TOP

جريدة المدى > محليات > القيّارة.. ناحية غير صالحة للعيش بسبب انبعاثات حقول النفط

القيّارة.. ناحية غير صالحة للعيش بسبب انبعاثات حقول النفط

نشر في: 29 ديسمبر, 2024: 12:01 ص

 الموصل / سيف الدين العبيدي

أصبحت ناحية القيارة، التي تبعد حوالي 60 كيلومترًا عن مدينة الموصل، منطقة غير صالحة للعيش نتيجة الانبعاثات الغازية الناتجة عن حقول ومصافي النفط في حقلي القيارة والنجمة. تعمل شركة “سونانغول” الأنغولية في هذه الحقول منذ عام 2009، بموجب اتفاقية مع وزارة النفط العراقية لتطوير الحقلين.

تشهد المنطقة انبعاثات قوية مرتين أسبوعيًا، ما يجعل الوضع خطيرًا دون أي حلول ملموسة على أرض الواقع. الأهالي، الذين يعانون من الاختناق والأمراض، طالبوا مرارًا بإيقاف استخراج النفط أو استخدام تقنيات حديثة لمنع التسربات والانبعاثات، لكن الجهات المعنية لم تستجب.

طرق استخراج بدائية وانبعاثات سامة
الناشط البيئي وابن القيارة، خالد بن الوليد، أوضح للـ(المدى) أن المنطقة غنية بآبار النفط، لكن أساليب الاستخراج لا تزال بدائية وتؤدي إلى انبعاث غازات سامة تسببت في إصابة السكان بأمراض خطيرة، من بينها السرطان. أضاف أن بعض الأهالي اضطروا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى، في حين يخرج السكان في مظاهرات متكررة للمطالبة بحلول جذرية، تشمل وقف الانبعاثات واستخدام تقنيات حديثة لاستخراج النفط.
تُعد مصفاة القيارة، التي أُنشئت عام 1954، من الأسباب الرئيسية للتلوث. تحوي المصفاة أنبوبًا لتصفية المياه النفطية يصب مباشرة في نهر دجلة، لكن عملية التصفية غير فعالة ولا تزيل الميكروبات بالكامل. أشار خالد إلى أن الجهات السياسية تبرر الوضع بأن النفط أهم من صحة العراقيين كونه مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي.

تجاوزات على الأراضي الزراعية
أوضح خالد أن الشركة النفطية تجاوزت على الأراضي الزراعية المحيطة بمسافة 20 كيلومترًا طولًا و5 كيلومترات عرضًا، وأقامت سواتر ترابية على حدودها. ورغم مخاطبة المسؤولين والوزراء ومحاولات استخدام جميع الوسائل للفت الانتباه، لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية.
أكد أطباء مستشفى القيارة أنهم يستقبلون شهريًا أربع حالات إصابة بالسرطان، بالإضافة إلى حالات أمراض القلب والجهاز التنفسي والموت المفاجئ. وصف الأطباء القيارة بأنها باتت غير صالحة للعيش.

الإنتاج النفطي وأثره البيئي
ينتج حقل القيارة 50 ألف برميل يوميًا، مع خطة لزيادة الإنتاج إلى 250 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026. أشار خالد إلى أن معظم الإنتاج يُكرر محليًا بسبب نوعيته غير الجيدة عالميًا، وطالب بتدخل دولي لفرض استخدام تقنيات حديثة تضمن استخراج النفط دون الإضرار بالسكان والبيئة.
حاول شباب الناحية تنفيذ حملة لتشجير المنطقة، بهدف تحسين جودة الهواء، عبر زراعة الأشجار في الطريق الحولي. لكن بلدية القيارة منعت الحملة بحجة عدم استكمال الإجراءات القانونية. اضطر مسؤول الحملة، محمد الجبوري، إلى إعادة الأموال التي تبرع بها الأهالي وزراعة الشتلات في منازل المواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!
محليات

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

 الناصرية / حسين العامل أعربت مؤسسات مجتمعية وحكومية في محافظة ذي قار عن قلقها البالغ من ارتفاع معدلات جرائم الابتزاز الإلكتروني، والتي باتت تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن المجتمعي. وكشفت مصادر أمنية عن تسجيل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram