اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الجسد والقلب والروح لدى شكسبير

الجسد والقلب والروح لدى شكسبير

نشر في: 31 يناير, 2011: 07:25 م

الكتاب / شكسبير.. الجنس والحب المؤلف / ستانلي ويلز ترجمة / هاجر العاني  سيمون كالو يمانع في هذه اللغة، فيما يجد متعة بالغة في دراسة عن التأكيد على الأمور الجنسية في مسرحيات شكسبير.
ان كان ثمة اي وجه من أوجه أعمال شكسبير يميزه عن كل كاتب عظيم آخر فـإنه الشمولية الصاعقة لمعالجته الحب والجنس، ولا تبرز تلك المواضيع الكبيرة بجلاء في كل مسرحية كتبها بروزاً فعلياً وحسب بل انه يسبر – بحيوية تفصيلية – غور طيف تجربة جنسية وغرامية تخلـِّـف (ماسترز) و(جونسون) وهما يبدوان ضئيلين جداً، ومن الدفق البتراركي (نسبة الى بترارك وهو عالم وشاعر ايطالي من ابرز رواد عصر النهضة الأوروبية) السامي إلى أحقر الوظائف الجسدية يغطي شكسبير الصورة الكبيرة. والبروفسور (ستانلي ويلز) في أحدث دراسة من دراساته الرائعة العديدة عن الكاتب الذي كرس له أغلب حياته العملية يغوص غائراً في هذه المضمار الخلفي الخصب – للغة عقب قراءة الفصل الذي وضعه حول "متعة الجنس" حيث يتم الكشف فيه عن الطبقات الثنائية والثلاثية والرباعية من الفحش الذي سيتم كشفه في أكثر التعابير براءة. ومن الجلي ان التفكير السائد في عصر الملكة الانكليزية اليزابيث الاولى كان استهتاراً بقابلية التأثر بالايحاء بخصوص الموضوع، ويعالج (ويلز) ذلك برزانة متحاشياً ما يدعوه المعالجة الاباحية لـ (باولين كيرنان) في (شكسبير الفاحش) ("100 من معاني شكسبير الجنسية الضمنية الاكثر ترميزاً بشكل معذب والاكثر اثارة للصدمة)") ومدركاً صعوبة معينة في معالجة شكسبير للفجور عن طريق المقارنة مع معاصريه. انها فقط مسألة مستوى ولو انه - حتى في شكسبير- إساءة تفجر اخرى ومواربة تصعد تعتلي ظهر مواربة، مثيرة مدلولات قذرة. وبعد حين يبدأ المرء بالشعور بالدوار الشديد، ومع ملاحظة الهستيريا المتولدة في الممثل (روجر علام) وزملائه الممثلين خلال التدريبات على مسرحية روميو وجولييت (المتولدة من) الاستعانة المتكررة باصدارية (آردن) بصيغة "مع مواربة داعرة" (في النهاية قاموا بتلحين العبارة كنوع من القصيدة الغزلية) فـإن (ويلز) يشرح طبقات المغزى الجنسي على عجل مثل سؤال (اورلاندو) البريء ظاهرياً في مسرحية (كم تحب عشيقته؟" هل كلمة "خروج" التي تـُـقلــِـق (ويلز) تعني "العجز ". هذا النوع من الأمور له قيمة ترفيهية كبيرة وبالطبع – البروفسور كشخص مولع بالكلام البذيء – ولكنه – كما يلاحظ بحكمة "بعض من جمهور شكسبير لم يروا فجوراً في الفقرة... ووجد آخرون مجموعة واحدة من المدلولات الخليعة في حين ان جمهوراً آخر - مع ذلك - وجد شيئاً مختلفاً تماماً للضحك عليه"، ويصرخ البروفسور بشكل مميز قائلاً " يا لـِـغنى خيال شكسبير بحيث ان هذا الخيال يستطيع ان يكون باعثاً على تشكيلة كهذه من التأويلات ". وتأثير هذا العرض على الغزارة الجنسية للمسرحيات هو في الواقع امر مبهـِـج بل وحتى مؤثر اذ ان جل الحياة البشرية موجودة بالفعل في مسرحيات شكسبير، و الفحش المطلــَـــق للتفكير السائد في عصر الملكة اليزابيث هو نوع من الصدق المطلق اذ ان كل عمليات الجسد والقلب والروح موجودة هناك وبصراحة موجودة وهي حسية على صفحة الكتاب ومن هناك الى خشبة المسرح (ولو انه – كما اكتشف (علام) وزملاؤه- تحد خطير بالنسبة للممثل ان يوصل ولو عـُـشر المراوغات الداعرة في العرض فربما كان افضل سلوك هو قرار (اديث ايفانز) بنطق كل ما لا تفهمه كما لو انه تعبير خاطئ بشكل باهت. ويقدم فصل (ويلز) الاول جولة سريعة في الافق العقلي للتأكيد على الشؤون الجنسية في ايام شكسبير والذي (الفصل) يكشف بأنه على الرغم من الادانة الكنسية المودية الى حطب جهنم ووجود ما يسمى بمحاكم الفجور والتي كان بامكانها الحكم عليك بالسجن او العمل التكفيري المهين بسبب الزلات الشهوانية (على الرغم من ذلك) بدا ان كل إشكال النشاط الجنسي تزدهر بقوة، وقد أقرت الكتب التدريسية الطبية بأن الجنس مفيد لك، حيث كتب (توماس كوغان) في (ملاذ الصحة) عام 1594 يقول بلغة انكليزية قديمة بأن "التفريغ المعتدل" له منافع جمة، "فهو يجعل الجسد أخف وأرشق ويفتح المسام والقنوات ويطهر الجسد من البلغم وينشـِّـط الذهن ويحرك العقل ويجدد الحواس وينفض عنك الحزن والسوداوية والغضب والحقد". وكان البغاء - على الرغم من عدم شرعيته اجتماعيا    – متاحاً في كل مكان لاسيما في لندن (ولو ان (ويلز) يـُـطلعنا على الحقيقة اللافتة التي مفادها انه في اوكسفورد في القرن الثاني عشر كان هناك شارع سـُـمي بـ (غروبكانتلين))، وتقدم هذه "الأخويات النسوية" (المواخير كما في مسرحية هاملت) التسلية لكل الاذواق حيث كان يـُـشبــِــع فيها مومسون من الذكور" سيدات محرومات تعيسات مقترنات بأزواج مسنين"، وكان المسرح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بهذه الانشطة فمديرا اعمال الممثلين (آلين)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram