ترجمة / حامد أحمد
مع حلول أعياد الميلاد للطائفة المسيحية في العراق والعالم، يتطلع مسيحيون عراقيون لتجديد آمالهم بان العام الجديد سيجلب لطائفتهم في البلد والعالم أجمع السلم ومزيدا من الاستقرار، في وقت بادلهم قادة سياسيون هذه المشاعر وتأكيدهم على أهمية التعايش السلمي في البلاد، في حين شكا قسم من المسيحيين العراقيين من قلة تمثيلهم في البرلمان والحكومة.
وجاء في تقرير لموقع، ذي نيو آراب، الاخباري انه في فترة ما قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان تعداد المسيحيين في البلد يزيد على 1.5 مليون نسمة، مع ذلك وبعد عقود من حروب وعنف طائفي واضطرابات وتهجير وقتل خصوصا بعد مجيء تنظيم داعش للعراق عام 2014 واجتياحه لمنطقة سهل نينوى التي يقطنها غالبية المسيحيين العراقيين واضطرارهم للنزوح والهجرة فقد تقلصت أعدادهم على نحو كبير لتصل الى أقل من 200 ألف.
وكان مئات المسيحيين ومن جنسيات مختلفة قد تجمعوا الثلاثاء عند كنيسة مار يوسف في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، وتبادل راهب الكنيسة القس، أيمن عزيز، آماله معهم بمستقبل زاهر، وقال في تعليقات له امام الحضور "ندعو بان يجلب العام الجديد السلم والازدهار والرفاهية للمسيحيين في إقليم كردستان والعراق كافة وحول العالم".
وعبر مسيحيون عراقيون أيضا عن آمالهم بان احتفالات موسم أعياد الميلاد قد تكون مؤشرا وبادرة لبداية جديدة ومستقبل أفضل لطائفتهم.
سارة زهير، التي عاشت في السليمانية على مدى عقد من الزمن، قالت "بهذه المناسبة من أعياد ميلاد المسيح أهنئ المسيحيين بشكل خاص والعالم بشكل عام. أتمنى السلم والأمان لكل شخص".
وفي مؤشر ملفت على التعايش والتضامن بين مكونات المجتمع العراقي، حضر شاب مسلم من أهالي السليمانية يدعى، بيواند دلشاد، الى القداس في كنيسة مار يوسف، لمشاركة المسيحيين احتفالاتهم.
وقال دلشاد لموقع نيو آراب الاخباري "أنا مسلم ولكنني أتيت لأشارك المسيحيين احتفالاتهم واتبادل مع صديقي المسيحي افراحه. الإسلام دين التعايش، والمسلم الحقيقي يجب ان يحترم أبناء الديانات الأخرى".
وفي الوقت الذي يلهم فيه العام الجديد الناس بالتفاؤل، فان كثيرا من المسيحيين العراقيين عبروا عن شكواهم من مستوى تمثيلهم في البرلمان ومؤسسات اتخاذ القرار في الحكومة.
وقال، ياشار هايدر، شاب مسيحي من أهالي السليمانية "نأمل في العام الجديد ان نرى مزيدا من التعايش واحترام لديننا وطائفتنا بقدر ما نحن نحترم الاخرين. غالبا ما يكون صوت المسيحيين كأقلية غير مسموع، رسالتي هي أننا نريد في الوقت الحاضر تعايشا أكثر من أي وقت آخر".
كما هو الحال مع كثير من مسيحيين آخرين فإن، هايدر، يعترض على عدم إعطاء المسيحيين نسبة تمثيل كافية في البرلمان والحكومة. وفي وقت سابق من هذا العام اعترضت أقليات دينية على تقليص مقاعد تمثيلهم من 11 الى 5 مقاعد، مشيرا الى ان مثل هكذا قرارات تزيد من تقليص النفوذ والتمثيل السياسي للمسيحيين.
ومع وجود ما يقارب من 1000 مسيحي فقط يعيشون في محافظة السليمانية وباقي اعدادهم في مناطق مختلفة من العراق، فان كثيرا منهم يعتبر هذا التناقص في اعدادهم بمثابة ازمة إنسانية. وكان الشاب المسيحي هايدر قد عايش غزو تنظيم داعش لمناطقهم في الموصل عام 2014، الامر الذي اضطر فيه آلاف المسيحيين للنزوح من بيوتهم والهروب لمناطق آمنة او هجرتهم خارج البلاد، وهو يعتبر هذا الشيء نقطة تحول في حياتهم.
ومنذ العام 2003 شهد المسيحيون أعمال عنف واختطاف وقتل وتهجير على يد مجاميع مسلحة فضلا عن السيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم كما حصل بمناطق سكناهم في الموصل وسهل نينوى.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد شارك المسيحيين أعيادهم بحضوره مراسيم قداس أعياد الميلاد في كنيسة مار يوسف في بغداد الثلاثاء، مؤكدا بان الحكومة سخرت كل ما لديها لاستقرار المسيحيين وعودتهم الى العراق.
من جانبه رحب بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال، لويس ساكو، بمشاركة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بقداس أعياد الميلاد معتبرا ذلك بمثابة احترام للمكون المسيحي الذي عانى كثيرا.
عن موقع ذي نيو أراب