ترجمة/ عدنان علي
كشف تقرير صدر مؤخرا بأن الجرائم المنظمة المنبثقة من الصين لا تقتصر فقط على الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال، بل ايضا مشاركة عصابات صينية بعمق في الجرائم الالكترونية ومخططات الاحتيال المتطورة والاتجار بالبشر والتجارة غير المشروعة في الحياة البرية وخاصة ما يتعلق بالطب الصيني التقليدي في انتاج ادوية من أجزاء حيوانية. ويسلط التقرير الضوء على الديناميكيات المزعجة للاتجار بالحياة البرية من مختلف الحيوانات، ويشير الى انه قبل انشاء عمليات في اميركا اللاتينية وأميركا الشمالية، كانت شبكات الاتجار الصينية قد أحدثت بالفعل دمارا كبيرا في العديد من أنواع الحيوانات والنباتات في جميع انحاء افريقيا وآسيا.
ويذكر التقرير انه خلال ذروة فترات صيد الأفيال في افريقيا قبل عام 2018، كانت شبكة، يانغ فنجلان، لاعبا رئيسيا في التجارة غير المشروعة من أفريقيا الى الصين. وعلى الرغم من الحظر المفروض على مبيعات العاج في الصين والذي تم تنفيذه في عام 2018، ارتفعت تجارة العاج غير المشروعة مرة أخرى في العام 2023 مع رفع البلاد لقيود السفر بسبب كوفيد 19. علاوة على ذلك تصاعدت عمليات الصيد الجائر لمختلف الأنواع لنقلها إلى الأسواق الصينية والآسيوية على مدى السنوات الماضية.
واشار التقرير الى ان تأثير الطب الصيني التقليدي امتد الى ما هو أبعد من حدود الصين، حيث أصبح وجوده محسوسا الان في أكثر من 180 دولة وتقدر قيمة الصناعة بأكثر من 60 مليار دولار سنويا. وعلى الرغم من جاذبيته العالمية المتزايدة، يواجه الطب الصيني التقليدي انتقادات من الجهات الطبية بشأن فعالية العديد من علاجاته. بالإضافة إلى ذلك اثار دعاة الحفاظ على البيئة مخاوف بشأن استخدام المواد المشتقة من الحيوانات في الطب الصيني التقليدي، مما يساهم في الطلب على الأنواع المهددة بالانقراض. مع ذلك فان الحكومة الصينية دافعت باستمرار عن مزايا الطب الصيني التقليدي ودعت الى تكثيف البحث في الادوية الصينية التقليدية. وينظر القادة الصينيون إلى الترويج للطب الصيني التقليدي باعتباره ستراتيجية حيوية للتخفيف من حدة الفقر.
وتعتبر الصين من بين أكبر مستهلكي الحياة البرية التي يتم الاتجار بها. وقد أدى الاعتماد في مكونات الطب الصيني على قرون وحيد القرن وعظام النمر وحراشف حيوان البنغول المدرع الى الصيد الجائر لهذه الأصناف وذبح العديد من هذه الحيوانات المهددة بالانقراض في جميع أنحاء العالم. وعلى سبيل المثال يتم قتل أكثر من 20 مليون حصان بحر سنويا لاستخدامها كمكونات في علاجات الطب الصيني التقليدي. وأفادت مجلة ناشنال جيوغرافيك ان أكثر من مليون بنغول تم اصطيادها بشكل غير قانوني بين عامي 2000 و2013 وحدهما. لا تؤدي هذه التجارة غير القانونية الى تقليص اعداد الحيوانات البرية فحسب، بل انها تعطل أيضا النظم البيئية، مما يؤدي ذلك الى عواقب بيئية بعيدة المدى.
ويذكر التقرير بانه هناك مثال آخر مثير للقلق يتعلق بالدببة السوداء الآسيوية التي غالبا ما يتم حبسها في اقفاص صغيرة لاستخراج مادة الصفراء من المرارة، وهي مادة تستخدم في الطب الصيني التقليدي. وتتحمل هذه الدببة ظروفا معيشية مروعة. وقد سمحت اللوائح والتنفيذ المتساهلة في الصين الى الاستمرار بهذه الممارسة القاسية. وخلال جائحة كورونا دافع القادة الصينيون ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة عن صناعة الطب الصيني التقليدي باعتبارها حجر الزاوية للاقتصاد. ومع ذلك فإن استخدام الصفراء من الدببة السوداء الآسيوية الاسيرة في ادوية الطب الصيني التقليدي أثار انتقادات حادة من جماعة الدفاع عن الحياة البرية.
وتشير التقارير إلى ان الفساد والتراخي في تطبيق القانون داخل الصين سمحا لهذه التجارة بالازدهار. وتتغلغل عصابات الجريمة المنظمة الصينية بعمق في الاتجار بالحياة البرية وغالبا ما تعمل دون رادع من العواقب الناجمة عن الفساد النظامي وضعف تطبيق القانون. وكثيرا ما تتعاون هذه الشبكات الاجرامية مع العصابات المحلية في البلدان المجاورة مما يعقد الجهود لتفكيك تجارة الحياة البرية غير المشروعة لأغراض الطبل الصيني التقليدي والتي تشكل تحديا معقدا يتطلب اتخاذ إجراءات فورية.
أدوية تقليدية مستخلصة من الحيوانات تهدد الحياة البرية
نشر في: 15 ديسمبر, 2024: 12:52 ص