 دهوك /عبدالخالق دوسكي

احتضن اتحاد أدباء الكرد في محافظة دهوك أمسية شعرية خاصة بالشعراء السوريين ، الذين ألقوا قصائدهم الحماسية داعين فيها إلى التخلص من النظام الدكتاتوري والظلم الذي يلحق بهم . بشير المزوري السكرتير الثقافي لاتحاد أدباء الكرد في محافظة دهوك أوضح للمدى أن الأمسية تضمنت مشاركة حوالي 15 شاعراً سورياً .وقال "نحن في اتحاد أدباء الكرد ندعم كافة الأدباء الكرد أينما كانوا وقد نظمنا هذه الأمسية الشعرية التي شارك فيها شعراء من كردستان سوريا وألقوا قصائدهم التي عبرت عن روح التحدي والنضال المتواجد لديهم وسعيهم إلى الحرية التي ينشدونها " وبين بشير " أن الأمسية كانت بمثابة فسحة عبر من خلالها الشعراء السوريون عن معاناتهم وجسدوا من خلال قصائدهم الظروف السيئة التي يمرون بها الآن وطموحاتهم المستقبلية بإنشاء ما يطمحون إليه من أهداف" الشاعر مسعود خلف وهو شاعر سوري ألقى قصيدة مفعمة بالعاطفة قال " أردت من خلال قصيدتي أن أجسد بعضا من أهوال المصائب التي يعانيها الشعب السوري بشكل عام والكرد السوريين بشكل خاص فكانت قصيدتي حول الأطفال الذين يفقدون ذويهم أثناء هذه الحروب التي تدور في سوريا وكذلك النساء اللواتي يصبحن أرامل من جراء ما يحصل الآن في سوريا فالقصيدة هي تعبير عن واقع سوريا الآن من الناحية الإنسانية وما تخلفه الحروب من أوزار تؤثر على الإنسان بالدرجة الأولى"
ويرى خلف أن على الشعراء والكتاب والأدباء بشكل عام التعبير عن المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري وما ينجم عن هذه الحرب من آلام وعلى الكاتب أن يكون الشاهد الحقيقي على هذه المجازر التي ترتكب أو التي ارتكبت بحق الأطفال والشباب الذين يبحثون عن الحرية والتخلص من الاستبداد والظلم والاضطهاد "
أما الكاتب كوني رش الذي حضر جانبا من هذه الأمسية فقد قال " أنا من المؤيدين لإقامة مثل هذه الأمسيات الشعرية والقصصية لكتاب سوريين لأنها تفضح ما يقوم به النظام السوري الآن وتجسد هول المجازر التي يقوم بها جلاوزة النظام هناك .ومن جهة أخرى فان مثل هذه المنابر الحرة تمنح الفرصة للكتاب وخاصة الشعراء للتعبير عن الضغوطات التي يعانونها وهم يرون أمام أعينهم المئات من المواطنين الأبرياء وهم يقعون فريسة لرغبات شخص  دكتاتور"
الشاعر عبدالرحمن بامرني الذي حضر جانبا من هذه الأمسية قال " من حق الكتاب السوريين تسجيل هذه المرحلة الهامة من حياتهم كشعب يتوجه نحو التحرير ويجب أرشفة كل ما يحصل الآن من قتل ودمار واضطهاد وقمع كي لا يتم تكراره في المستقبل ولكي يعتبر منها الأجيال القادمة فلا يقعون في الخطأ نفسه وإنما يتداركونه "
وبين البامرني أن الشعب السوري الآن بأمس الحاجة إلى قنوات للتعبير عن معاناتهم والمشاكل  التي تتراكم عليهم يوما بعد يوم وهي فرصة جيدة كي يلعب الشعراء دورهم في إظهار حجم المعاناة الحقيقية التي يعانيها السوريون الآن والضغوطات السياسية والاجتماعية التي نجم عنها ما قد حصل دمار وخراب" أبو نشوان لاجئ سوري في مخيم دوميز كان من ضمن الحاضرين في الأمسية الشعرية ،قال" نحن نريد أن يتم تنظيم مثل هذه الأمسيات داخل المخيم كي يطلع اللاجئون على حجم المشكلة وأبعادها الحقيقية التي تعرض لها كشعب سوري وإنني سعيد بالكلمات والقصائد التي ألقيت في هذه المناسبة وهي تعبير عن غيض ما تفيض به صدورنا من آلام ومعاناة " وأشار أبو نشوان إلى انه كان ينبغي على الشعراء أن يلتفتوا إلى الظروف التي يعيش فيها الكرد السوريون في مخيم دوميز والصعوبات التي يعانونها في هذا الشتاء البارد ومقاومتهم وحياتهم تحت الخيام وهم يتجرعون الألم منتظرين اليوم الذي يأتي فيه تحرير بلدهم من براثن الدكتاتورية والعيش بسلام " برخودان شاعرة شابة ألقت قصيدة في هذه الأمسية قالت " في قصيدتي هاجمت النظام الحاكم في سوريا ودعوت أحزاب المعارضة إلى التكاتف مع بعضها للخروج من هذه الأزمة التي تعصف بسوريا ،كما إنني انتقدت المجتمع الدولي الذي يقف ساكتا أمام ما يجري الآن في سوريا من قتل ودمار وتدمير وإبادة ،وفي القصيدة أيضا أطمح لأن تصبح سوريا في المستقبل دولة حرة يسودها الأمن والديمقراطية والسلام"   جدير بالإشارة  إلى أن هذه القصائد قد اتسمت بالهتاف والحماسة التي خاطبت عواطف الجمهور وعقولهم ودعت المجتمع الدولي للتدخل في وقف نزيف الدم السوري.