يسمح فيلم The American لجورج كلوني بأن يلعب دور رجل يحدد بدقة شخصية الساموراي. الخطأ المميت عنده كأي ساموراي آخر هو الحب. بغض النظر عن ذلك فإن فيلم The American مثالي: مختوم و كتيم و دقيق، مع تركيز ضيق لدرجة كونه محدد فقط من خلال مهاراته و معلمه. نشاهد هنا فيلماً مثيراً يظهر دقة الدراما اليابانية، وشخصية غير قابلة للاختراق لتساوي شخصية آلان ديلون في فيلم "الساموراي" للمخرج جان بيير ميلفيل.
يلعب كلوني دور شخصية اسمه جاك أو ربما أدوارد. إنه واحد من أولئك الأشخاص الذين بأمكانهم تجميع الأجزاء الميكانيكية عن طريق الإحساس و الغريزة، بتعبير آخر انه موهوب بالفطرة. وظيفته هي صنع أسلحة خاصة لجرائم خاصة. يعمل لصالح بافيل ( جوهان ليسون الذي يبدو كأنه الممثل سكوت غلين كأنه أصيب بالجفاف تحت أشعة الشمس). في الحقيقة قد يصح إن قلنا انه "يخدم" بافيل لأنه يؤدي الأوامر بدون أي سؤال مما يمنحه ولاء الساموراي.يختار بافيل مهمة لجاك .تتضمن اللقاء في أيطاليا مع امرأة اسمها ماتيلدا (ثيكلا روتن).يجري اللقاء في مكان عام، حيث تحمل هي ورقة مطوية تحت ذراعها، الطريقة الكلاسيكية في أفلام الجواسيس. يبدأ حوارهما بكلمة واحدة: "المدى؟" و تستمر الى مواصفات السلاح المطلوب. بدون أي نقاش حول الغاية و الكلفة و أي شيء آخر .يفكر جاك بإيجاد غرفة في قرية إيطالية صغيرة أعلى التل، لكن يساوره الشك حول ذلك. من ثم يعثر على واحدة أخرى. نعلم منذ بداية الفيلم المذهلة من أن هنالك أناساً يريدون قتله. في القرية الأخرى يقابل كاهن القرية السمين الأب بينيديتو (باولو بوناشيللي) . و يقابل من خلاله ميكانيكي المنطقة و يدخل الى محله و يعثر على كل الأجزاء التي يحتاجها لصنع كاتم الصوت للسلاح.يعثر في القرية كذلك على عاهرة اسمها كلارا (فيولانتي بلاسيدو)، التي تعمل في مبغى قد تكون مفاجأة أن يتوفر في قرية صغيرة كهذه. يعيش جاك، أو أدوارد، وحيداً ويمارس التمارين الرياضية و يحتسي القهوة في المقهى و يعمل على تجميع السلاح وهلم جرا. محادثاته التلفونية مع بافيل مقتضبة. و يكتشف بأن هناك ناساً يتبعونه و يحاولون قتله.ترتكز الدراما في هذا الفيلم بمجملها على كلمتين : السيد فراشة. يجب علينا أن نكون يقضين جيداً حتى ندرك أنه لمرة واحدة، ولمرة واحدة فقط في الفيلم، ينطق بهذين الكلمتين عن طريق الشخص الخطأ. نتيجة لذلك فإن الفيلم كله و جميع علاقاته تبدأ بالدوران. شعرت بالارتفاع النفسي بسبب هذا التفصيل. من النادر أن ترى فيلماً مصاغاً بهذه الدقة، مركباً كالسلاح بهذا الصبر، حيث أنه عندما تسمع الكلمتين كأنك تسمع قصف الرعد. من الممكن لفيلم من درجة أدنى أن يخفض من هذا التأثير بإستخدام مؤثرات صوتية مصاحبة لتكبير مفاجئ للصورة أو يقطع الى لقطة تظهر الممثل في حالة صدمة. هذا الفيلم يفعل ذلك بأسلوب جميل للغاية. بأسلوب الزن التأملي إذا تحب. مخرج الفيلم هو الهولندي أنتون كوربين ، أعرفه من فيلمه “ Control “ لعام 2007 الذي يحكي قصة يان كرتيس، المغني في فرقة Joy Division الذي أنتحر في عمر 23 سنة. عمل كوربن بطريقة أخرى في الأغاني المصورة. كأنه أغنية قليلة الكلمات كما هو الحوار في الفيلم. ليس هناك أي لقطة خاطئة. كل أداء متحكم فيه بشدة. كلوني تحت تأثير تمثيله بالكامل. يظهر أحيانا وهو يمضغ قطعة علكة صغيرة، أو لربما يكون لسانه !الحب هو نقطة ضعفه. العاهرة كلارا لا يجب أن تكون موضعاً للثقة. نستشعر لماذا هو يميل للعاهرات لأنه ارتكب خطأ في العلاقة التي تظهر في بداية الفيلم. طبيعة عمله لا تسمح له بالثقة بأي كائن. لكن كلارا قد تكون مختلفة. لا تزعم مما ذكرت أنها ليست مختلفة. من الممكن ذلك. ينتهي الفيلم كما تنتهي الساعة الميكانيكية حينما تصل الى الدقة النهائية الحاسمة.
The American الحب خطـأ السامــوراي
نشر في: 2 فبراير, 2011: 06:35 م