القاهرة/ متابعة إخبارية وسط حالة من غياب الاستقرار الامني وانتشار الفوضى في مختلف المدن المصرية لاسيما العاصمة وعمليات هروب جماعية للسجناء تسببت بمقتل العشرات منهم واصل المتظاهرون تجمعهم امس الاحد في ميدان التحرير بقلب القاهرة مطالبين بتغيير النظام ومعبرين عن رفضهم ان يحل
محله اللواء عمر سليمان الذي عين نائبا للرئيس.فقد تجمع قرابة عشرة الاف متظاهر بعد ظهر امس الاحد في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان اذ كانوا يهتفون"لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان"، بحسب صحفي من وكالة فرانس برس، وفرضت قوات الجيش حصارا امنيا حول ميدان التحرير حيث منع مرور السيارات فيه بينما سمح للمتظاهرين بدخول الساحة بعد تفتيشهم.وكان الرئيس المصري حسني مبارك قرر امس الاول السبت تعيين اللواء سليمان، الذي كان مديرا للمخابرات العامة، نائبا للرئيس في محاولة لتهدئة المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع منذ الثلاثاء الماضي لتغيير نظامه.وادت الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين الى سقوط 111 قتيلا على الاقل بينما تسود حالة من الفوضى في البلاد ادت الى فرار السجناء من معظم السجون المصرية.وقال مصدر امني ان عشرات الجثث كانت في الطرقات امس الاحد بالقرب من سجن ابو زعبل (شرق القاهرة)، وهو احد السجون الكبرى في القاهرة، بعد وقوع تمرد الليلة قبل الماضية وفرار السجناء، ولم يستطع المصدر ان يوضح الملابسات التي ادت الى سقوط هؤلاء الضحايا مكتفيا بالقول انه"كان هناك اطلاق نار من داخل وخارج السجن".وافاد صحفي من وكالة فرانس برس انه رأى 14 جثة تم نقلها الى مسجد مجاور لسجن ابو زعبل في القاهرة بعد التمرد الذي وقع فيه ليل السبت الاحد.وفر الاف السجناء ليل السبت الاحد بعد تمرد في سجن وادي النطرون الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة المصرية، بحسب ما افاد مصدر امني.واوضح المصدر ان السجناء البالغ عددهم عدة الاف قاموا بتمرد وتمكنوا جميعا من الفرار بعد ان استولوا على اسلحة رجال الامن.ويضم هذا السجن عددا كبيرا من الاسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات اضافة الى بعض السجناء الجنائيين.وكان من بين الذين خرجوا من السجن 34 من قادة وكوادر جماعة الاخوان المسلمين تم اعتقالهم الخميس الماضي، بحسب ما قال المحامي عبد المنعم عبد المقصود لوكالة فرانس برس.وقال"انهم خرجوا لانه كان هناك خطر على حياتهم اذا ظلوا بعد خروج كل المساجين".ويقع سجن ابو زعبل في منطقة صحراوية على الطريق الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كلم شمال العاصمة المصرية.وقالت المصادر الامنية ان ثمانية سجناء قتلوا وفر عدد كبير اخر اثر تمرد في سجن ابو زعبل وهو احد السجون الكبيرة في شرق القاهرة، مضيفة ان عشرات السجناء فروا من سجن الفيوم مساء امس الاول السبت اثر تمرد مماثل قتل خلاله ضابط شرطة، كما تمكن العديد من السجناء من الفرار في السجون الصغيرة في عدة محافظات مصرية.وجاء فرار السجناء بعد ان خرجت الاوضاع عن السيطرة الامنية اثر الانتفاضة غير المسبوقة للمصريين للمطالبة بتغيير نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة في البلاد منذ 30 عاما.وتغيرت لهجة الصحافة الحكومية المصرية الصادرة صباح امس الاحد بشكل واضح عما كانت عليه حتى امس الاول السبت وتحدثت عن بداية"التغيير"كما هاجمت امين تنظيم الحزب الوطني الحاكم الذي كان يعد قبل ساعات قليلة الرجل الثالث في نظام الرئيس حسني مبارك.وكتبت صحيفة الاخبار الحكومية في صدر صفحتها الاولى"سقوط احمد عز، مضيفة"خربها واستقال".وقالت"يعتبر البعض ان عز احد اسباب اثارة الجماهير بقراراته وسياساته داخل الحزب الوطني".ونقلت عن الامين العام للحزب الوطني صفوت الشريف ان"قبول استقالة احمد عز تأتي في مقدمة قرارات اصلاحية اخرى سوف يتخذها الرئيس مبارك لتطوير الاداء داخل الحزب الوطني بما يتماشى مع متطلبات ورغبة الجماهير.واكدت جماعة الاخوان المسلمين في بيان اصدرته بعد ظهر امس رفضها"التعيينات الجديدة"التي اصدرها مبارك واعتبرت انها"محاولة للالتفاف على مطالب الشعب المصري ولاجهاض ثورته".واعلن التلفزيون المصري بعد ظهر امس ان مبارك قام بزيارة لمركز عمليات القوات المسلحة"لمتابعة"عمليات السيطرة على الوضع الامني.واكد انه اجتمع مع عمر سليمان واحمد شفيق ووزير الدفاع في الحكومة المستقيلة المشير حسين طنطاوي ورئيس اركان الجيش سامي عنان.وفي مشاهد سريالية وقف جنود من الجيش بجانب دبابات كتب عليها عبارات تدعوا الى تغيير النظام، وسئل احد الجنود كيف تسمح قوات الجيش للمحتجين بكتابة شعارات مناهضة لمبارك على مركباتهم فقال"هذه عبارات كتبها الشعب... انها اراء الشعب."وعبر السكان عن املهم في ان تستعيد قوات الجيش النظام.وقال صلاح خليفة وهو موظف بشركة للسكر"الناس خائفة من هؤلاء الخارجين على القانون في الشوارع الذين ينهبون ويهاجمون ويدمرون."ويقول مصريون ان التغييرات ستظل بلا معنى الى ان يرحل
الغـضب الشعبي مستمر والفوضى وغياب سلطة القانون توفر فرص الهروب لمئات السجناء

نشر في: 30 يناير, 2011: 07:29 م