TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > النظام العربي..جدران هشّة لا تحتاج إلاّ لدفعة..مصر البطولة..شعب السهل الممتنع

النظام العربي..جدران هشّة لا تحتاج إلاّ لدفعة..مصر البطولة..شعب السهل الممتنع

نشر في: 1 فبراير, 2011: 04:59 م

عوّاد ناصربانتقال الغضب من تونس الخضراء إلى مصر الكنانة لإسقاط نظام حسني مبارك (82 عاماً) يكون شباب مصر (الجسم الأساس في انتفاضة مصر) قد تلقفوا الجمرة التونسية وتمسكوا بها لإحراق نظام الاستبداد والفساد في بلدهم.ألم تشبع سيدي الرئيس من سلطة ونفوذ وجاه ومال وشهرة وقد تجاوزت الثمانين؟
أي شراهة سيكولوجية غير مفهومة تجعل من حاكم حكم بلاده ثلاثين عاماً وتجاوز سن التقاعد منذ زمن بعيد ولا يريد أن يتقاعد؟لا يفقد الحاكم العربي الكثير من امتيازاته الكبيرة إذا تخلى عن كرسي الحكم وانتقل إلى كرسي التقاعد في بيته.. بل سيحظى باحترام الناس وتاريخ الدولة العربية التي ستسجل له إدراكه الحقيقة واحترامه نفسه لأنه غادر السلطة في سن الخرف الذي لا يؤهله حتى لقلي البيض، فكيف بقيادة دولة مركزية وارتكازية مثل مصر؟!الناس تصيح بوجه الحاكم: لا نريدك لأنك قتلتنا وقمعتنا وجوعتنا وسلبت حريتنا وسرقت فرح أطفالنا وحرية بناتنا وإبداع مبدعينا، والحاكم يسمع ولا يستمع، وإذا استمع يدرج ما استمع له في خانة الخيانة والشغب والأيدي الغريبة التي تحاول العبث بأمن البلد، وهي النغمة المكرورة، المملة، المفضوحة، التي رددها، ويرددها، وسيرددها كل الحكام الدكتاتوريين الذين يوهمون الناس بأنهم يعيشون في جنة، وما أحداث الشغب سوى (أيدٍ أثيمة) تحاول أن تعيث بالوطن فساداً.. جملة سمعناها وقرأناها منذ الولادة.ماذا جنى المصريون من السد العالي الذي جيشت له الجيوش ودبجت له الأغاني (نحنا بنينا وقلنا حنبني السد العالي) غير مئات القتلى من العمال الذين جرفتهم صخوره ورماله، ونسيهم التاريخ في غفلة آيديولوجية/ إعلامية ولم يذكرهم بكلمة؟ثورة مصر، وليس حركة احتجاج أو مظاهرات غضب حسب، تلخص الإبداع المصري الذي تستعيده ثقافة مصر وآدابها وفنونها ممثلاً بهذه الدهشة "الشعرية" التي تفاجئ قارئها عند قراءة القصائد العظيمة.شعب مصر الأعزل يحاصر قوة الحاكم الغاشمة بلحمه الحي ودمه الأعزل، وقد تخطى طروحات السياسة التقليدية وتجاوز خطاب السياسيين الداعي للضجر، في الحكومة والمعارضة، حتى بات من الصعب على الفعّاليات السياسية الهرمة، في يمين ويسار مصر، اللحاق بأشواق الشباب وتوقهم الحار للحرية وهم يصرخون بوجه الدكتاتور: أرحل!الأوراق لم تزل مختلطة في مصر رغم أن الرهان على ثورة الشباب يجعلنا مطمئنين إلى كسب الرهان، فهم لم يقبلوا بترقيعات حسني مبارك (التونسيون فعلوا الأمر نفسه) ونقلوا صراعهم إلى صفحات جديدة تجاوزت المطلبية العادية حتى بلوغ التغيير الجذري: حرية الوطن وكرامة المواطن.rnزويل وعبد المجيد وشريهانمن تابع ردود أفعال وتعليقات وتحليلات المثقفين المصريين سيلمس حال الانفصال بين مثقف حكومي شهير، مولع بالمطولات والإكثار والانتشار، حيث تجده في كل صحيفة عربية، تقريباً، إلى الحد الذي يجعلك تتساءل: متى يقرأ وهو يكتب أربعاً وعشرين ساعة في اليوم؟إنه جابر عصفور!كان تعليقه على ثورة الشباب في مصر يدعو إلى الخزي وهو يطالب الثوار بالهدوء والعودة إلى بيوتهم، رغم أن الرئيس يحزم حقائبه، ونصف عائلته وصلت لندن، فهذا المثقف لم يزل يقف جباناً بين رصيف الثورة ومكتبه الوثير.محمد زويل الشخصية العلمية العالمية (صاحب نوبل) كان من بين أفضل من تحدثوا، بوضوح رؤية وشهامة علمية، مطالباً برحيل الرئيس وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تمهد لانتخابات حقيقية، بينما كان الإسلام السياسي العربي متناقضاً بشكل مريع، بل مخجل ومفضوح، ممثلاً بشيخ الأزهر، أحمد الطيب والشيخ القرضاوي. الأول ساق النص تلو النص، لكنها نصوص الولاية الأبدية للجمود الإسلامي النصي الذي لا يخرج عن "وأطيعوا أولي الأمر منكم" لكن اللافت أن الفضائية المصرية وضعت مقتبساً من كلامه على شاشته، مكرراً، يقول: "سفك دم المسلم حرام شرعاً" وهو محق طبعاً، لكن كم من دماء المصريين سفكت على أيدي حكامها من دون أن يخرج علينا أزهري ليحرّم سفك دمائهم؟أما الثاني فهو على نقيض صاحبه، وفق النصوص الإسلامية الجامدة ذاتها، فخرج "ثورياً" على يسار الثوار المصريين، بعد أن شخصت الآيديولوجيا خطاباً سياسياً، شعبوياً، فضائياً، يطالب برحيل الرئيس، رئيسه، وهو المدافع الشرس عن صدام حسين!rnيا لفضيحة الإسلام السياسي العربي.. المفضوح أصلاً.وحيد عبد المجيد، الباحث والمحلل المصري تقصى الشخصية المصرية وتحولاتها في العقود الأخيرة، وهو يشير إلى ظاهرة النهب والسلب التي ترافق، عادة، الثورات الكبرى، فقال إن هذه الشخصية جرى تشويهها فخرجت عن سياقها المصري المعروف بالدماثة والاستقامة بفعل القمع واستشراء الفساد والتجويع.. الإنسان محصلة علاقاته الاجتماعية.rnإن مكوجي أزعر في القاهرة صار نجم الفن المصري الأول!أما الفنانة المعتزلة، شريهان، فكانت من بين أروع من تحدّث عن الثورة الشبابية المصرية، بلغة على غاية البلاغة والوضوح (سهلة ممتنعة) بقلب ينبض مع قلوب شباب مصر وبعقل الفنان الواعي وهي تشير إلى صورة ذلك المصري (الغلبان) الذي سرق كرسياً فتصفه بسيكولوجيا مسرحية قائلة: كان ينظر إلى الكرسي بتأمل ويجرّب الجلوس عليه لأنه لم يجلس على كرسيّ في حياته!بلدان مخربة وفاسدة، لا إعمار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram