اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أسئلة فـي صناعة الدولة والهويّات والمجتمع

أسئلة فـي صناعة الدولة والهويّات والمجتمع

نشر في: 2 فبراير, 2011: 05:24 م

علي حسن الفواز(2 - 2) الحداثة والأصوليات مقاربة قبول الحداثة كفعالية انسانية في مواجهة اوهام العودة الى الاصوليات التقليدية، تعني  تقديم كل العوامل التي تسهم في تنمية الحراك والتوافر على اسبابه، بما يعزز دور القوى الجديدة في المجتمع وفي الدولة، وفي المنظومات المنتجة لشرعنة مقدمات الفكر الحداثوي وادوار المبشرين بخطاباته ومعارفه والذين يتمثلون لكل ماتطرحه الثقافات المعاصرة من مناهج واتجاهات تدخل في مجال التنمية الثقافية والتعليمية والمعرفية، والتي يعدّها البعض من اصحاب الاصوليات بانها تمثل صورة للتبشير بـ (الليبرالية)الثقافية والسياسية والاقتصادية،
والتي تبدأ اساسا من الانفتاح على اسئلة الحداثة وعلى قيم الحريات العامة والخاصة، ولاتنتهي عند اثارة المزيد من الصدمات في سياق مواجهة نمطيات الثقافات الرجعية والتكفيرية، تلك التي اسهمت وسط الفراغ في انتاج الكثير من مظاهر التطرف والتكفير والغلو، وصولا الى اشاعة النزعات الانتحارية والعنفية التي هددت مفاهيم الامن الثقافي، وهوية الدولة والمجتمع الجديدين باعتبارهما خصمين مكشوفين للنمط التقليدي من الثقافات التي تبشر بهيمنة ثقافات الجماعات والفرق على غيرها من جماعات اخرى.يمثل مشروع فاعلية الدولة الوطنية المحكومة بالدستور وقيم الشراكة أفقاً إنسانياً لتنمية المجالات المفتوحة لادراك القيمة الحقيقية والجوهرية لهذه الدولة ولأمنها الثقافي والحقوقي والتشريعي، والذي يمثل لدينا مصدرا مهما من مصادر هذا التشريع كما ورد في الدستور العراقي الجديد، باعتبار ان الدين الاسلامي هو دين الاغلبية اولا، فضلا عن انه دين ذو مرجعيات تاريخية وثقافية مهمة تكرس قيم  السلام والرحمة والتآلف والتآزر، وبالتالي إعطاء القوى الفاعلة المتشاركة في المجتمع دورها في مواجهة تحديات جديدة لم تكن مألوفة، أي تبني مشروع الدولة بكل ماتعنيه من سياقات ومنظومات متعددة للادارة والحقوق والتنمية والعلاقات الدولية، وهذا الاتجاه يفترض بالضرورة الكثير من الخبرات والمهارات والامكانات المادية والبرامجية لتنشيط الواقع وتفعيل القوى المنتجة لاسبابه، فضلا عن تمكين الفعاليات الثقافية من اداء ادوارها بوعي وحرص ودراية. اذ لم يعد الفعل الثقافي قرينا بالنوايا الطيبة، وقرينا بمزاج السلطة او الحاكم او(منظم الحفلة) لكي يصمم برنامجا ثقافيا يمثل في هذا السياق جهدا تكميليا لافائدة له سوى الاستعراض وتطرية المزاج، وتذكير الحاكم بانه الحاكم وان المثقف الشاعر او غيره هو المغني فقط!!هذا التوصيف اسقط ايضا دورا ظل مكرسا ومشيئا للفعل الثقافي، دورا لاهمّ له الاّ ان يكون هذا الفعل صالحا او نافعا او ذات قيمة او حافظا للهوية والمعنى او ان يكون جزءا من انتاج الحياة او الجمال او بناء الوعي والموقف، كل همّه ان يعيد انتاج  دور موظف الديوان.. ان اعادة انتاج الفعل الثقافي يعني اعادة انتاج الكثير من الافكار والمواقف والخنادق، لان هذه المنتجات هي(بضاعة) البيئة الثقافية، وان العمل على تكريس توصيفها وتأهيلها وايجاد السياقات الفاعلة لها، يعني ايضا التوافر على ما يمنحها القوة والمشروعية والفعل..ومن هنا نجد اهمية  ابراز قيمة النهوض بالميدان الثقافي وادراك قيمته في تعزيز وظيفة الدولة والمجتمع وفي تكريس توصيفها المدني القانوني والحقوقي. فالمثقفون تاريخيا ظلوا بعيدين عن(التوصيف) وانهم متهمون بالسلبية، ناهيك عن ان اغلبهم كانوا منخرطين في الايديولوجيا، او في السلطة او المنافي، لذا هم لا يتحركون في الفراغ ولا يعومون في سديم، انهم جزء من الحياة وجزء فاعل في انتاج محركاتها وموجهاتها، وهذا مايبرّز  تجليات الميدان، أي إبراز ظواهر المكان والجمهور الذي تستهدفه الرسالة الثقافية، اذ لا رسالة بدون منتج ومحتوى وكذلك بدون جمهور، فضلا عن ابراز القوة الفاعلة التي تنظم الحراك الثقافي، وتتعاطى مع اشكالات النسق الثقافي اي(السلطة)و(المجتمع) واللذين يمثلان مصدر القوة التي تسهم في تعزيز الفعل الثقافي داخل المكان وبين الجمهور، وبما يمنحه الاثر الذي  يملك عناصر موجهات التغيير في نمط الحياة والتفكير وفي عادات المعيش.هكذا طروحات تدخل في اطار التحولات التي باتت تواجهها الدولة الجديدة، لان هذه الدولة تحولت الى واقع حال، بقطع النظر عن بعض تشوهاتها الداخلية، فضلا عن انها اضحت جزءا من سلسلة من المعطيات التي تواجه العالم المعاصر في ظل تغييرات دولية وإقليمية، والذي بات يشترط واقعا اقتصاديا وسياسيا مغايرا، فضلا عن اشتراطه لمنظومة مغايرة من الاتصال مع جمهور مختلف ومع واقع متفجر وقوى اجتماعية وسياسية ودينية منفعلة، لان هذا الاتصال يمثل استجابة لاهداف ايصال معرفة وخطابات جديدة الى مستخدميها الجدد الذين لايعرفون سابقا هذا النمط الاتصالي اولا، وكذلك الى جمهور خارجي عبر الرسائل الاعلامية، ظل خاضعا لموجهات اعلامية معينة وذات مرجعيات وانماط سياسية وفكرية واثنية ودينية محددة ثانيا. ثمة من يدرك ان لهذه الطروحات معنى استثنائياً ومغايراً في تكوين وعي اتصالي يقوم بين مرسل جديد ومرسل اليه غير منسجم مع الرسالة، اي انه يدخل في وظيفة صادمة لمفهوم الاعلام بمعناه السسيوسياسي، لكن هذا(المدرك) من هذه الرسالة الاعلامية الجديدة يضع الوعي الاجتماعي امام مسؤوليات اكثر خطورة، اذ تتجاوز عقدة الكثير من الصراعات، بما فيها مايتعلق بمشكلة الصناعة الثقافية وطبيعتها التقليدية الساكنة تاريخيا في العراق، والتي سترتبط بتعقيدات خطيرة، منها م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram