متابعة/ المدى
يتداول نشطاء وعائلات في العراق صور وأسماء معتقلين عراقيين جرى الكشف عن مصير عدد منهم بعد فتح سجون النظام السوري، وإطلاق من فيها، بينما كان أهلهم يعتقدون أنهم ماتوا بعد اختفائهم طوال السنوات العشرين الماضية.
ومنحت المعلومات المتداولة الأمل لمئات العائلات العراقية التي تبحث منذ سنوات عن أي أثر لأبنائها الذين تم اعتقالهم في سوريا عقب الغزو الأميركي للعراق، حين توافد أكثر من ثلاثة ملايين عراقي على الأراضي السورية، وكان النظام يعتقل الكثير منهم لأسباب أمنية أو سياسية، حسب ما كان يتم إبلاغ ذويهم آنذاك.
ونشرت وسائل إعلام عراقية أخيراً، أخباراً تؤكد العثور على عراقي كردي كان يعمل في قوات "البيشمركة"، اسمه عيسى عبد الله، داخل أحد سجون الأسد، وقال والده لقناة محلية، إنهم علموا أن اسمه كان موجوداً ضمن قائمة المعتقلين المحررين من أحد السجون.
ووثق ناشطون عراقيون أسماء معتقلين آخرين جرى تحريرهم من سجون النظام، لكنهم ما زالوا داخل سوريا.
ويقول الناشط السياسي محمد السلماني: "بعض المعتقلين تواصلوا مع أهلهم في العراق، لكنهم يخشون العودة، إذ إن هناك مخاوف من تكرار اعتقالهم من جديد حال دخولهم العراق، كون الفصائل العراقية والحكومة تعترف بمحاكمات النظام السوري المخلوع".
ويوضح السلماني: "بعض العائلات فضلت عدم إعلان العثور على أبنائها المعتقلين لأسباب أمنية، كما فعلت إحدى عائلات الأنبار بعد العثور على شاب اعتقله النظام السوري في عام 2009، وكان يعمل تاجراً، وظن أهله لسنوات وبعد بحث طويل أنه مات، ثم اكتشفوا وجوده في معتقل للنظام".
من جهته، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، مختار الموسوي، إن لجنته تتابع هذا الملف مع الجهات الحكومية المختصة في وزارة الخارجية، وكذلك وزارة الهجرة والمهجرين. يضيف: "تجب معرفة حقيقة العثور على سجناء عراقيين في السجون السورية، فحتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة بخصوص ذلك غير التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي".
وأكد الموسوي أن "العراق ملزم بإعادة هؤلاء العراقيين في أسرع وقت، لكن الظروف في سوريا لا تسمح بذلك بسبب التطورات الأمنية الأخيرة، وكذلك عدم وجود أي تواصل مع أي جهة سورية رسمية حتى الآن، فالتحقيق في هذا الأمر يتطلب وقتا، وكذا وجود استقرار في سورية وعودة المؤسسات الدستورية".
وتمكنت فصائل المعارضة السورية، منذ الأحد، من دخول سجن صيدنايا وتحرير المساجين، وهو سجن اشتهر بجرائم تعذيب وحشية خلال سنوات حكم النظام السوري.
بدورها، تقول الباحثة العراقية سارة القريشي، إنه "خلال الفترة التي أعقبت الغزو الأميركي، لجأت أعداد كبيرة من العراقيين إلى سوريا خلال الفترة من 2006 إلى 2009، حين شهد العراق اضطرابات كبيرة، ما أدى إلى ضعف الرقابة الدولية على ممارسات النظام السوري، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري".
وأضافت: “ظهرت أسماء معتقلين عراقيين في سجلات النظام السوري، ونظراً لهذه المعطيات، يُنصح بأن تتعاون وزارتا الداخلية والخارجية العراقيتان للتحقق من مصير المواطنين المحتجزين في السجون السورية، بما في ذلك سجن صيدنايا، والعمل على إعادتهم إلى وطنهم. هناك من يؤكد وجود معتقلين عراقيين داخل السجون”.
في السياق ذاته، قال اللواء بختيار عمر، الأمين العام لقوات البيشمركة الكردية في شمالي العراق، إنهم يسعون لاستخدام العلاقات الشخصية في العثور على المفقودين بسجون النظام السوري، في إشارة إلى العراقيين الأكراد المفقودين هناك.
وأضاف: “أتوقع أن تكون لشخصية مثل عرفان عبد العزيز (زعيم الحركة الإسلامية الكردستانية) علاقات جيدة مع الجماعات السورية مثل هيئة تحرير الشام، لذا يمكن الاستفادة منه ومن علاقاته في هذا الأمر”.
بدوره، قال عرفان عبد العزيز، لوسائل إعلام محلية: “سنقوم بكل ما يمكن لنا في متابعة هذا الأمر من خلال علاقاتنا ومعارفنا في هيئة تحرير الشام”.
عراقيون يبحثون عن ذويهم في قوائم السجون السورية
نشر في: 12 ديسمبر, 2024: 12:29 ص