 ذي قار/ حسين العامل

كشف مصدر أمني مطلع عن تسجيل 120 نزاعًا عشائريًا في محافظة ذي قار خلال عام 2024، حيث تم حسم 90% منها. وأرجع المصدر أسباب العديد من النزاعات إلى شح المياه، الخلافات على الأراضي الزراعية، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

تفاصيل النزاعات وأسبابها
أوضح المصدر في تصريح لـ(المدى) أن "قسم شؤون العشائر في ذي قار سجل نحو 120 نزاعًا عشائريًا هذا العام، وقد تم حسم 90% منها حتى الآن". وأكد أن "النزاعات المتبقية لم تُحسم بعد بسبب قضايا قانونية، مثل انتظار التنازل عن الشكوى، الإصرار على إلقاء القبض على الجاني، أو وجود الجاني خارج المحافظة أو البلاد".
وفيما يتعلق بأسباب النزاعات، أشار المصدر إلى أن "بعضها يعود إلى خلافات حول الأراضي الزراعية غير المستصلحة وغير المشمولة بالعقود الزراعية، حيث تتسبب هذه الحالة في تجاوز طرف على الآخر". وأضاف: "شح مياه السقي والتجاوز على الحصص المائية يؤدي أيضًا إلى نزاعات، خاصةً عندما يكون أحد طرفي النزاع قريبًا من مصدر المياه والآخر في نهايات النهر".
وتحدث المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه عن نزاعات ناجمة عن بيع وشراء المركبات والتلاعب في بياناتها وموديل وسنة تصنيعها او إخفاء عيوبها، مشيرا الى ظهور عيوب شرعية عقب فترة من صفقة البيع هو ما يثير المشاكل والنزاعات التي تستدعي تدخل الاخيار من رجالات العشيرة وقسم شؤون العشائر خشية من تطور تلك المشاكل".
مشيرا الى بروز مشاكل وشجار يتحول الى نزاعات بسبب لعبة كرة القدم والتعصب في تشجيع فريق رياضي على حساب فريق اخر وهذه السلوكيات لا تنسجم مع الروح الرياضية على حد قوله.
وأشار المصدر الى مشاكل أخرى تتعلق بالقروض الربوية مبينا ان "هذا النوع من النزاعات لا يتدخل فيه قسم شؤون العشائر وفق توجيهات مركزية كونها مخالفة للشرع واعراف وتقاليد المجتمع"، مؤكدا تسبب القروض الربوية بجرائم قتل وانتحار".
وعن حجم النزاعات الناجمة عن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي قال المصدر ان " التواصل الاجتماعي تحول في بعض الحالات الى تقاطع اجتماعي بسبب سوء الاستخدام او التعليق المستفز او حالات الابتزاز او التحرش "، مبينا ان " ذلك بات يتسبب بمشاكل اجتماعية وامنية وعشائرية".
ويجد المصدر ان "المشاكل تتناسب طرديا بحسب استخدام المناطق لشبكة مواقع التواصل الاجتماعي فكلما ازداد عدد المستخدمين زادت المشاكل "، مبينا ان " البعض يستخدم صفحات وهمية للتسقيط ومهاجمة الاخرين وهذه تسبب بالمزيد من المشاكل التي اخذت تشغل القضاء والأجهزة الأمنية بالبحث عن مصدرها".
وأستطرد كما هناك مشاكل ناجمة عن الألعاب الالكترونية كلعبتي اللودو والبوبجي التي يكون فيها التعارف الالكتروني بين أطراف اللعبة منطلق لمشاكل لا أخلاقية وزيجات فاشلة سرعان ما تؤدي الى الطلاق. وأردف "إذا فسدت المقدمات فسدت النتائج".
وتحدث المصدر عن "طوابير امام قاضي الأحوال الشخصية ناجمة عن حالات الزواج عبر العلاقات الالكترونية".
مشيرا الى ان "قضايا الابتزاز الالكتروني في ذي قار تقلصت في الآونة الأخيرة بفعل أداء الأجهزة الأمنية المختصة"، وأردف "يمكن القول ان ذي قار أفضل حالا من بقية المحافظات في هذا المجال".
وخلص المصدر الى القول ان "كل نزاع في المجتمع بات يسمى نزاع عشائري كحوادث الدهس او خلاف على نشر في مواقع التواصل الاجتماعي اذا تسببت باذى شخص معين"، مبينا ان "اي قضية فيها طرف جاني وطرف مجنى عليه يطلق عليه نزاع عشائري وليس شرطا ان يكون النزاع ناجم عن قضية قتل".
مشيرا الى ان " اخر نزاع تم التوصل لحله وفق الأعراف والسنائن العشائرية كان طرفي النزاع فيه احدى عشائر البصرة والأخرى من ذي قار حول حادث دهس تسبب بعاهة مستديمة"، لافتا الى ان "قسم شؤون العشائر أسهم مع شيوخ ووجهاء العشائر بالتوصل لحل النزاع المذكور".
يذكر ان قسم شؤون عشائر ذي قار قد أعلن اواخر عام 2023 عن حسم 122 نزاعا عشائريا بصورة نهائية منذ منتصف كانون الاول 2022 وحتى ايلول 2023، مبينا ان "النزاعات المحسومة تتعلق بحالات قتل وتجاوز على الاراضي الزراعية ونزاعات الملكية".
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من مسلحي العشائر.
واعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار في (منتصف نيسان 2023) عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة في حينها وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وكان اهالي ووجهاء قضاء الاصلاح قد حذروا في (اواخر ايلول 2023) من مخاطر تجدد النزاعات العشائرية في القضاء المذكور، واشاروا في بيان تابعته (المدى) في حينها الى تداعيات النزاع الذي نشب في منتصف العام المذكور بين العشيرتين المتنازعتين وأسفر عن اعمال حرق وقتل واغتيال.
وكشفت بيانات المؤتمر الامني التاسع لقيادة شرطة ذي قار الذي عقد (مطلع شباط 2022) على قاعة مركز تدريب الشرطة وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين والقادة الامنيين وممثلين عن محكمة استئناف ذي قار عن ارتفاع في معدلات الجريمة بواقع 17% خلال عام 2021، وفيما اشارت الى ارتفاع في جرائم الانتحار والمخدرات والسرقة، وانخفاض في جرائم القتل العمد.