بغداد / نبأ مشرق
في اليوم العالمي للغة العربية، نستعرض ماضيها العريق وحاضرها المليء بالتحديات، حيث تُعدّ اللغة العربية رمزًا للهوية الثقافية والتاريخية للعالم العربي.
ومع التحولات الثقافية التي فرضتها العولمة والانتشار الواسع للغات الأجنبية، تواجه اللغة العربية تحديات تهدد مكانتها في حياة شعوبها اليومية. وفي هذا الإطار، تواصلت (المدى) مع مجموعة من المفكرين والنقاد للوقوف على سبل الحفاظ على لغتنا الأم.
أساس الهوية الثقافية
يؤكد د. أحمد حسين الظفيري، الناقد الأكاديمي، أن "اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي جوهر الهوية الثقافية للأمة العربية". ويوضح قائلاً: "اللغة العربية كانت منذ العصور الإسلامية المبكرة وسيلة لفهم القرآن والشريعة، وأسهمت في نشأة علوم النحو والصرف والبلاغة".
ويشير الظفيري إلى أن أحد التحديات التي تواجه اللغة اليوم هو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز استخدام اللغات الأجنبية. كما دعا إلى تشريعات تدعم اللغة العربية، مثل تثبيت أسمائها في الأماكن العامة وتطوير المناهج التعليمية.
الإعلام وتعزيز اللغة
يرى الباحث في اللغة والإعلام محمد رضا مبارك أن وسائل الإعلام تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على اللغة العربية. ويقول: «برامج الأطفال باللغة العربية الفصيحة تُعدّ وسيلة فعّالة لنقل اللغة إلى الأجيال القادمة".
ويشدد مبارك على ضرورة تعزيز الفصحى في الإعلام، لا سيما في البرامج الترفيهية والتعليمية، مع إطلاق مبادرات ومسابقات تدعم استخدام العربية.
التعليم بوابة لحماية اللغة
يشير د. حازم هاشم، الشاعر والناقد، إلى أن التعليم هو الأساس في الحفاظ على اللغة العربية. ويؤكد أن ضعف تدريس العربية في بعض المدارس يهدد قدرتنا على التواصل الصحيح. ويقول: «اللغة تبدأ من المعلم، وعندما يستخدم الفصحى في التدريس، يتعلم الطلاب منها بالسماع والممارسة".
ودعا إلى ضرورة استخدام الفصحى في الجامعات والمدارس باعتبارها حجر الزاوية في نشر ثقافة اللغة العربية بين الطلاب.
من جانبه، يرى د. عماد جاسم، مستشار بيت الحكمة، أن الأدب والفنون يشكلان أدوات فعّالة للتصدي للتحديات الاجتماعية والثقافية. ويوضح: «الأدب ليس ترفًا فكريًا، بل علاج للأزمات الإنسانية، ويمنح الأمل في مواجهة التوحش التكنولوجي والعولمة".
وأضاف جاسم أن بغداد وبيروت، إلى جانب القاهرة، شكّلت مراكز ثقافية أثرت الفكر العربي، مشيدًا بدور أدباء مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة في تعزيز الهوية الثقافية.
وختم بالقول إن الرهان الآن هو على الأدباء والمثقفين لتوحيد جهودهم عبر معارض الكتب والفعاليات الثقافية، لإثراء مجتمعاتنا بالمعرفة والجمال.