محمود النمر ايّ نبوة حملتها يا صقر وأنت تحمل الشمس فوق رأسك الصغير بحجمه وهو يحمل داخله مرجلا عملاقا ًومصهراً عاطفيا ً،هل المصادفة القدرية تلك التي كانت في آخر ثماني قصائد بعنوان (مدفن الفراشات).. هل كنت تدل أرواحنا على فراشات روحك وهي تودعنا رويدا ً رويدا ً؟!
بهذه الكلمات الرثائية بدأ مقدم الجلسة الشاعر احمد جليل الويس الاستذكارية لرحيل الشاعر رعد عبد القادر التي اقامها نادي الشعر في اتحاد الأدباء،وكان اول المتحدثين الشاعر عبد الزهرة زكي الذي كان يسرد الذكريات عن صديقه الحميم وكيف كان يوم الثامن من كانون الثاني عام 2003 آخر يوم يلتقي فيه الراحل وقال : كان رعد خلال عاميه الأخيرين غالبا ما يأتي من عيادة طبيبه إلى مقهى الجماهير .. وكنت كثيرا ً ما أتحاشى سؤاله عن النتائج ..كنت أخشى سماع أخبار سيئة وأخشى عليه ان يبقيه مثل هذا السؤال في دوامة المرض .السؤال عن الشعر اكثر جدوى وقيمة خصوصاً ان رعد كان يكتب في العامين الأخيرين بشكل يومي تقريبا ً..في الفترة نفسها كنت أكتب (طغراء النور والماء)..كنت أحتاج إلى ان أقرأ جديدة بقدر حاجتي الى سماع رأيه وملاحظاته في النصوص التي أنجزها الذي لم أجد حين قررت طبعه ما اشرف به الكتاب سوى إهدائه إلى رعد عبد القادر الذي اطلع على الجزء الأهم من العمل الأول في الكتاب (نهار عباسي)وعلى جانب من العمل الثاني فيه (رواية الهدهد).وقرأ د. حيدر سعيد ورقة بعنوان (وجود مثلوم) جاء فيها : كيف لي أن أشكل صورة صديق ما (وشاعر بالأحرى)كيف لي ان أشكله بالمعاني والقيم والعبارة، ليستقيم لي حفظه ُ،.. لأتمكن من لحظته الهاربة،الشاردةُ بعيدا ً،والمخلِّفة فينا ذهولاً ، ونحن ننظر في أفق التاريخ ومفاصله ومنعطفاته . كيف لي ان أشكل صورة رعد عبد القادر ،صديقي الشاعر الراحل ،وأقبض على هروبه؟!وكان الشاعر نصير غدير يسرد ذكريات الراحل من بوصلة الشعر / سينتظرك عبدالزهرة / وسيبتسم / لن أبكي اذا جئت / ولن يبكي / سأترك قدمي العرجاء / في حدائق نورك /بقدم سليمة / تعال ودع السيارة والسكري .أما الشاعر زعيم النصار فقد كتب ورقة نقدية تشكلت فيها رؤى مروية عن شاعرية رعد والتي ضمّنها جزءاً من مقالة الشاعر الراحل التي نشرها في مجلة آفاق عربية تحت عنوان (الخيال وتنظيمة)((النقطة الأساس في شؤون الكتابة الشعرية هي الخيال ،والخيال بحسب ما أتصور هو نتيجة الطاقة العقلية المتفاعلة مع الواقع والقادرة على توليد المشاعر والأحاسيس والتصورات والأفكار.ويضيف : إن الواقع يمدنا بالخيال ولكن الخيال في النص الشعري يجعلنا نعيش حالة مزدوجة هي بين الاغتراب والالتحام ،إننا نعيد للواقع أشياءه ُ ولكننا نعيدها له نصوصا قد يتنكر لها ولكنها نصوصه بامتياز))وكان آخر المتحدثين الناقد علي حسن الفواز الذي قال ان رعد عبد القادر كان صانع شكل شعري وهذا الشكل الشعري يتشكل خاصة في مجموعته الشعرية التي خطها باليد الشاعر والناقد الجميل حكمت الحاج .
متابعات ..قوارب الأبدية فـي نادي الشعر.. رعد عبد القادر صقر فوق رأسه شمس
نشر في: 1 فبراير, 2011: 05:38 م