TOP

جريدة المدى > سياسية > عودة الصدر لـ"المعترك السياسي" يلفها الغموض.. جمود في المشهد وأحداث المنطقة قد تغير المواقف

عودة الصدر لـ"المعترك السياسي" يلفها الغموض.. جمود في المشهد وأحداث المنطقة قد تغير المواقف

نشر في: 24 ديسمبر, 2024: 12:03 ص

بغداد/ يمان فليح
بظل التطورات الاخيرة على الساحة الاقليمية وما خلفته من ردود افعال على العراق، انطلاقا من حرب غزة، مرورا بأحداث لبنان، وصولا الى سقوط نظام الاسد في سوريا، تترقب الاوساط السياسية والشعبية العراقية، السيناريوهات المتوقعة للعملية السياسية الجديدة، وبالأخص موقف التيار الصدري الذي اعتكف ميدان السياسة وظل مراقبا للأوضاع من اعلى القمة.
وفي الخامس عشر من حزيران لعام 2022، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من العملية السياسية في البلاد وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة "الفاسدين"، وفق تعبيره.
وجاء إعلان الصدر خلال اجتماعه في النجف بنواب الكتلة الصدرية الذين قدموا استقالتهم من البرلمان بعد 8 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية لم يتمكنوا خلالها من تشكيل حكومة عراقية.
الاوضاع التي يمر بها العراق مؤخرا خاصة بعد سقوط نظام بشار الاسد، قد تدفع الصدر، الى العودة مجددا الى معترك السياسة، الا ان الاشارات الصادرة من الحنانة غير واضحة، والخطوات غير ملموسة، وهو ما قد يزيد من فترة "الانعزال".
وبهذا الصدد، أكد رئيس مركز بغداد للدراسات، مناف الموسوي، أن الاوضاع في المنطقة عموما والعراق خصوصا، قد تكون محط اهتمام واضح لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
وفي حديث لـ(المدى)، قال الموسوي، إن "التيار الصدري لا يمكن ابعاده بشكل عام عن التحديات والمخاطر التي تمر بها المنطقة والعراق"، مؤكداً: "عدم وجود اي اشارات واضحة لوجود حراك لعودة التيار الصدري الى العملية السياسية".
ولفت الى، ان "التيار الصدري لم يعيد الهيئة السياسية الى الان، وعلى الرغم من انه بدأ بعنوان جديد (التيار الوطني الشيعي)، الا انه لم يعتمده بشكل رسمي لدى منظمة الأحزاب".
خلال انسحاب التيار الصدري الاخير من العملية السياسية، توعد مقتدى الصدر بـ"عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة بوجود الفاسدين"، حيث قال امام كتلته النيابية: "هذا عهد بيني وبين الله وبيني وبينكم ومع شعبي إلا إذا فرج الله وأزيح الفاسدون وكل من نهب العراق وسرقه وأباح الدماء".
وبشأن السيناريوهات المتوقعة امام التيار الصدري للمشاركة بالانتخابات المقبلة، أكد الموسوي، ان "عودة التيار الصدري بشكل رسمي الى العملية السياسية والمشاركة بالانتخابات، حينها سيوضح كيفية دخول التيار الصدري، فهل يكرر سيناريو 2021 ويدخل بمفرده ام سيلجأ الى التحالفات كما في 2018".
واستطاع التيار الصدري، الذي دخل بقائمة منفردة خالية من التحالفات السياسية، من الحصول على 73 مقعدا خلال الانتخابات البرلمانية التي اجريت عام 2021، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وعن شعبية التيار الصدري بعد الانسحاب الصدر من العملية السياسية، اوضح رئيس مركز بغداد، أن "شعبية الصدر تزايدت خاصة في الاشهر القليلة الماضية بعدما حاولت بعض الاطراف تفكيك وتشتيت القاعدة وخلق الصراعات"، مبينا أن "الاحداث الاخيرة في المنطقة واخطاء الكتل السياسية والفساد المستشري، تؤكد ان انسحاب عملية الصدر من البرلمان كانت ناجحة، ووسعت قاعدته".
زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، دائما ما كان يوجه سهام انتقاداته نحو الكتل السياسية التي تتسيد الموقف والقرار البرلماني والتنفيذي بشكل عام دون تحديد، وهو ما دفعه لوصفهم بـ"الفاسدين" في العديد من المرات، مقدما عدة شروط للموافقة على العودة الى قبة البرلمان.
بدوره، يوضح الباحث بالشأن السياسي، مجاشع التميمي، الشروط التي قدمها مقتدى الصدر للمشاركة في المشهد السياسي والدخول بالسباق الانتخابي.
وقال التميمي، إن "الصدر قدم شروطا من أجل مشاركته في المشهد السياسي والدخول بالانتخابات المقبلة"، لافتا الى أن "الشروط تتعلق بإصلاح النظام السياسي في العراق عبر مغادرة مشروع التوافقية وإجراء إصلاحات حقيقية على النظام السياسي، وفي مقدمتها الذهاب إلى قانون انتخاب منصف وعادل ويحظى بمقبولية من العراقيين".
"مجموعة أخرى من الشروط التي تتعلق بحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد الإداري والمالي ونبذ الانتماءات الخارجية"، بحسب التميمي
وتوقع الباحث بالشأن السياسي: "عودة السيد الصدر إذا تحققت هذه الشروط لان المرحلة المقبلة هي واحدة من أصعب المراحل التي مر بها النظام السياسي في العراق لذلك عودته مهمة جدا ويجب أن تعمل القوى السياسية على تحقيق ذلك".
في الأشهر الماضية، أعلن مقتدى الصدر عن تغيير تسمية تياره إلى “التيار الوطني الشيعي”، مؤطرًا نفسه في صورة السياسي القومي المُدافع عن حقوق الشيعة ومهندس لوحدة الطائفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

خارطة مبكرة للتحالفات الانتخابية.. إحياء
سياسية

خارطة مبكرة للتحالفات الانتخابية.. إحياء "العراقية" وقائمة لـ"الفصائل"

بغداد/ تميم الحسن انطلقت في العراق سلسلة من التحالفات الجديدة استعدادًا للانتخابات التشريعية المقبلة، المتوقعة نهاية العام الحالي 2025. ويعود في هذه التحالفات اثنان من "شيوخ القوائم" الذين كانوا قد رَعوا في تجارب سابقة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram