TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن : أين عادل كاظم..؟

العمود الثامن : أين عادل كاظم..؟

نشر في: 30 يناير, 2011: 07:09 م

علي الأمين كثيرا ما يتساءل اهل المسرح في العراق عن سبب غوص الكاتب المسرحي والتلفزيوني الاشهر في العراق  عادل كاظم في صمت طويل.. حيث  يبدو صاحب (الطوفان) ظاهرة معبرة عن الواقع المعقد والافق المسدود الذي تجسد في العراق بحرب دامية وفوضى لا احد يعرف متى تنتهي.
صمت عادل كاظم يتخذ ابعاده الخاصة لان صاحب " الايام العصبية " وثلاثية الذئب وعيون المدينة كان واحدا من الذين فجروا المعطيات المتحكمة في حياتنا الثقافية في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات ولأنه من جيل الرواد في المسرح العراقي اولئك الذين حلموا بتأسيس المسرح كجزء من تغيير المجتمع واعادة تشكيل الواقع ولأنه ابرز كتاب المسرح العراقي وعاش الى جانب ابراهيم جلال ومع اهل الخشبة التجربة الميدانية للمسرح من خلال تجربة الفرقة القومية للتمثيل التي اعطت للمؤلف وجوده المستقل والمبتكر المكمل لاختبارات المخرجين في اطلاق مسيرة المسرح الحديث والمعاصر في العراق.لقد جاءت مسرحية الطوفان عام (1967) وهي من اولى النصوص العراقية المكتوبة باللغة الفصحى وبرؤية مسرحية بعيدة عن الثرثرة ومتاهات الادب لتؤرخ ولادة مسرح عراقي حديث وبعد تقديم الطوفان اطلق عادل كاظم لنفسه العنان لتقدم له فرقة الفن الحديث تموز يقرع الناقوس والخيط ليعود للفرقة القومية في اعماله الكبرى (المتنبي) (مقامات ابي الورد) (نديمكم هذا المساء) (الحصار) مطلقا من خلال هذه النصوص بيانه المسرحي معلنا المعركة ضد الاستسهال والتفاهة ضد اللا مسرح معركة ارادها حدا فاصلا بين المسرح كفن ياخذ الحياة بعين الاعتبار وبين النصوص الادبية الجامدة التي يطلق عليها جزافاً اسم مسرح.. تم تكريم عادل كاظم عربيا في مهرجان دمشق للفنون المسرحية ثم في مهرجان قرطاج وليتوج في القاهرة باعتباره واحدا من رواد الكتابة المسرحية في الوطن العربي.. اليوم يعود عادل كاظم ليملا فضاء المسرح العراقي بنصوص جديدة.. نصوص سيتسابق عليها المخرجون مثلما كانوا يتسابقون عليها في فترة الستينيات باعتباره طليعة المؤلفين في تلك الفترة.. فقد وجدوا في المسرحيات التي كتبها تحولا واضحا في اسلوب الكتابة وفي الموضوعات التي يطرحها ما لم يكن مألوفا في كتابات المسرحيين الذين سبقوه الا فيما ندر ووجدوا فيها تشابها او تقارباً مع تقنيات الكتابة للمؤلفين الاوروبيين فيما اعماله التلفزيونية التي ارتبط فيها مع عدد من المخرجين البارزين اشهرهم الراحل ابراهيم عبد الجليل والمبدع الغائب عن العراق عمانؤيل رسام شكلت علامة فارقة في تاريخ الدراما التلفزيونية العراقية ووضعتها في طليعة الدراما العربية في ذلك الوقت، فيما اليوم تنحدر الدراما العراقية الى مستويات متدنية من حيث قدرتها على مواكبة التطور الحاصل في فنون الدراما التلفزيونية اين عادل كاظم اليوم مع الدعوة الى تقديم نصوص مسرحية جديدة تثير اسئلة الماضي والحاضر؟.. نترك الكلام للنقد الذي نتمنى ان يقيم تجربة عادل كاظم ويضعها في مكانها الصحيح وللكاتب الذي نتمنى ان لا يبقى صمته طويلاً.اين عادل كاظم من التلفزيون ونحن نرى القنوات الفضائية وعلى راسها العراقية تقدم لكل من هب ودب؟.. نترك الكلام للقائمين على انتاج الدراما عسى ان يتذكروا ان هناك كاتباً تلفزيونياً كبيراً اسمه عادل كاظم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram