أبدى رئيس الهيئة الإدارية لنادي الزوراء الرياضي فلاح حسن ثقته الكبيرة بالفريق الكروي الأول للنادي في المنافسة على لقب بطولة الدوري لموسم 2012 - 2013.
وقال حسن في حديث خاص مع (المدى) إن فريق الزوراء الأول يمتلك طاقماً تدريبياً جيداً بقيادة المدرب راضي شنيشل، لافتاً إلى أن نتائج الفريق حتى الآن تعد طبيعية جداً، مؤكداً أن مستوى الفريق يتصاعد باستمرار، وذكر حسن أن مشكلة زيكو تكمن في العقد الذي وقعه الاتحاد معه، لأنه ضمن حقه بينما اتحادنا لم يضمن أي حق.
* كيف ترى وضع فريق الزوراء لكرة القدم الآن؟
ـ أراه بخير وبصورة جيدة وهذه الرؤية لم تُبنَ على العاطفة أو الانحياز، إنما على واقع ملموس، لأن الزوراء يمتلك طاقماً تدريبياً جيداً يقوده الكابتن راضي شنيشل الذي يعد اليوم من أفضل المدربين في العراق وتتمنى معظم الأندية العراقية أن يعمل معها، ونحن جربنا هذا الطاقم ونعرف قدراته بصورة جيدة ، فضلاً عن ذلك لدينا استقرار إداري جيد، حيث أن الهيئة الإدارية مندفعة لمتابعة كل شؤون ومتطلبات النادي، كما أن الاستقرار المالي بدأ ينعكس ايجابياً بعد أن قام وزير النقل هادي العامري بوضع يــده على نادي الزوراء وأصبح هذا النادي من مسؤولية وزارة النقل، لذلك نحمد الله كثيراً، لأن الكثير من الأشياء تمت معالجتها بفضل اهتمام العامري.
* لكن متابعي وأنصار الزوراء يرون أن نتائج الفريق الأول لكرة القدم غير مقنعة؟
ـ مع احترامي لكل الآراء فأنا أرى العكس تماماً، لأن الفرق الكبيرة في كل العالم تتعرض إلى ما تعرض له الزوراء، حيث غلب التعادل على نتائج الفريق في الأدوار الأولى، علماً أن الزوراء حتى الآن لم يتعرض إلى الخسارة، لكن مستوى الفريق وخطه البياني في تصاعد مستمر وهذا يدل على أن الفريق يسير بشكل صحيح الأمر الذي يشير إلى أن الزوراء سيكمل المشوار بشكل متصاعد ويتعافى من صدماته ، ونحن تعودنا في العراق أن الفرق الجماهيرية ومنها الزوراء حتى لو بدأت بشكل متعثر، لكنها في النهاية تكون منافسة على مراكز الصدارة وهذا هو هدفنا، علماً أن هدفنا لا يقتصر فقط على الفوز ببطولة الدوري، إنما على بناء فريق جيد يُبهر الجمهور الذي يشاهد ويتابع مبارياته، فضلاً عن إعداد جيل جيد من اللاعبين الشباب.
القاعدة لم تعـد واسعة
* الزوراء ، هل يعاني من قلة المهاجمين الهدافين؟
ـ ليس فقط الزوراء هو مَن يعاني من قلة النجوم الكبار من الهدّافين، إنما هذا الضعف يمتد إلى كل الأندية وكذلك إلى المنتخبات الوطنية وهذا الأمر قد يكون له أسباب من أبرزها أن هذا المركز أصبح حكراً على بعض الأسماء وبالتالي لم تتح الفرصة المناسبة للوجوه الشابة لإثبات جدارتها، كذلك هناك سبب آخر يتمثل بأن القاعدة الكروية في العراق لم تعـد واسعة، حيث لم تعـد هناك خيارات واسعة للمدربين لكي يبحثوا عن مهاجمين واعدين وهذا تشخيص للمشكلة معروف للجميع، لكن لا علاج له.
* وأيـن المشكلة؟
ـ المشكلة تكمن بأن الاتحاد العراقي لكرة القدم أهمل فرق الفئات العمرية في الأندية من خلال عدم تنظيمه دوري منظم لهذه الفرق التي كانت الرافد الأول للأندية والمنتخبات الوطنية باللاعبين الواعدين والموهوبين، لذلك أستطيع القول أن دوري الفئات العمرية هو المصنع الأول لتفريخ اللاعبين الجدد، لكن للأسف الشديد إن هذا المصنع أُغلقت أبوابه ، حيث كنا في السنوات السابقة نمتلك مهاجمين جيدين في المنتخب الوطني أمثال رزاق فرحان، يونس محمود، عماد محمد وفي بعض الأحيان يتم زج لاعب الوسط هوار ملا محمد إلى جانبهم، لكن هؤلاء اللاعبين وصلوا اليوم إلى نهاية مسيرتهم، لذلك أصبح لدينا فراغ واضح في خط الهجوم، لأننا لم نعرف كيف نزاوج ما بين لاعبي الخبرة والشباب، لأن البديل الجديد لا يمكن أن يكون بمستوى الأسماء التي ذكرتها، لأنه يفتقد إلى الخبرة، ولو أننا عملنا بصورة صحيحة في عملية صناعة النجوم من خلال تنظيم دوري الفئات العمرية الثلاث الأشبال، الناشئين والشباب وكذلك الاهتمام بالمنتخبات الوطنية لما أصبحنا نعاني من أية أزمة في المهاجمين الجيدين.
* الزوراء، هل ما زال مدرسة لصناعة النجوم؟
ـ بكل تأكيد ونحن في الزوراء نُعـد النادي الوحيد في العراق الذي ينظم بطولات للفئات العمرية فضلاً عن حرصه الكبير على الاهتمام بفرق الفئات العمرية، حيث نجزم أن صناعة النجوم في الزوراء تدعونا إلى الاهتمام بفرق الناشئين والأشبال والشباب.
نبحث عن دوري نموذجي
* كيف ترى بطولة الدوري للموسم الحالي؟
ـ كلمة الحق يجب أن تُقال، حيث أن الدوري للموسم الحالي هو أفضل من الدوري الذي نُظِّم قبل موسمين، وهذا الأمر يعطينا بصيص أمل أنه كلما تتقدم السنوات نندفع نحو العمل بشكل احترافي لتنظيم الدوري وهذا لا يمنع من القول أن بطولة الدوري فيها الكثير من السلبيات، لكن الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم بدأوا سنة بعد أخرى يتجاوزون هذه السلبيات حتى يصلوا إلى دوري نموذجي.
* الدوري النموذجي الذي تحلم بـه كم فريقاً يتألف حسب رؤيتك؟
ـ هذا الدوري النموذجي حتى وإن كان عدده "18" فريقاً فهو جيد، لأن اختزال عدد فرق الدوري الكبير سيؤدي إلى انضمام اللاعبين الجيدين الذين كانوا يمثلون فرق المؤخرة إلى الفرق الكبيرة وبالتالي سيكون مستوى الفرق متقارباً مما يؤدي إلى زيادة المنافسة وتطور المستوى وهذا يصب في مصلحة الكرة العراقية.
* كيف ترى مستوى التحكيم في بطولة الدوري؟
ـ بدايةً لابـد من الإشادة بمثابرة واجتهاد الحكام في مواصلة تحكيم المباريات في ظل الظروف الصعبة التي شهدها البلـد خلال السنوات الأخيرة وأنا أطلق عليهم لقب "أبطال الملاعب" لأنهم دائماً يتعرضون إلى مضايقات واعتداءات ايضاً ومع ذلك استمروا في عملهم، لكن حقيقة الأمر أن الحكام يحتاجون إلى تطوير مستواهم كي لا يظلموا بعض الفرق بقرارات غير صحيحة، لأن التحكيم عنصر مهـم جداً في نجاح المباريات، لذلك أتمنى على لجنة الحكام في اتحاد الكرة أن تهتم بالحكام وتنظم لهم دورات تطويرية داخل وخارج العراق وتكافئ الحكم الجيد وتحاسب الحكم الذي تكون أخطاؤه مؤثرة على نتيجة هذه المباراة أو تلك، كذلك لابد من الاهتمام بقيافة الحكم، لأنه القدوة للاعبين ويجب أن يكون مظهره لائقاً وجميلاً.
أيـن حقنا في عقـد زيكو؟
* كيف ترى الزوبعة التي أثارها المدرب زيكو مع الاتحاد العراقي؟
ـ إن المدرب زيكو استطاع استغلال بعض الأمور لدى الإخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم، لأنه مدرب محترف ويعرف كيف يضمن حقه، لذلك كان ضامناً لحقه من خلال العقد الذي وقعه مع الاتحاد، بينما الاتحاد للأسف الشديد لم يقُـم بضمان حقه وحق العراق في هذا العقد، لذلك كان زيكو يرى أن سلطته أعلى من الاتحاد، وهذا الأمر كان يجب ألا يحصل لو أن الاتحاد استعان بخبراء ومستشارين قانونيين يضمنون له حقه والمشكلة كلها تكمن في العقد وكل ما ُيقال خلاف ذلك لا يمُت للحقيقة بصلة.
* ما المطلوب من الاتحاد حتى يضمن حقه؟
ـ بما أن الاتحاد العراقي لكرة القدم تعاقد مع مدرب مثل زيكو وبمبلغ هائل جداً كان يجب أن يضع الاتحاد شروطه الملزمة التي تجعل من زيكو موظفاً عند الاتحاد في كل شيء، إلا الأمور الفنية، لأنها من اختصاصه، كذلك كان يجب زج بعض المدربين العراقيين للعمل معه حتى لا نقـع في المأزق الذي وقعنا فيـه الآن ، عندما تركنا زيكو هو ومساعدوه وبقي المنتخب من دون مدرب قريب عليه، كما كان يجب إلزام زيكو بإقامة دورات تدريبية للمدربين العراقيين الشباب الجيدين حتى يستفيدوا من تجربته ، لكن للأسف الشديد كل هذا لم يحصل، لأن الإخوة في الاتحاد لا يمتلكون الخبرة الاحترافية في كيفية التعامل مع المدربين المحترفين.
* هل نحن الآن في ورطة؟
ـ بكل تأكيد، لأن الاتحاد أهمل الاهتمام بالمدربين العراقيين من جانب ولم يضمن حقه في العقد مع زيكو، لذلك تركنا زيكو في وقت حرج جداً وبدأ يُملي شروطه علينا ، حيث كانت لدينا في العقود الماضية قامات تدريبية كبيرة تستطيع قيادة المنتخب في كل الظروف، أما الآن فعندما يتم البحث عن مدرب للمنتخب الوطني لا تكون الخيارات واسعة، لأن مدرب المنتخب يختلف كلياً عن مدرب النادي.
* فرصتنا في التأهل إلى مونديال البرازيل، هل ما زالت قائمة؟
ـ نعم .. هي ما زالت قائمة، لكن يجب أن نعمل باحترافية كبيرة وبتخطيط صحيح من الآن حتى نتمكن من أن ننافس على البطاقة الثانية في المجموعة بعد أن باتت البطاقة الأولى من حصة المنتخب الياباني.