الموصل/سيف الدين العبيدي
صدحت كنائس نينوى بصوت الاجراس والقداديس خصوصاً في قضاءي الموصل والحمدانية لمناسبة عيد الميلاد المجيد، بعد ان غاب عن المدينة العام الماضي بسبب واقعة قاعة الزفاف، ام الربيعين شهدت اقامة قداسين اثنين فقط واحد للكلدان في كنيسة مار بولص والثاني للسريان الكاثوليك في كنيسة البشارة في الظل التواجد القليل للمسيحيين في الموصل، مع نصب شجرة الميلاد لأول مرة منذ ١٠ سنوات في كنيسة الطاهرة التي تعد واحدة من أقدم كنائس نينوى والتي ستفتح عن قريب بعد اعادة اعمارها.
اما في قضاء الحمدانية الموطن الاكبر للمسيحيين في العراق شهدت ايقاد شعلة الميلاد عشية العيد، التي تتضمن ايقاد النار على كوم من الحشائش ويحوم حولها المسيحيين مع الشمامسة بزيهم الكنسي حاملين الشموع حول الشعلة وعلى إيقاع الصنوج والألحان السريانية، يعقبهم بعد ذلك الكاهن المحتفل حاملاً الصليب، وبعد ذلك يقومون بإيقاد الشعلة.
في المقابل عمل ريفان باسم مؤسس متحف بيت بغديدا للتراث السرياني في الحمدانية على إطلاق مبادرة (عربة الميلاد) أعدها بنفسه، وبمساعدة ١٥ متطوعا اخر معه مرتدين بدلة الخاصة بشخصية بابا نؤيل، حيث اضاف للعربة الرموز الدينية وآيات من الإنجيل، وهذه العربة يجرها حمار وتوزع الهدايا والحلويات على الاحياء والاطفال في قضاء الحمدانية، ويقول باسم للمدى ان هذه المبادرة اطلقها قبل سنوات كانت عبارة عن سيارة تجول في الاحياء وتوزع الهدايا ولكن هذه السنة جعلها على الطريقة القديمة التي كانت موجودة قبل ٥٠ سنة.
الى ذلك يقول زيد عجاج في حديثه للمدى ان الموصل متعطشة لتواجد المسيحيين الذين ما زالوا مضطهدين ولا يوجد لديهم اي دافع للعودة للمدينة وأصبحوا اقل من تسمية الاقلية، ويتمنى ان تكون هناك مبادرات حكومية في اعادة بناء منازل المسيحيين المهدمة الى جانب الكنائس واعادة العوائل اليها وتعويضهم، وان هناك الكثير من المسيحيين ذات واقع معيشي بسيط ولا يملكون امكانية مادية لإعادة ما تهدم، وان يكون هناك تحرك حكومي جاد نحو المكون المسيحي وان لا يبقوا فقط في تقديم المجالات.
من جانبه أكد المطران ميخائيل نجيب في حديثه للمدى انه منذ التحرير اقام العشرات من القداديس في الموصل وهذا الامر جعل ان يبث الامل في داخل بالعودة للمدينة، ويرى اليوم ان ام الربيعين تزهو بالأمان لكن تحتاج لدوافع كثيرة لإعادة المسيحيين اليها مجدداً منها منح التعويضات للمتضررين من الممتلكات وتخصيص درجات وظيفية وفرص عمل، وبين ان رسالة المسيح هي السلام والامان لكل البشرية. القنصل الفرنسي بالموصل جان كريستوف كان حاضراً لتهنئة المسيحيين، واكد للمدى انه دائماً ما يتواجد خلال الاعياد سواء عيد الميلاد المجيد او عيد الفصح وهذا يعتبره جزء من التزاماته امام محافظة نينوى، وبين ان ام الربيعين اليوم تزهو بالاستقرار الامني والاجتماعي، ويأمل بالعودة الكثيفة للمسيحيين لقضاء الموصل مجدداً.