TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: حكمة الفلاحة ودليل الجاموس

على هامش الصراحة: حكمة الفلاحة ودليل الجاموس

نشر في: 1 فبراير, 2011: 05:00 م

 إحسان شمران الياسرييتحدثون عن فطنة (فدعة) ابنة الفلاح الذي نزل في أرض شيخ (الخزاعل)، وكيف إنها كانت مثالاً للمرأة الذكية التي أعطت لأبيها مكانة كبيرة لدى الشيخ وأهالي المنطقة. وسوف أستعير حكاية من الحكايات العديدة التي يحفل بها تأريخ هذهِ الأسرة، حيث البطولة والشجاعة ورجاحة الرأي وتقديم المعروف لأهله..
يُحكى إن حاشية الشيخ ذكروا الفلاّح أمامه بالسوء، وإنه لا يميز الناس ولا يحفل بمقاماتهم.. فقرر الشيخ أن يُرسل ولده مع بعض الحاشية إلى الفلاح، بعد أن ألبسه وألبس الحاشية ثياباً رثّه وأظهرهم بأوضاع مزرية لكي لا يعرفهم أحد ولا يوقرهم!!. وكان طريقهم  لبيت الفلاح يمرّ بابنته (فدعة) وهي ترعى الجاموس، وعندها أرسلت (فدعة) أختها الصغيرة على جناح السرعة إلى والدها تطلب منه إكرام الضيوف بأفضل ما يمكن لأنهم من علية القوم وأجاويدهم.. ولما وصلوا دار الفلاّح، وهو لا يعرفهم، احتفى بهم بأقصى ما يستطيع، وقدم لهم وليمة تليق بالملوك. وعندما عادوا إلى الشيخ وشرحوا له ما جرى لهم، عجب من الأمر وأرسل في طلب الفلاح للاستيضاح منه عن دواعي الاهتمام وهو لا يعرف الضيوف، ولم يكونوا بهيئة تدل على مواقعهم أو حالتهم.فأجاب الفلاح بحكمة، وهي (ربّاطها) هذهِ الحكاية:- إن الجاموس عندما يمرّ عليه عزيز قوم يرفع رأسه بطريقة تدلّ على الاحترام وعلوّ الموقع. وإن ابنته لاحظت جاموستها ترفع رأسها عند مرور (المحروس)، فأرسلت له على جناح السرعة للاحتفاء به. ومن الحكاية إلى (رباّطها).. إذ تخذلنا بعض المؤسسات أو المسؤولين أو القادة، عندما لا يستطيعون تمييز الناس الذين يعملون معهم، أو يتعاملون معهم. وبدلاً من أن يربطوا (جاموسة) في باحة المؤسسة لترفع رأسها احتراماً وتدلهم على النظيف والنزيه وطيب الأصل والمخلص والوطني، فإنهم يضعون عصابات ومنافقين وفاسدين يُطيحون بالشرفاء والمخلصين ويوفرون ملايين الذرائع لإثبات إنهم الأفضل وباقي الناس (كلهمُ ترابُ).. والدعوة لاقتناء الجاموسة مفتوحة لكل المستويات الإدارية والسياسية وقادة المجتمع، التي قد تجد أحيانا صعوبة في فرز الناس، حتى ننتهي برب الأسرة.. فإن لم نستطع تمييز الطيبين والمخلصين، فلنترك الجاموسة تفعل هذا.rnihsanshamran@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram