د. أثير ناظم الجاسور
هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من حياتهم لاسفل سافلين، إلى كل حاكم نام قرير العين وشعبه بين جائع يفتقر لابسط سبل الحياة من الصحة والتعليم والعدالة ومن قتلت افكارهم وأملهم بأن يكونوا جزء من صناعة وطن يحلم به الجميع، الى كل من تعامل مع شعبه كل حسب ولائه فنال من القسم الذي حاول بالفكرة أن يُصحح مسار حياة شعب فباتوا بين السجون والمعتقلات، إلى كل حاكم جعل من استمراره في السلطة شيء مهم لابد منه وحياة شعبه وطموحهم وتوقهم للحياة الكريمة لاشيء، إلى كل من حول بلاده إلى سجن كبير إلى معتقل للافكار والحريات وحط من قيمة الحقوق، رسالة تتوجه بالقول ما انت سوى لحظة سوداء عابرة في حياة شعبك توسعت وتمددت فكانت اعوام من الموت اللا منتهي بفضلك انت، ضرورات رحيلك وانتشال كل سوء متعلق بك هو بداية جديدة حتى وان كانت غير واضحة المعالم، فهذه دورة الحياة التي يعيشها الانسان حالة طبيعية ترحل انت ويأتي غيرك مهما طالت المدة، فالظلم والطغيان والجبروت والقسوة ما هي إلا مستوى قياس ضعف تتناسب مع من لا قيمة لهم، نعم كل من يُعذب انسان في العالم لا قيمة له فهو مجرد رقم سالب مهما كبر يبقى صفراً، مشكلتكم أنتم الطغاة لا تعرفون كيف الإفادة من التجارب وكسولين في تحقيق العدالة واقلامكم خفيفة جداً وهي توقع على حكم
الموت، مشكلتكم مع التاريخ فأنتم قراء سيئين جداً لا تحاول فهم التجارب سوى انكم نسخة بائسة من تجارب لم يعد يذكرها التاريخ الا للموعظة والعبرة، أنتم الطغاة صمٌ لا تسمعون سوى صدى أصواتهم الخشنة الغير مفهومة، عدم القدرة على فهم الآخرين قد لا يكون غباء بقدر ما هو تعالٍ من نوع آخر اشبه بالمرض وأنتم بكل تأكيد لا تمتلكون القدرة على فهم غير ما يحاول عقلكم تصديقه، فالنقد والتحليل والتفسير والممكن والممكنات والمهم والاهم والتصحيح والحديث عن تجارب حياة كريمة كلها عبارات خطرة لا تتوافق مع اسلوب حياتكم كطغاة، ساعدت سياساتكم التي اتبعتم في مراحل مختلفة وهي بالتأكيد سياسات غير منطقية إلى انحطاط القيم الإنسانية وكل ما يتعلق بحياة وقيم المجتمعات، ولم تُسيطر اس مفردة نافعة طيلة تواجدكم غير مفردات المال والسلطة على كل المشاهد.
بالمحصلة سنحدثك ايها الحاكم بصراحة كبيرة بعد أن نصبت نفسك آله في الارض عن مجموعة من القواعد والمخرجات النهائية التي قد لا تعرفها أو تعرفها وتحاول ان لا تصدقها.
اولاً: قد تكون الشعوب خاملة لما حل عليها من مصائب اولها انت مروراً بساديتك وسلوكك العنفي الذي من خلاله تُحاول أن تستمر، لكنها لا تنسى أنك سترحل بالمحصلة ستعمل جاهدة على ان تنفجر بوقت تكون انت مستتر بجرمك ومجرميك.
ثانيا: كل سياساتك التي بنيت عليها افتراضات بقائك هي بالحقيقة لا تعد سوى مراحل تأكل حكمك من الداخل سواء برضاك أم بعدمه.
ثالثاً: كل من حولك من عسكر ومثقفين ومُداح واولئك السائرين على دربك هم بالحقيقة الجسر الذي بالنتيجة ستعبر من خلاله إلى جحيم جعلك اول القتلة.
رابعاً: كل الصور التي رسمتها اجهزتك القمعية وهي تعذب وتقتل وتستجوب كل من لم يشاركك الرأي هي ليست بالأدلة القانونية والإنسانية بقدر ما هي الخطوط العريضة التي تكتب مستوى فقدانك للشعور الانساني، وتحولك إلى كائن حتى لا يقارن باي مخلوق على وجه البسيطة.
خامساً: قد تجد من يُساندك من خارج الحدود سواء دول او منظمات كل حسب حاجته منك ولوجودك، لكنهم باللحظة التي ستتحول عبأ عليهم ستكون اول الراحلين بعد ان يتم محوك من اجنداتهم واهدافهم.
سادساً: ستكون بالضرورة متصدراً لوسائل الاعلام والصفحات الإخبارية والقنوات، لكن هذه المرة ذلك الضعيف الذي فشل في ان يكون نموذجاً كما كان يتصور، وستتوالى التقديرات السياسية والعسكرية التي تحلل مديات نهاياتك.
سابعاً: سترحل وهذا امر حتمي وسترحل معك كل امجادك وانتصاراتك الزائفة، ولم يبق منك سوى ذكريات أليمة عاشها شعب من الشعوب تواق للحرية، ستكون انت وغيرك خارج خارطة التفكير الإنساني بكل ما لها وما عليها، وستنتصر الشعوب حتماً وتنال مبتغاها حتى وإن كان هذا الانتصار ملون بالدماء والاجساد المتناثرة بعدك فنتائجك كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي بالمحصلة حاصل جمع سياساتك التي تُرجمت تحت مسمى اثمان الخلاص منك.