متابعة/ المدى
أفادت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الخميس، بأن الحرب المستمرة في غزة تخدم نظام نتنياهو الديكتاتوري وحلفاءه في الحكومة، فيما اشارت الى أن نتنياهو لا يريد انهاء الحرب.
وذكرت الصحيفة في مقال تحليلي: "لقد كان بنيامين نتنياهو مستعداً فجأة لوقف إطلاق النار في الشمال، بعد أن رفض طوال أشهر، أمّا في الجنوب، ما زال مصراً على استمرار الحرب".
أمّا في مواجهة إيران، فيواصل الخطاب الحازم ضد البرنامج النووي الإيراني من دون أن يتخذ أيّ خطوة عملية للتصدي له، وفق التقرير.
وأضافت الصحيفة، أن "المفتاح من أجل فهم كل تحركات نتنياهو هو خطته المتعددة السنوات التي يشاركه فيها مسؤولون كبار في الليكود، وفي أحزاب الائتلاف، من أجل إقامة نظام ديكتاتوري".
وأشارت الى انه "جرى توجيه هذه الخطة منذ سنوات مع تقدّم وتراجُع، الانقلاب الدستوري الذي بدأ في كانون الثاني 2023 من خلال المبادرة إلى تغيير قوانين أساسية تُضعف السلطة القضائية، كان خطوة علنية، وكانت الخطوات الأخيرة إصدار قوانين تقضي بإلغاء هيئة الإذاعة والتحركات من أجل إقالة المستشارة القانونية للحكومة، والتي تُعتبر معارِضة لـ نتنياهو، كأن المقصود حكومة ديمقراطية شرعية، وليس حكومة تريد إقامة نظام ديكتاتوري".
ولفتت الصحيفة الى، أن "نتنياهو ألحق الضرر بإسرائيل وهو يُلحق الضرر بها بذرائع الحرب، وبدأت الأبعاد السياسية والأمنية لخطته تتحقق منذ عودته إلى السلطة في سنة 2009".
لقد دفع نتنياهو بخطته قدماً بالتدريج، بالتنسيق مع وزراء الدفاع الذين خدموا إلى جانبه، وعمل نتنياهو عن قصد من أجل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وفق الصحيفة.
ولفتت الى، أن "السباق النووي مع إيران، الذي مع زيادة احتدامه، سيطلب نتنياهو التخلي عن سياسة الغموض النووية الإسرائيلية، يمكن أن يدفع بالمنطقة بأكملها إلى سباق على التسلح النووي، وتحويل المنطقة عن مسار التقدم نحو السلام".
ومضت الصحيفة الى، أن "الجيش الإسرائيلي والأذرع الأمنية ووزير الدفاع خُدعوا في 7 أكتوبر 2023، ولم يتوقعوا هجوم حماس، لكنهم أيضاً لم يكونوا ليتوقعوا هجوم حزب الله على الجليل في ذلك النهار، نظراً إلى احتفاظهم بقوات كبيرة في الضفة الغربية، والمفاجأة خدمت نتنياهو من خلال كبح مساعي التطبيع مع السعودية، أو الدفع قدماً بالسلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين".
وبينت أن "الحرب المستمرة تخدم نظام نتنياهو الديكتاتوري وحلفاءه في الحكومة، وبقيت جبهة أخرى في مواجهة نتنياهو، يجب أن تستمر الحرب فيها، لمنع أيّ عودة إلى مسار التسوية مع الفلسطينيين والسلام الإقليمي، وفي مركزه التطبيع بين السعودية وإسرائيل، أي الحرب ضد حماس، نتنياهو لا ينوي إنهاءها، لأن معنى إنهاء الحرب واستعادة الأسرى نهاية الخطة لبناء نظام ديكتاتوري، وسقوطه شخصياً، فالصراع بشأن إنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة مخطوفين هو أيضاً صراع من أجل الديمقراطية".