الايراني عبر ديالى ينخفض ويرتفع بين الحين والاخر ما سبب نقصا بتجهيز الكهرباء في ديالى والمنظومة الوطنية الى جانب توقف تام لمحطة المنصورية الغازية 760 ميكاواط بسبب نقص امدادات الغاز الإيراني".
وأضاف انه "من المؤمل والمتفق عليه مع الجانب الايراني انتهاء اعمال صيانة خطوط الغاز وعودة ضخ الغاز من جديد بمعدلاته الطبيعية".
وتستورد ديالى الكهرباء عبر خط (كرمنشاه – ديالى) الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 400 ميغاواط اضافة الى خط سربيل زهاب - خانقين الذي يجهز المنظومة الوطنية بطاقة قدرها 150 ميغاواط، فيما تقدر حاجة المحافظة الى اكثر من 900 ميغاواط من التيار الكهربائي.
ويشكو سكان ديالى من رداءة وضعف الخط الايراني منذ انشائه بعد سقوط النظام السابق وسط مطالبات بالاستغناء عنه والاعتماد على الموارد والمقومات الوفيرة، مؤكدين أن الخط الإيراني لا يلبي ربع احتياجات المحافظة ويشهد توقفا وتذبذبا بشكل مستمر.
مصدر رسمي في دائرة كهرباء ديالى رفض الكشف عن اسمه بسبب قيود التصريحات الإعلامية، اكد انخفاض معدل تجهيز الكهرباء في المحافظة بنسبة 60- 70% ما الحق اضرارا كبيرة بمصالح المواطنين الحياتية وزيادة الاعتماد على المولدات الاهلية.
وذكر في حديث لـ(المدى)، إن "الخط الايراني بشقيه لا يغذي ديالى حصرا بل يصب في المنظومة الوطنية الى جانب الامدادات من المحطات الغازية الاخرى في البلاد وتجهز كل محافظة حسب الانتاج المتوفر".
من جهته، انتقد الباحث بالشأن الاقتصادي مراد الدليمي، حصر الاعتماد على الغاز الايراني وابرام اتفاقيات لاستيراد الغاز من تركمانستان في اب عام 2023 الى جانب ابرام اتفاقيات الربط مع دول الجوار واعتبره تدمير للثروات الوطنية وخيانة للمواطن.
وتساءل الدليمي في حديث لـ(المدى) عن اسباب هدر الغاز الطبيعي في حقول المنصورية الغازية والحقول الاخرى في المحافظات والسكوت والتغاضي عن هدر ثروات وطنية وحقوق للمواطن بدون اي سبب او مبرر، منوها الى الاجندات الاقليمية والمصالح السياسية تسيطر على ملف الثروات النفطية في البلاد ومنع اي تطور او نهوض تنموي في مجال النفط والطاقة بشكل عام في العراق.
وقرر مجلس الوزراء العراقي في وقت سابق، مضي وزارة النفط بتوقيع عقد تطوير حقل المنصورية الغازي بين الوزارة وائتلاف شركة "جيرا" الصينية و"بترو عراق"، فيما سبق القرار عقود أخرى وقعت قبل سنوات مع شركات بينها صينية وتركية لكنها توقفت دون الإعلان عن الأسباب.
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس ديالى فارس مزاحم الجبوري، في حديث لـ(المدى) ان "الغاز اكتشف في المنصورية عام 1974 وتم حفر الابار ولم يستخرج الغاز حتى الان "
وطالب الجبوري وزارة النفط بتسريع خطط استثمار واستخراج الغاز الطبيعي لإمداد محطات الكهرباء وانهاء الاعتماد على الغاز الايراني او استيراده من اي دول اخرى لديمومة استمرا التيار الكهربائي على مدار السنة".
ويمتلك العراق 4 حقول للغاز الحر غير المصاحب، وهي عكاز بالأنبار، والمنصورية بديالى، وسيبا بالبصرة، وخورمور في السليمانية.