 بغداد / هشام الركابي   ما أن بدأ العد التنازلي لامتحانات نصف السنة الدراسية بدأت معاناة أولياء أمور الطلبة الذين يصر أبناؤهم على انخراطهم في حلقات الدروس الخصوصية بتكاليفها التي تفوق أحيانا دخل العائلة. وبعد أن كانت الدروس الخصوصية  تفسر ببطء استيعاب التلميذ للمواد المنهجية أخذت في العراق مدى آخر، إذ يؤكد بعض أولياء الأمور أن بعضا من المدرسين يتقصدون عدم إعطاء المادة المنهجية في الصف حقها لأجل فرض الدروس الخصوصية على الطلاب ، وترويج حلول الامتحانات في بعض الأحيان  مقابل المال.
وقال عدي عبد الله  ولي أمر الطالب علي: إن مستوى التدريس في المدارس الحكومية الحالية  ليس بالمستوى المطلوب ، ولكي تعوض العوائل النقص الحاصل لدى أولادها بالمواد المنهجية تضطر  للجوء إلى الدروس الخصوصية ، مشيرا إلى أن الحل يكمن في حرص الملاك التدريسي لإكمال المنهج من خلال  تشديد العقوبات عليهم. الطالب عمر في الصف الرابع الإعدادي يقول إن المواد المنهجية للسنة الحالية جديدة وصعبه ونحن في صف واحد عددنا يفوق الـ45 طالبا ما يجعل عملية فهم المادة صعبة ومتعبة على المدرس الذي لا يتمكن من السيطرة إلا على السطور الأولى من الطلاب في الصف،ولذلك فان الطلاب الموسرين يلجؤون إلى التدريس الخصوصي لزيادة الفهم. من جهتهم حمل عدد من المدرسين وزارة التربية مسؤولية تردي الواقع التعليمي ومستوى أداء الطلبة جراء تزايد أعداد الطلاب في الصف الواحد وعدم افتتاح مدارس جديدة أو إضافة مبان جديدة للمدارس المزدحمة الى جانب عدم تعيين مدرسين جدد .  محمد سعدون  مدير متوسطة تطوان للبنين قال :إن السبب الرئيسي في عدم ايصال المادة المنهجية للطلاب هو كثرة عددهم  في المدارس ما يؤدي إلى نتائج سلبية من ضمنها عدم استيعاب الطلبة بالإضافة إلى أن كثيرا من الطلبة لا يتمتعون بقابلية ذهنية جيدة وذوي مستوى متوسط من ناحية استقبال المواد العلمية. تشاطره بالرأي الست سعاد ذنون  المدرسة في المتوسطة ذاتها إذ قالت: إن تزايد عدد الطلاب في المدرسة جعل الصف الواحد متزاحما وإذا أراد المدرس إجابة جميع الطلاب عن سؤال معين فانه يقضي معظم وقت الدرس في استعراض الإجابات وتصحيحها بمعنى أن المدرس والطالب يعاني المشكلة ذاتها. وأضافت أن حل هذه الظاهرة استعصى على وزارة التربية التي قالت إنها ستستمر حتى مع العقوبات التي توقعها على المدرسين الخصوصيين. مدير عام تربية الكرخ الثانية عبد الستار جبار، بين أن الدروس الخصوصية مستمرة إذا لم يتم معالجة البناء المدرسي ، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تقوم بها إدارات المدارس نقوم بمطابقتها والتحقيق بها فإذا ثبت الأمر أن المدرس يعطي دروسا خصوصية نقوم بنقله إلى مدرسة ثانية تكون في قطاع بعيد وإذا كان يدرس المراحل المنتهية ننقله إلى مراحل غير منتهية.