TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي

بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي

نشر في: 29 ديسمبر, 2024: 12:05 ص

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى للثقافة والفنون، في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة تأبينية للمخرج والمفكر السينمائي الراحل قيس الزبيدي، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين.
الجلسة التي قدمها الكاتب والناقد السينمائي، علاء المفرجي، قال فيها ان "قيس الزبيدي ظاهرة في السينما العراقية ولم يتعلم السينما في العراق او استثمرها داخل العراق، وكان يقول دائما انه سينمائي فلسطيني وليس عراقيا".

وأضاف، ان "الزبيدي ليس مخرجا فحسب، بل ان مؤرخي السينما العراقية لو ينصفوه لجعلوه المنظر الوحيد في السينما العربية، وكما تعرفون ليس لدينا منظر في السينما ونظرية الفيلم سوى قيس الزبيدي من خلال مؤلفات صدرت عنه في العراق والدول العربية الأخرى"، مبينا انه "حتى عندما غادر الى المانيا عمل في الأرشيف الوطني الفلسطيني بالاتفاق مع سينما "تيك" الألمانية ولم يعمل في أرشيف السينما العراقية".
وقرأ المفرجي رسالة بعثها، عصام الياسري، ومنها انه "في صدارة ما يترتب من لزوميات وضع منتدى بغداد للثقافة والفنون في مقدمة أهدافه بمكافئة المبدعين العرب في مجالات المعرفة والثقافة والعلوم والثقافة والابداع والفكر والاجتماع، وبادرة خلال السنوات الماضية بتكريم نخبة من الشخصيات العربية المقيمين في المانيا والقيام بكل ما يميز التكريم من أصول وقواعد وتقاليد تناسب شكل وتقاليد التكريم".
وتابع، انه "تقوم هيئة التكريم هذا العام بتكريم المخرج والمفكر الكبير قيس الزبيدي، الا ان وضعه الصحي أدى الى تأجيل ذلك، كما هو حال معرفة الشخصيات التي يهمها مشاركتهم في الكتابة عنه، وتتضمن فصولا عنه بعدد صفحات تصل الى 80 صفحة".
من جانبه قال د. عقيل مهدي، ان "قيس الزبيدي من مواليد 1939 وتأثر بالسينما السوفيتية والألمانية، ويقول انه حين كان في العراق لم يعمل حتى في التصوير الفوتوغرافي".
وأشار الى انه "كانت فلسطين قضيته الرئيسية وكتب كتاب عن فلسطين في السينما وكذلك كان واعيا للتغريب في مسرح برخت وعاش غربة في نضاله بعيدا عن العراق، واخرج أفلام في الغربة، وهو يرى ضرورة توثيق تاريخ الشعب بصريا"، مبينا ان "القيسي يعتبر المونتاج هو قلب السينما النابض".
د. صالح الصحن، قال ان "هذه الجلسة المختصة باستذكار الراحل الفقيد قيس الزبيدي، كبير الشكر والعرافان لمؤسسة المدى وهي تهتم بهذا الموضوع تقديرا وتثمينا لجهود هذا الرجل الفاعل كثيرا في الفكر السينمائي وقطاع السينما"، لافتا الى انه "بألم فقدنا الراحل الذي شغل الكثير من مصادر المعرفة السينمائية والفكر السينمائي في المنطقة على اقل تقدير".
وأكمل، انه "كانت لي علاقة تواصل مستمرة طيلة أيام الأسبوع مع قيس الزبيدي، وقبل وفاته باسبوع بعث لي رسالة أكد فيها ان عليّ ان أرى فيلم "يازرلي" وهل يصلح الى هذه الأيام، وفعلا اعدت فحص هذا الفلم ومقاربته مع الجو السينمائي الحالي والمدارس السينمائية، وتبادلنا الآراء على شكل يبعث بالارتياح على طبيعة هذا الفيلم وحرفة اشتغاله، وهو يشكل علامة لا تخلوا من الانتباه كونه اثار حفيظة االسلطة السينمائية، ولهذا توقف كثيرا ومن ثم استؤنف عرضه". بدوره قال الفنان حكمت داوود، ان "قيس الزبيدي ذلك الانسان الشفاف العذب والجميل والمثقف التقدمي الذي تعيش معه أجمل لحظات الاسفار في المعرفة السينمائية سواء كانت وثائقية او روائية". وبين انه "كنت مع الزبيدي منذ عام 1974 وكنا في مهرجان الفيلم الفلسطيني في بغداد وفيه اجتمع اعداد كبيرة من المخرجين الكبار العرب والأوروبيين، ومن هذا الملتقى انطلقت فكرة تأسيس اتحاد السينمائيين التسجيليين العرب وكان الزبيدي واحد من المنظرين الأساسيين إضافة الى المخرج قاسم حول ومحمد توفيق"، لافتا الى انه "كنا آنذاك نشكل جبهة كبيرة ضد السينما الاستهلاكية، وجبهة مواجهة ضد السينما البوليودية والهوليودية، وعندما تحدث قيس الزبيدي لم يقف عند هذا الحد، وحين نعود اليه نعود الى السينما الوثائقية والاعجاب بفن المونتاج".
ونوه الى انه "أحيي هذا المبدع الكبير لما قدمه للسينما العربية والعراقية بشكل خاص، لان الإنتاج السينمائي ليس ضرورة ان يكون انتاجه عراقي بقدر ان تكون هويته عراقية، فقيس الزبيدي وطني عراقي كما هو وطني فلسطيني".
الكاتب والروائي، زهير الجزائري، قال ان "قيس الزبيدي لم يعمل في السينما العراقية بسبب عدم إمكانية تحقيق رغبته في صناعة الأفلام، لاسيما ان حزب البعث حدد مسار الثقافة في دولة البعث، وفي هذه الأجواء كيف يمكن ان ينتج فيلم سينمائي من دون محددات تفرضها السلطة".
وأشار الى ان "الزبيدي جاء الى العراق مع فيصل الياسري وقاسم حول، وجرى نقاش حول صناعة الأفلام في العراق، وكان موقف الزبيدي انه في ظل الهيمنة على الثقافة وثورة النفط ومردوده المالي الذي فاق توقعات السلطة وبدأت بضخ الأموال للاستعانة بالمخرجين المصريين واللبنانيين، لكن المشكلة بقيت في إطار الهيمنة التي بدأت بوضوح أكبر، والزبيدي لم يكن مقتنعا بالحديث وكانت أفكاره صحيحة في تلك الفترة".
وذكر ان "الزبيدي اشتغل مع الفلسطينيين اطول فترة في حياته، وكانوا يواجهون هيمنة الصهيونية الثقافية على السينما الى حد بعيد، والهيمنة لا تضع إمكانية لفيلم يتغير عن الرؤية الصهيونية للأحداث التاريخية، وحين تمس القضية الفلسطينية تصبح الصعوبات اعلى في هوليود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي

بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى للثقافة والفنون، في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة تأبينية للمخرج والمفكر السينمائي الراحل قيس الزبيدي، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين.الجلسة التي قدمها الكاتب والناقد السينمائي، علاء المفرجي،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram