TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تتواصل مع "معتدلين" في المعارضة السورية: لا تقتربوا من الحدود

بغداد تتواصل مع "معتدلين" في المعارضة السورية: لا تقتربوا من الحدود

أطراف في "الإطار" تخشى من "مؤامرة سياسيين" لإرباك الداخل

نشر في: 17 ديسمبر, 2024: 12:14 ص

بغداد/ تميم الحسن


أكدت أطراف سياسية عراقية أن بغداد تتواصل مع جهات ضمن الفصائل المسلحة المعارضة التي سيطرت على دمشق مؤخراً.
وتبادل الطرفان رسائل تنوعت بين "التطمين والتحذير" بخصوص العلاقة بين العراق وسوريا.
وكانت أولى الرسائل التي وجهتها الفصائل السورية إلى بغداد قد أُرسلت قبل حتى هروب بشار الأسد (الرئيس السوري السابق).
ويعتقد البرلمان العراقي أن البلاد "بعيدة عن الخطر"، على الرغم من وجود "تحذيرات من مؤامرات سياسية" داخلية.
وحتى اللحظة، لم تعلن بغداد عن تواصلها مع أي طرف سوري بعد التغيرات الأخيرة، وتؤكد التزامها بـ"الحياد".
وكانت الحكومة العراقية، قبل لجوء الأسد إلى موسكو، قد وعدت دمشق بتقديم الدعم "ضد الإرهابيين".
لكن هذا الموقف تراجع بعد دخول الفصائل دمشق فجر الأحد من الأسبوع الماضي، وإعلان سقوط النظام السوري السابق.
وخاض محمد شياع السوداني، في الأسبوع الأخير، عدة جولات دبلوماسية في الداخل والخارج، وعبر "الهاتف"، تركزت حول الوضع في سوريا.
وفي آخر تصريحات لرئيس الحكومة، أكد "عدم التدخل" في الشأن السوري، وطالب بـ"حماية الأقليات".
وجاء ذلك خلال اجتماع السوداني، يوم الأحد، مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسّان.
ويعكس موقف رئيس الوزراء اتفاقه مع ما نقله الحسّان قبل أيام عن النجف، خلال زيارته الثانية في غضون شهر للمرجع الأعلى علي السيستاني.
وقال الحسّان للصحفيين، بعد لقائه بالمرجعية، إنه "تمت مناقشة سبل تجنب العراق لأي تجاذبات قد تضر به".
وتقع حكومة محمد شياع السوداني تحت ضغط شديد بسبب الأحداث في سوريا، حيث يُطلب منها "لجم" الفصائل المسلحة بشكل قاطع هذه المرة.
وقد وصلت هذه المطالب عبر رسائل نقلها أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الذي زار بغداد مساء الجمعة الماضية.
بالمقابل، لا يزال الداخل العراقي منقسماً بشأن تداعيات الوضع في سوريا؛ فهناك من يؤيد التدخل حتى الآن.
وتقف الفصائل وبعض الفاعلين في المشهد السياسي الشيعي مع هذا الرأي، متماشين مع موقف طهران التي أعلنت عن "استمرار المقاومة".
تواصل غير معلن
وفي غضون ذلك، يقول مختار الموسوي، النائب والقيادي في منظمة بدر بزعامة هادي العامري، إن العراق تواصل مع أطراف في النظام السوري الجديد.
الموسوي، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، قال لـ(المدى) إن "بغداد تواصلت مع جهات معتمدة ضمن الفصائل التي تسيطر على الوضع في سوريا".
وكشف القيادي في بدر عن تبادل رسائل بين الطرفين، مبيناً أن "العراق طلب منهم عدم التدخل في الشأن العراقي، وهم أكدوا لبغداد أنهم لن يقتربوا من الحدود".
وكانت تسريبات قد وصلت لـ(المدى) في وقت سابق، أفادت بوجود اتصال بين بغداد وأبو محمد الجولاني، رئيس هيئة تحرير الشام، بوساطة تركية.
وكان الجولاني قد اختار محمد شياع السوداني كأول رئيس في المنطقة يبعث له رسائل قبل سيطرة جماعته على دمشق.
وطلب الجولاني من رئيس الحكومة، في مقطع فيديو نُشر قبل ثلاثة أيام من هروب الأسد إلى موسكو، أن "ينأى بالعراق عن الدخول في أتون حرب جديدة".
ورفعت السفارة السورية في بغداد علم النظام الجديد، بحسب وسائل إعلام محلية.
وعلى الرغم من ذلك، يقول الموسوي إن "الوضع في سوريا ما زال فوضوياً، ولا توجد جهة واضحة للتفاوض معها".
وتحدث النائب عن وجود "تظاهرات مضادة للجولاني" في دمشق، مما يعكس عدم سيطرة الأخير على الأوضاع هناك.
وحسب تطورات الأحداث في سوريا، يبدو أن هناك إرادة دولية لتأمين الأوضاع في الدولة الجارة.
وقامت واشنطن، بحسب معلومات مسؤولين عراقيين، بأخذ تطمينات من بغداد بشأن تثبيت الاستقرار في سوريا.
وتؤكد تلك المعلومات أن بغداد ستتولى دور سوريا في المنطقة وتعمل على منع تمدد إيران.
هل العراق في مأمن من الأحداث؟
قبل تحرك الفصائل من شمالي سوريا والسيطرة على دمشق بعشرة أيام، كانت هناك معلومات تشير إلى استهداف إسرائيلي وشيك لمواقع داخل العراق.
لكن تلك المخاوف استُبدلت لاحقاً بقلق من تمدد الاشتباكات المسلحة في سوريا إلى الأراضي العراقية، مما دفع القوات العراقية إلى تعزيز الإجراءات على الحدود عدة مرات.
يقول كريم أبو سودة، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، إن "الأحداث في سوريا شأن داخلي. مهمتنا الآن حماية الحدود".
وأوضح أبو سودة لـ(المدى) أن "القوات الأمنية أمّنت 618 كيلومتراً من الحدود مع سوريا، وهناك أكثر من طوق عسكري".
وكان مسلحو تنظيم "داعش" قد عبروا الحدود في عام 2014 من سوريا وسيطروا على نحو نصف مساحة العراق.
ويعتقد النائب أن "الوضع في العراق مطمئن، ولن تتكرر أحداث 2014"، مشدداً: "سنعاقب كل من يتحرك لإثارة الفوضى في البلاد".
وبدأت أغلب الزعامات الشيعية بتوجيه تحذيرات خاصة للمناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش"، خوفاً من انتقال الأحداث السورية إلى العراق.
وحذر نوري المالكي، زعيم دولة القانون، في مقابلة تلفزيونية، من "تحركات بقايا داعش في الصحراء والخلايا النائمة من حزب البعث البائد". لكن ليست كل المخاوف تتعلق بتحركات عسكرية أو مسلحين؛ فالقوى السُنية، مثلاً، اعتبرت أن الأخطاء في العملية السياسية قد تهدد الوضع في البلاد حالياً.
ودعت ست شخصيات بارزة من المكون السني إلى إطلاق حوار وطني شامل ومعالجة مظالم السجناء وقضايا العنف السياسي، في بيان يعكس التطورات الأخيرة في سوريا والمنطقة.
ويعتقد مختار الموسوي، القيادي في بدر، أن "المخاوف على العراق تتعلق بمؤامرات يقوم بها سياسيون".
وعلى الرغم من ذلك أن الموسوي لم يحدد جهات سياسية بعينها، إلا أنه قال: "ربما يقوم سياسيون بإثارة الطائفية في هذا التوقيت الحساس لإرباك الوضع في الداخل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بغداد تتواصل مع
سياسية

بغداد تتواصل مع "معتدلين" في المعارضة السورية: لا تقتربوا من الحدود

بغداد/ تميم الحسن أكدت أطراف سياسية عراقية أن بغداد تتواصل مع جهات ضمن الفصائل المسلحة المعارضة التي سيطرت على دمشق مؤخراً.وتبادل الطرفان رسائل تنوعت بين "التطمين والتحذير" بخصوص العلاقة بين العراق وسوريا.وكانت أولى الرسائل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram