TOP

جريدة المدى > محليات > ندوة حوارية بشأن التأثيرات النفسية و الاجتماعية عند "أطفال الشوارع"

ندوة حوارية بشأن التأثيرات النفسية و الاجتماعية عند "أطفال الشوارع"

نشر في: 1 فبراير, 2011: 05:06 م

 بغداد/كاظم الواسطيأقام المجلس العراقي للسلم والتضامن ندوة حوارية عن "أطفال الشوارع" وقدمت الناشطة المدنية والتدريسية في جامعة بغداد باختصاص (فلسفة علم النفس التربوي) الدكتورة نهى الدرويش محاضرتها من زاوية التأثيرات النفسية والاجتماعية
 التي يعاني منها أطفال الشوارع وما يترتب عليها من انحرافات في السلوك والأفكار، سيكون لها لاحقاً نتائجها المدمرة على سلوكياتهم في أعمار الشباب. وفي هذا الصدد أشارت إلى اهتمامها بموضوعة (أطفال الشوارع ) منذ بداية التغيير في 2003 وما وفره الإنترنت من مجالات واسعة في هذا الجانب، مع تأكيدها على اعتماد تجاربها الميدانية في تناول هذا الموضوع المهم والخطير.وتطرقت إلى أنه على الرغم من إبداع الإنسان العراقي وثقافته المميزة إلا إنها تفضل عدم التركيز على خصوصيتنا العراقية فقط، وأن نتجاوز ذلك إلى النظرة الإنسانية الشاملة والعامة لإيجابية ذلك في دراسة هذه الظاهرة.وأشارت المحاضرة إلى السلبية الاجتماعية في التعامل مع مصطلح "أطفال الشوارع" باعتباره سبّة وعيب بالمفهوم الاجتماعي التقليدي. ففي مجتمعنا هنالك نبذ لهذه الشريحة البشرية لكونها غير منتجة وتفتقر إلى الإيجابية في السلوك وفقدان القيم.وتقترح الدكتورة مصطلحاً بديلاً أكثر ملائمة لواقع هذه الشريحة وهو "المحرومون ثقافياً" الذين يعيشون في مجتمعات لا تهتم بالجانب التربوي، وينحدرون من اسر ذات دخل متدني لا تستطيع توفير مقومات تربية أخلاقية وقيم سوية لهؤلاء الأطفال. علما أن 80% من أطفال مجتمعنا يعانون من الحرمان الثقافي.كما نوهت إلى مصطلح آخر هو "المشردون" وهؤلاء لا يشملون الأطفال فقط بل منهم من بلغ سن الرشد وهم لا يكسبون عيشهم من العمل المنتج، بل هم شخصيات اتكالية وطفيلية تعيش على جهود الآخرين. وبذلك هم ليسوا جياعا وإنما اتكاليون يعتمدون على إعانات الدول والمؤسسات ويعيشون في أوضاع مزرية في أجواء الدعارة والمخدرات.ولخطورة أوضاع هؤلاء المشردين اتخذت المجتمعات المتقدمة سلسلة من الإجراءات الوقائية لحماية هذه الشريحة من الانحراف عبر توفير "بيوت طعام المشردين" عن طريق تبرعات العوائل والمؤسسات الداعمة لهذا المشروع. وفي الوقت ذاته تقوم هذه المؤسسات –ومعظمها من مؤسسات المجتمع المدني- بتنظيم سلوك المشردين وإرشادهم بشكل متواصل ليكونوا بمستوى السلوك السوي للمواطن في تناول الطعام والملبس والتعامل بإيجابية مع الآخرين. وأكدت الدكتورة نهى الدرويش أهمية عدم التعامل مع هذه الشريحة بوصفهم أطفالا فقط وإنما أن نفكر بما سيقومون به في عمر الشباب من انحرافات وجرائم إذا ما تركوا بدون رعاية واهتمام، وهم يشكلون قنابل موقوتة في المجتمع.وتقترح المحاضرة تقديم المساعدة والحماية لهذه الشريحة عبر تنظيم ما يهدر من طعام في مجتمعنا، وفي مناسبات عديدة، لغرض تقديمه للجياع والمحتاجين فعلاً له، وحمّلت في هذا الجانب منظمات المجتمع المدني الجهات ذات العلاقة مسؤولية الاهتمام بهذا الموضوع عبر الاتصال برجال دين أو مؤسسات حكومية لتطبيقه بشكل إنساني يستفيد منه أكبر عدد من هؤلاء المشردين.وفي جانب آخر تقترح المحاضرة إطلاق مصطلح "فاقدو الرعاية الأسرية" بديلاً عن "أطفال الشوارع" لان هنالك الكثير من الأسر تترك أطفالها في الشوارع دون مراعاة لما يمكن أن يحصل لهم من انحرافات وتشوهات يصعب التحكم بمعالجتها لاحقاً، وطالبت النشطاء المدنيين بالعمل الجاد والبحث عن حلول ملائمة لهذه الظاهرة الخطيرة.. وأن يعملوا بصدق في وسط الشارع وألا يبقوا أسيري مكاتب الترف التي لا تقدم شيئاً في هذا المجال.وأشارت الدكتورة الدرويش إلى أن انعكاسات عمليات الطلاق التي تحدث في المجتمع واعتبرت الطلاق منتجاً كبيراً لهؤلاء الأطفال المشردين في الشوارع وسبباً في تعرضهم للأمراض النفسية والانحرافات الجنسية. فالأطفال في سن مبكرة لا يعرفون المعنى التجريدي لقيم الشرف والكرامة ولهذا هم بحاجة إلى تثقيف وتوعية أسرية ومجتمعية بهذه المفاهيم قبل أن نحاكمهم على سلوكياتهم الشاذة.بعدها قدم المحامي زهير ضياء الدين محاضرته عن الجانب القانوني الذي يخص ظاهرة "أطفال الشوارع" وأكد  على أهمية هذا الموضوع ودراسته وفق التشريعات القانونية . مشيراً إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر والنافذ عام 1948 هو أول وأهم وثيقة تبنت موقفاً صريحاً من الأطفال والتي نصت الفقرة (2) من المادة الخامسة والعشرين من الإعلان على "للأمومة والطفولة حق في رعاية ومساعدة خاصتين ولجميع الأطفال حق التمتع بذات الحماية الاجتماعية سواءً ولدوا في إطار الزواج أو خارج هذا الإطار"، وتطرق إلى اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1989 وشملت هذه الاتفاقية بتعريفها "كل من لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر". وقد صادق العراق على هذه الاتفاقية التي تضمن للطفل الحماية والرعاية اللازمتين لرفاهه. وبهذه الحالة فإن العراق ملزم بتنفيذ جميع موادها ولكننا نجد غياب دور الدولة في التصدي له

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الثروة الحيوانية في واسط..عملاق اقتصادي مهدد بالانهيار
محليات

الثروة الحيوانية في واسط..عملاق اقتصادي مهدد بالانهيار

 واسط / جبار بچاي يواجه قطاع الثروة الحيوانية في محافظة واسط تحديات كبيرة قد تدفع به نحو الانهيار، بعد أن كان القطاع الزراعي في المحافظة بشقيه النباتي والحيواني يسد نحو 35% من حاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram